الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

التمديد الـ 13 للفراغ في زمن الارهاب \r\nلبنان إلى نيويورك: أين وعود الدعم؟

A+ A-

بينما يعقد مجلس النواب جلسته الثالثة عشرة اليوم لتكرار مشهد الاخفاق في انتخاب رئيس للجمهورية، اتجه لبنان الرسمي ممثلا برئيس مجلس الوزراء تمّام سلام الى الانخراط في أعلى منتدى دولي تشهده الامم المتحدة هذا الاسبوع في افتتاح الدورة العادية للمنظمة الدولية علّ هذا الانخراط في أعمالها واجتماعاتها، ولا سيما منها اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان، يمنحه جرعة دعم فعلية في مواجهته الشرسة مع التنظيمات الارهابية. وتتخذ المشاركة اللبنانية في الاسبوع الاممي هذه المرة بعداً مهماً ومفصلياً لعله يفوق باهميته المشاركة الاخيرة للرئيس السابق ميشال سليمان قبل سنة تماماً والتي توجت بولادة مجموعة الدعم الدولية للبنان، إذ ان لبنان يحضر وسط تمادي الفراغ الرئاسي فيه من جهة، وكذلك وسط الطغيان الساحق لانفجار الملف الارهابي في المنطقة الذي يظلل اعمال الدورة العادية للامم المتحدة، فيما يجد لبنان نفسه في معمعة الاخطار الارهابية التي تتهدده اسوة بدول المنطقة انطلاقا من ملف عسكرييه المخطوفين لدى تنظيمي "جبهة النصرة " و"داعش". وتبعاً لذلك تكتسب اللقاءات التي سيعقدها الرئيس سلام والوفد المرافق له مع كبار المسؤولين الدوليين والغربيين والاقليميين أبعاداً مهمة، بالاضافة الى اجتماع مجموعة الدعم الدولية والكلمة التي سيلقيها سلام أمام الجمعية العمومية"، اذ تشكل في مجموعها رفعا لصوت لبنان في الامم المتحدة لحض المجتمع الدولي على أن يقرن وعوده بدعم الجيش ومؤسسات لبنان الدستورية بالافعال السريعة.
وحرص سلام قبيل مغادرته بيروت امس الى نيويورك على رسم صورة الاوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان، لافتا الى ان مشاركته في الدورة العادية للامم المتحدة تهدف الى "شحن كل الدعم والمؤازرة"، منوهاً بشكل خاص بمعاناة موضوع "العسكريين المخطوفين الابطال المحتجزين في ايدي الارهاب والارهابيين"، وشدد على ان "كل خياراتنا مفتوحة والتفاوض هو احد هذه الخيارات لكنه تعطل وتعرقل في ظل القتل". وأكد الحرص على "تعزيز هذا التفاوض انطلاقا من تعهد عدم القتل، وما زلنا نسعى الى هذا الامر داخليا وخارجيا".
وفي غضون ذلك، برزت في ازمة العسكريين المخطوفين أساليب ابتزاز جديدة لجأت اليها "جبهة النصرة" التي أتاحت لزوجة العسكري المخطوف علي البزال الوصول الى احد مراكزها في جرود عرسال وسلمتها مطالبها من الحكومة من غير ان تتمكن من لقاء زوجها الرهينة. وأعلنت رنا الفليطي زوجة العسكري البزال ان الجبهة ابلغتها انها "اجلت حكم الاعدام بحق زوجها لمدة اسبوع واحد شرط ان تستجيب الحكومة للمطالب". وقالت إن الجبهة "لم تطالب بالافراج عن الاسلاميين في سجن رومية بل طالبت بتسليم جميع الاسرى الذين احتجزهم الجيش اللبناني منذ اليوم الاول لحوادث عرسال، وفتح ممر انساني الى بلدة عرسال، وعدم التعرض للسوريين واهل السنّة". واتبعت الجبهة ذلك ببيان في موقع "تويتر" هددت فيه بانها "لن تتعامل بردات افعال والايام المقبلة حبلى بالمفاجآت". كما اطلقت من جهة اخرى علي سكرية في وادي حميد بعدما كان خطف قبل خمسة ايام.
ووقت كثف اهالي العسكريين المخطوفين تحركاتهم الاحتجاجية باقفال طريقي ضهر البيدر والقلمون، أبدت مصادر وزارية شكوكاً في بعض تحركات هؤلاء، وقالت إن قسماً منهم يتصرف كأن الحكومة هي الجهة الخاطفة، ولا نقدر على الوقوف يومياً عند خاطر كل منهم بعد أن يطلق تصريحاً أو موقفاً، في حين نسعى 24 ساعة يومياً ونجري اتصالات لا تهدأ مع القطريين والأتراك وكل العالم لحل القضية".
وذكّرت بأن احتجاز المواطنين الأتراك لدى مسلحي "داعش" في العراق "استمر طويلاً ولم نسمع أو نشاهد ما نراه ونسمعه في لبنان. هذا الموضوع دقيق جدا لا نستطيع العمل تحت الضغط للتوصل إلى مخرج، فما يطلبه المسلحون ليس هيناً، يريدون أن نفرج عن موقوفين إسلاميين، الأمر الذي يتطلب عفواً خاصاً، وفي غياب رئيس للجمهورية يستطيع بموجب صلاحياته إصدار عفو خاص تلزم موافقة 24 وزيراً، وهذه مسألة غير هينة وليست في متناول اليد". وكررت أن القضية تحتاج إلى مزيد من الوقت.


المشنوق وروسيا
وفي سياق متصل، صرح وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لـ"النهار" بأن أجواء المسؤولين الروس الذين التقاهم في موسكو ممتازة حيال لبنان، وهناك متابعة لهذه الاجتماعات سيقوم بها رئيس أركان الجيش اللواء الركن وليد سلمان الذي سيزور روسيا الإثنين المقبل 29 أيلول الجاري للبحث في تفاصيل عملية تزويد الجيش أسلحة وأعتدة ومعدات روسية.
وأضاف: "إن المسؤولين في موسكو أبدوا حرصاً كبيراً على استقرار لبنان وضرورة الحؤول دون تعرضه لأخطار مشابهة لما تعيشه سوريا والعراق، وأظهروا أيضاً اهتماماً بوضع المسيحيين في لبنان وبضرورة توصل اللبنانيين إلى انتخاب رئيس للجمهورية وفاقي ومعتدل".


الرئاسة العالقة
الى ذلك، يبدو ان الجهود السياسية تتركز حاليا على توفير اسباب النجاح للجلسة التشريعية لمجلس النواب واتمام الاتفاق على جدول اعمالها كمفتاح محتمل لتفاهمات أبعد مدى يؤمل ان تنسحب على موضوع بت استحقاقي الانتخابات الرئاسية والنيابية.
كما ان تطوراً سجل في موضوع سلسلة الرتب والرواتب يمكن ان يدفع التوافق على الجلسة التشريعية من خلال مؤشرات ايجابية لتسوية لهذا الملف المزمن ترضي الجميع. وكشف النائب جورج عدوان لـ"النهار" ان اقرار سلسلة الرتب والرواتب "اصبح قاب قوسين او ادنى مع اقتراب الاعلان عن الاتفاق بين القوى السياسية على تأمين الواردات اللازمة لتغطية النفقات المتوقعة".
ورداً على سؤال عما بعد عرض مبادرة قوى 14 آذار على الرئيس نبيه بري وسواه من المعنيين، قالت شخصية بارزة في هذه القوى لـ"النهار" إن الغاية من المبادرة هي "أن نكون على خط الجهوزية اذا تبدلت الأوضاع الإقليمية وانتقل "حزب الله" من موقع الممانع لإجراء الإنتخابات الرئاسية إلى موقع القابل بالتفاوض. وبالتالي تنتظر هذه المبادرة أن تنضج ظروفها الإقليمية، وهذه لم تعد في أيدي اللبنانيين. نحن نراهن على تبدل إقليمي يفرض تبدلاً سياسياً في المنطقة يمكن أن يتيح إجراء تسوية في لبنان".
لكن مصدراً سياسياً في 14 آذار أعرب لـ"النهار" عن اقتناعه بأن السياسة الإيرانية التي باتت تطوق المملكة العربية السعودية بعد تطورات اليمن لا تريد سوى الفراغ، وأن السعي إلى حل سياسي للبنان ليس وارداً حتى اليوم في أجندات الدول، وتخوّف من تعميم الفراغ فلا تبقى من المؤسسات إلا حكومة تصريف أعمال.
واسترعى الانتباه في هذا السياق تشديد السفير السعودي علي عواض عسيري امس في مناسبة العيد الوطني للمملكة العربية السعودية على دعوة اللبنانيين الى "بذل كل الجهود في سبيل حماية لبنان وتحصينه عبر تعزيز وحدتكم الوطنية وانتخاب رئيس للجمهورية يقود البلاد ويطلق الحوار وقطع الطريق على الفتنة المذهبية".
وفي مجال الحوار القائم بين القيادات الدينية، علمت "النهار" ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سيزور اليوم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان مهنئاً بانتخابه، وستكون الزيارة مناسبة للبحث في التطورات والاتفاق على عقد قمة روحية في دار الفتوى يرجح ان يحدد موعدها الخميس المقبل قبل سفر الراعي الى الفاتيكان مطلع تشرين الاول المقبل.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم