الوحدة البلجيكية زرعت انماءً وشهداءً في الجنوب وغادرت

اجرت وحدة نزع الالغام البلجيكية -اللكسمبورجية الخامسة والعشرون اليوم مراسم التسليم والتسلم الاخيرة لها في جنوب لبنان في قاعدتها في بلدة الطيري بين السلف الكابتين اوليفيه روسو وخلفه الكابتين ريك فان هوك.
الكتيبة التي شكلت بداية من 400 ضابط وعنصر اتخذت أولاً مقراً لها في قاعدة كمب العقرب في تبنين اول ايلول 2006 حيث انيط بها تنفيذ 3 مهمات رئيسية هي: الدعم الطبي لصالح اليونيفيل والسكان المحليين وإعادة بناء البنية التحتية في قواعد اليونيفيل وازالة الألغام من الاراضي الملوثة . بالإضافة إلى قوة حماية خاصة.
عملت على تحسين القاعدة التي تمركزت فيها، وفي تشرين الاول عام 2006 شغلت المستشفى الميداني الثاني التابع لليونيفيل وجهزته باحدث الاجهزة والمعدات ووصلت غرفة عملياته مباشرة عبر التقنيات الحديثة بفريق عمليات مستشفى اللوكسمبور (ج) حتى نهاية شباط 2009 حيث اعلن اقفال المستشفى وسحبت تجهيزاته الى بلجيكا.
بين عامي 2008 و2009 شاركت الكتيبة البلجيكية في اليونيفيل البحرية عبر الفرقاطة البلجيكية - ليوبولد -1- في عمليات الاعتراض والرصد
في تشرين الثاني من العام 2010 وبقرار من الحكومة البلجيكية انخفض عديد الكتيبة الى مئة وخمسة وثلاثين ضابط وعنصر ثم الى مئة وانحسرت مهمتها بعملية ازالة الالغام فتركت مقرها في تبنين واستقرت ثانيةَ في المخيم 2-45 في الطيري . منذ ذلك الحين عملت على تطهير الخط الازرق وتعليمه فطهرت الى اليوم 1.77 مليون متر مربع من الأراضي الملوثة وابطلت مفعول نحو أربعة عشر ألف لغم ارضي ومضاد للاليات ، ودمرت خمسماية لغمٍ.
خسرت 3 من افرادها في اذار 2007 في حادث سير عند مرتفعات كفرشوبا هم : بول لوك وتيري دو بايكر وروجيه باركن، وفي 3 ايلول عام 2008 قضى مسؤول فريق نزع الالغام في الوحدة ستيفان فان بتغنام بانفجار لغم ارضي في وادي كونين.
في منتصف تشرين الاول (الجاري) عام 2014 اتخذت الحكومة البلجيكية قراراً بسحب وحدتها من جنوب لبنان نهائياً وفقاً لاتفاق حكومة الفريق الاول شارل ميشال وبالتالي فان هذه الوحدة ستبداُ من منتصف تشرين الثاني القادم بشحن معداتها والياتها التي هي عشرات العربات المدرعة الخفيفة من نوع LMV وستة MPPV فضلا عن 48 حاوية ومقطورتين على متن سفينة بحرية الى الوطن الام على ان يغادر افرادها لبنان نهائياً منتصف كانون الاول 2014
ساهمت الكتيبة البلجيكية في قرى نطاق عملها عبر قسم التعاون المدني العسكري بسد ثغرة في دورة الحياة جنوباً على مدى سنوات خدمتها الثمانية حيث قدمت خدمات انسانية واجتماعية وصحية وتربوية جمة ستبقى راسخة في عقول الجنوبيين بخاصة منها الدورات التدريبية على الاسعافات الاولية و الحروق ودورات اللغة الفرنسية والرياضة البدنية في المدارس وعملية تطهيراراضي زراعية بقيت لسنوات غير صالحة للاستعمال بسبب الملوثات غير المتفجرة التي كانت فيها، و قامت باعادة تاهيل قسم كبير من مستشفى تبنين الحكومي بالتعاون مع سفارة وحكومة بلادها ، كما ستبقى ذكرى جنود ها الاربعة الذين قضوا خلال مهمتهم في جنوب لبنان ان عند النصب التذكاري في تبنين اوكفرشوبا او وادي كونين او قاعدة الطيري شاهداً على ان هؤلاء الذين قضوا اضافة الى رفاق اخرين لهم جاؤوا على مدى 8 سنوات الى جنوب لبنان لتنفيذ رسالة نبيلة ضمن بعثة اليونيفيل هدفها تحقيق السلام والاستقرارالذي لا يزال هشاً في جنوب لبنان ، هم الى ذلك قد احسنوا التواصل ونسجوا افضل العلاقات مع افراد المجتمع المحلي في الجنوب .