الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أميركا تأمل الفصل بين المحادثات النووية الإيرانية وخطر "الدولة الإسلامية"

المصدر: (رويترز)
A+ A-

يأمل المسؤولون الأميركيون في الحيلولة دون حدوث تعارض بين تحديين دبلوماسيين بخصوص إيران الأسبوع الحالي : "برنامج إيران النووي والتهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية".


والمعضلة الأساسية التي تواجههم هي كيفية الحيلولة دون ان تشدد إيران من موقفها في المحادثات النووية اعتقادا منها أن واشنطن قد تقدم تنازلات في هذه المحادثات مقابل الحصول على مساعدة إيران ضد تنظيم الدولة الإسلامية وهو اعتقاد يقول المسؤولون الأميركيون إنه خاطئ.


والمشكلة المرتبطة بهذا الأمر هي كيفية التعامل مع الخطر الذي تمثله الدولة الإسلامية دون طلب مساعدة إيران ذات النفوذ الكبير في العراق وسوريا.
والمشكلة الثالثة تتمثل فيما إذا كانت دول سنية كبرى مثل المملكة العربية السعودية ترحب بالمشاركة في أي تحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية إذا لعبت إيران الشيعية أي دور.


وقال دبلوماسي غربي كبير طلب عدم نشر إسمه "على المدى البعيد سيكون من الصعب التوصل لحلول دون إيران... الأميركيون بوجه خاص ضد ذلك ولكن ما زال هناك بعض الأعضاء في المنطقة العربية... لا يشعرون براحة في الجلوس مع إيران على نفس الطاولة".


كيري: لإيران دور..


رغم أن الولايات المتحدة استبعدت مرارا "التنسيق" عسكريا مع إيران ضد تنظيم الدولة الإسلامية إلا أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال أمس الجمعة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن العراق إنه يعتقد أن طهران يمكن أن تلعب دورا ما.


وقال كيري "يجب أن يكون تحالفا شاملا وأن يشتمل على تعاون وثيق يجمع ضروبا متعددة من الجهود... لكل دولة في العالم تقريبا دور بما في ذلك إيران."


هل ستلعب إيران دورا دون السعي للحصول على مقايضة نووية.. ما زال ذلك سؤالا مطروحا.


رغم التشاؤم الذي يستبد بالدبلوماسيين من جميع الأطراف تأمل الولايات المتحدة أن تحقق تقدما الأسبوع الحالي للتوصل لاتفاق بكبح برنامج إيران النووي خلال المحادثات التي تجري بالفعل في نيويورك بين إيران والقوى الكبرى قبل انتهاء المهلة المتفق عليها في 24 تشرين الثاني.


ويقول مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إن الولايات المتحدة بامكانها الفصل بين المحادثات النووية وجهود مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية رغم أنهم يعترفون بأن هذه النقطة مثار قلق بالنسبة لواشنطن.


وقال روبرت أينهورن الذي كان مسؤولا أميركيا بارزا في المحادثات مع إيران إلى أن ترك وزارة الخارجية العام الماضي "الإيرانيون يمكنهم تصور مفاهيم خاطئة فيما يتعلق بهذا الأمر لكنني أعتقد أن الإدارة (الأميركية) ستكون حريصة للغاية في محاولة تفادي أي انطباعات خاطئة كي توضح أن الأمرين قضيتان منفصلتان وأن الولايات المتحدة لا تفكر في المقايضة".


وقالت سوزان مالوني وهي مسؤولة أخرى سابقة بوزارة الخارجية وتعمل الآن في معهد بروكينجز إن إيران قد تتشجع لاتخاذ موقف متشدد في المفاوضات النووية بسبب عدم الاستقرار الإقليمي.


وقالت "أشعر بقلق من أن تسهل الفوضى الإقليمية الاعتقاد الإيراني... بأن اللعب على عنصر الوقت استراتيجية منطقية" مشيرة إلى أن إيران قد تحاول اعادة التفاوض بشأن شروط الاتفاق المبدئي (خطة العمل المشترك) الذي خفف بشكل محدود العقوبات على إيران مقابل كبح برنامجها النووي.


وقالت مالوني إن الإيرانيين قد يستنتجون أن "الولايات المتحدة منشغلة بأولويات أخرى ولم تحقق الكثير من الانتصارات في السياسة الخارجية في هذه المرحلة ومن ثم فقد يكون بالامكان اقناع الرئيس بشكل خاص بالتوصل لطريقة إن لم تكن تمديدا للمفاوضات فقد تكون على الأقل تمديد خطة العمل المشترك."


 تقارب مصالح؟


وعلى هامش المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية الست الأسبوع الماضي أجرى مسؤولون أميركيون أحدث مناقشات في سلسلة من المباحثات الثنائية مع إيران والتي ركزت على القضية النووية لكنها تناولت أيضا خطر تنظيم الدولة الإسلامية.


ورغم العداء إلا أن المصالح الأميركية والإيرانية تتلاقى الآن فيما يتعلق بالعراق حيث لا يرغب أي من الجانبين أن تخسر الحكومة العراقية بقيادة الشيعة المزيد من الأراضي لمصلحة الدولة الإسلامية.


ويخشى مسؤولون أميركيون أن تصبح الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا ساحات لتجنيد المتشددين الذين يهاجمون بعد ذلك أوروبا الغربية والولايات المتحدة.


ولا يريدون أيضا أن يتفكك العراق تماما الأمر الذي قد يعرض للخطر امدادات النفط العالمية ويثير تساؤلات بشكل التكلفة الكبيرة في الأموال والأرواح التي تكبدتها الولايات المتحدة في محاولة لارساء الاستقرار في العراق بعد الاطاحة بصدام حسين.


وبالنسبة لإيران فان اتساع سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق سيقلص من النفوذ الإيراني هناك.


ونتيجة لذلك فقد تجد الولايات المتحدة وإيران انه رغم الشعور المتبادل بعدم الثقة ورفض المحافظين على الجانبين للتعاون فيما بينهما فقد تجدان مبررا ما لاتخاذ موقف موحد تجاه الدولة الإسلامية وربما التوصل لطريقة ما لانجاز الأمر بالحيلة.


قال جون الترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن "لا تريد أن تطلب الكثير من الإيرانيين خشية أن يطلبوا آنذاك شيئا في المقابل في المفاوضات النووية... ولكن يمكنك التحدث عما نفعله وما لا نفعله ويمكن أن يتوصل الإيرانيون آنذاك لاستنتاجاتهم."

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم