الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كيف يتشكل مفهومك لذاتك؟

المصدر: "النهار"
A+ A-

كالعديد من المواضيع في علم النفس، اقترح العديد من المنظّرين طرقاً لتعريف وتحديد مفهوم الشخص لذاته. تشير إحدى النظريات التي أُطلِقَ عليها اسم "نظرية الهوية الاجتماعية" والتي دامت خلال القرن العشرين إلى أن مفهوم الذات ينقسم إلى قسمَين: الهوية الشخصية والهوية الاجتماعية. تقوم الأولى على سمات الشخصية والخصائص الأخرى التي تجعل من الشخص مميَّزاً عن غيره، فيما تتضمن الهوية الاجتماعية المجموعات التي ينتمي إليها الشخص كمجتمعه ودينه وجامعته...


 


 


صورة وثقة ومِثال


فيما أوضح المعالِج النفسي الأميركي الشهير كارل روجرز كيفية تشكُّل مفهوم الشخص لذاته عبر فصله بين ثلاثة أمور: الصورة عن الذات، الثقة بالذات، الذات المثالية.


1- الصورة عن الذات:


هي الطريقة التي يرى فيها الإنسان نفسه. هذا ما يؤكد أن صورة الإنسان عن نفسه قد لا تنقل فعلاً الواقع. فبعضهم يعتقدون أنهم أفضل في هذه الأمور فيما هم ليسوا كذلك، ويرى البعض الآخر مظهرهم بالقبيح ويبالغون في ملاحظتهم لعيوبهم ونقاط ضعفهم. إذ قد يعتبر شابٌّ ما أنه يُحرَج اجتماعياً فيما هو ودودٌ والناس يحبّون التحدث إليه، وقد ترى الفتاة أنها سمينة مع أنها تبدو نحيفة.


2- الثقة بالذات:


هي تعني تقدير الشخص لنفسه. تتأثر بمدى مقارنة نفسه بأشخاصٍ آخرين وبكيفية استجابة الغير له. فعندما يستجيب الغير إيجاباً لتصرفاته، تزداد نسبة تطوّر ثقته بنفسه. أما إذا قارن نفسه بالغير ووجد أن أشخاصاً آخرين أفضلُ منه، سيؤثر ذلك سلباً في ثقته بذاته.


3- الذات المثالية:


هي كيف يتمنى الشخص أن يكون، ويسعى لأن يكون. وفي معظم الأحيان، لا تتطابق الذاتُ المثالية مع صورة الشخص عن ذاته، ما يشرح التطوير الدائم عند الإنسان لشخصه وثقافته وقدراته.


 


تطابُق وتناقُض


يحصل التطابق كلما كانت صورتنا عن ذاتنا متطابقة مع الذات المثالية التي نسعى إليها، فيما التناقض يكون عندما يتباعد هذان المكوّنان لمفهوم الذات، وِفق روجرز نفسِه. وهو أشار إلى أن التناقض بين صورة الشخص عن ذاته وذاته المثالية يتشكل منذ الطفولة: فعندما يضع الأهل شروطاً على الأطفال ولا يُظهرون حبّهم لهم إلا إذا عادوا بنتائجَ مرضية في المدرسة وقاموا بالأمور التي يطلبونها منهم، أي فقط عندما "يستحقون" حبّهم، ينمو الطفل لتصبح صورته عن ذاته بعيدة جدّاً من ذاته المثالية، خلافاً للأولاد المستمتعين بحبّ أهلهم من غير شروط، فهؤلاء يتمتعون بتقاربٍ بين صورتهم عن ذاتهم وذاتهم المثالية عندما يكبرون، لكونهم تربّوا في جوٍّ عائلي سليم قائمٍ على الثقة بالنفس وعلى دعم الأهل.


 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم