اشترِك في نشرتنا الإخبارية
ليست المرة الاولى التي تقتبس فيها السينما شخصية التحري ماثيو سكودر، بطل 18 قصة من قصص الكاتب لورانس بلوك. المرة الاولى كانت عام 1986 من خلال فيلم 8 million ways to die من اخراج هال اشبي ومن بطولة جيف بريدجز.
اليوم نتابع الشخصية عينها بملامح النجم ليام نيسون المصمم، على ما يبدو، على عدم تغيير عادته في الغرق في افلام الخطف والاكشن على طريقة سلسلته الشهيرة Taken. وهذه المرة من خلال ثريلر جريمة داكن ومليء بالغموض والتوتّر والثقل النفسي A Walk Among the Tombstoneعن سيناريو واخراج لسكوت فرانك ومن انتاج النجم داني دي فيتو. الشرطي مات سكودر (ليام نيسون) الذي ترك مهنته بعدما تسبب بمقتل فتاة صغيرة، يصبح تحرياَ خاصاَ غير رسمي، يكلفه تاجر الهيرويين في نيويورك كيني كريستو (دان ستيفنز)، مهمة العثور على من خطف زوجته وقتلها بطريقة وحشية. تحريات سكودر تظهر ان ثمة سلسلة جرائم تستهدف رجال المافيا النافذين، وهكذا ينطلق، بمساعدة مراهق مشرّد يدعى ت.ج. (براين برادلي)، للإمساك بالشيطانين (دايفيد هاربور وآدام دايفيد طومسون) قبل ان يضربا ضربتهما الوحشية التالية. حتماً المطاردات وعمليات الخطف التي عودنا إياها ليام نيسون من خلال سلسلة Taken ليست غائبة عن هذا الثريلر الجديد، لكن الاكشن الفعلي قليل والقصة محبوكة بمناخ اسود، قاس، عنيف وفج. صور الفيلم قاتمة وقوية ولافتة، وقد استطاع المخرج من خلالها خلق اجواء ثقيلة ومزعجة مصحوبة بموسيقى موتّرة وملائمة، كل ذلك باسلوب غريب وقادر على بعث القشعريرة في الابدان، وخصوصاً مشهد لقاء التحري سكودر عامل المدافن على سطح مبنى قرب قفص طيور الحمام. وحده مشهد مرور ابنة تاجر المخدرات بمعطفها الاحمر ومشيتها المبطأة امام شاحنة المجرمين، يكسر ايقاع الفيلم كأنه هبط علينا من عالم آخر. أما الايقاع فبطيء، مع مقدمة طويلة تعرض الواقع النفسي للتحري سكودر وتظهر المجرمين كشبحين لا سبب واضحاً او مقنعاً لارتكابهما جرائم الخطف والاغتصاب والتقطيع المقزز لضحاياهما. في منتصف الفيلم يوشك الايقاع على الموت، فنغرق في اجواء تشتت تركيزنا وتزيد حيرتنا، قبل تستعيد الحبكة نَفَسها التشويقي في المشاهد الاخيرة. بدورها الشخصيات ظلامية ولا تدعو للاطمئنان، على عكس شخصية ليام نيسون وحضوره القوي وادائه المقنع والمؤثر كالعادة.
الاكشن الفعلي قليل والقصة محبوكة بمناخ اسود، قاس، عنيف وفج
