السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

معضلة عرسال...ما الحل؟

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
A+ A-

الكاميرات مصوّبة على ما يدور في عرسال "المحتلة" بحسب وصف وزير الداخلية نهاد المشنوق، ولا يستطيع أحد التكهن بوجهة بوصلة التطورات، خاصة بعد اقدام الخاطفين على ذبح العسكريين علي السيد وعباس مدلج واعلان "جبهة النصرة" ان الجندي المخطوف محمد حمية أول ضحية لديها.


استهداف الجيش داخل بلدة عرسال اليوم يرى فيه المراقبون مؤشراً على ان العملية العسكرية لفصل الجرود عن البلدة ربما لن تكون الحل الوحيد الناجع لمعضلة عرسال.
في الآتي، نعرض لآراء كتل سياسية حول رؤيتها للحل المنشود بعد يوم دامٍ دفع الجيش ضريبته شهيدين من خيرة شباب الوطن.


الاسناد الجوي
عضو كتلة "المستقبل" النائب عاصم عراجي أكد لـ"النهار" أن "الوضع في البقاع الأوسط والشمالي لا يحسد عليه، فشظايا الحرب السورية بدأت تطال المنطقة منذ زمن، والحادث اليوم الذي طال الجيش يصب في خانة تعكير الأجواء الأمنية في البلد والضغط على الدولة والجيش والناس لدفع الحكومة إلى مفاوضة الخاطفين".
عراجي اعتبر الحسم العسكري في عرسال خطير جداً فـ"الذي يعلم طبيعة المنطقة وجرودها يعلم صعوبة الحسم العسكري، وللأسف لا يعطى الجيش سلاحاً متقدماً وكافياً للدفاع عن نفسه، إذ كان يفترض أن يؤمن له سلاح متطور، والاسناد الجوي هو الاهم في منطقة كعرسال، خاصة طائرات صغيرة كالاباتشي والهليوكوبتر".
"زيادة عديد الجيش وتسليحه واقفال الحدود بشكل نهائي والاستعانة بالقرار 1701 في المنطقة الشمالية الى حين تسليح الجيش"، هو الحل لإنتشال عرسال من الرمال المتحركة التي يخشى أن تغرقها، في رأي عراجي.


كنف الدولة


وعن كيفية رد عرسال إلى كنف الدول، أجاب مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية العميد المتقاعد وهبي قاطيشا قائلاً: "لو تصرفت الدولة كدولة لما وصلت الامور الى هنا، فالنظام السوري يحاول استغلال هذا الأمر لتصدير الحرب والفوضى الينا تنفيذاً لما وعدنا به في أول الأحداث السورية".
وأشار في حديث لـ"النهار" الى انه "لا يمكن أن تعود الأمور إلى طبيعتها إذا لم يعود جميع اللبنانيين إلى كنف الدولة. فالقضية في عرسال ليست عسكرية بل سياسية بامتياز ومهما حاول الجيش، لن يستطع الحسم اذا لم يكن هناك اتفاق سياسي. ذلك ان الجيش الأميركي لم يستطع الاستمرار في العراق لتعارض الامر مع ارادة الشعب، لذلك من الظلم أن نرمي الكرة في ملعب الجيش".
وأيّد قاطيشا تطبيق القرار 1701 على الحدود الشمالية كونه يساهم في مشاركة الامم المتحدة "بضبضبة" الوضع ، كما وضع استهداف الجيش في خانة الضغوطات التي تمارسها الجهات الخاطفة على الحكومة وقال ان "جميع ما يحدث يصب في مصلحة النظام السوري، فهو سبب كل المشاكل ومع ذلك يبقى وراء الكواليس".


اتفاق وطني
على عكس قاطيشا، اعتبرعضو كتلة "حزب الكتائب" النائب فادي الهبر في حديث لـ"النهار" أن "عرسال موجودة في كنف الدولة انما بحاجة إلى معالجة من خلال تمكين الجيش بالسلاح والعديد لقطع دابر التفلت على الحدود الشرقية من منطقة عرسال امتداداً إلى جنوب لبنان". وأضاف" ومع ذلك هناك اجماع من قبل اللبنانيين على مقاتلة "داعش" و"النصرة" لإبعادهم عن لبنان. وهذا الاجماع سمعناه من المفتي دريان ومن الشيعة والمسيحيين، ما يعني أن هناك اتفاقا وطنيا على الآلية لضبط الوضع في عرسال من خلال دعم الجيش و مؤسسات الدولة، تحت مظلة غطاء سياسي من جميع الاطراف"، مشدداً على ضرورة تطبيق القرار 1701.


أحلام يقظة
عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب ياسين جابر اعتبر أن الامساك بعرسال يتم بطريقتين أولاً من خلال الجيش والقوى الأمنية وثانياً من خلال تعزيز دور الدولة خدماتياً، وقال: " يجب أن يشعر أهالي عرسال بوجود الدولة ليس فقط أمنيا وعسكرياً بل خدماتياً واجتماعياً".
وعن سبب تأخر الدولة في القيام بخطوات تجاه هذه المنطقة المحرومة، اعتبر ان "الوضع بات مؤذياً، فعند ترك جرح نازف مدة طويلة طبعاً سيسوء وضعه وهذا ما حصل، الآن مطلوب السرعة وليس التسرع، ولا يوجد حل سحري بل مجموعة خطوات يجب القيام بها".
"تطبيق القرار 1701 على حدود عرسال هو أحلام يقظة"، بحسب جابر الذي تساءل:" أي دولة لديها استعداد أن ترسل جنودها للمرابطة على حدودنا ومقاتلة داعش ونحن نجلس على شاطئ البحر، أنا اتكلم عن معلومات وليس تحليلات وذلك بحسب ما سمعته من سفراء أوروبيين".


تدابير وقائية
"عرسال تعاني، وهي رهينة بين فكر تكفيري وأناس ضلوا الطريق، فهناك من يريد لهذه المنطقة مصيراً أسود، الجيش اليوم يتصرف وليس بحاجة لأي غطاء سياسي فقد ناله وباجماع اللبنانيين، وهو يستطيع أن يحسم، إذ ليس هناك من حل الا الحسم العسكري وعزل عرسال عن الخطوط التي تتصل بالارهابيين في الجرود"، كلام لعضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب حكمت ديب الذي أضاف ان "الجيش قادر على حسم المعركة ضد الارهاب، وانه خلافاً لما يحصل في دول عربية تعاني من نفس الارهاب كالعراق وسوريا، استطاع الجيش اللبناني أن يحرز تقدماً وأن يعزل بعض الخطوط وقطع الامدادات عن الارهابيين" .
وفي رأيه "كان يجب أن تُتخذ تدابير وقائية قبل اليوم، لكن ان تأتي متأخرة خير من ان لا تأتي، ويبقى أن تحصل السيطرة الأمنية اللبنانية الكاملة".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم