السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

دمشق تكشف 3 منشآت كيميائية لم يُعلن عنها سابقاً معاودة الغارات على تلبيسة وسقوط قذائف وسط العاصمة

المصدر: (رويترز، و ص ف)
A+ A-

تحدثت مصادر ديبلوماسية عن كشف سوريا لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ثلاث منشآت لهذه الاسلحة لم يعلن عنها سابقاً، وقت يدور خلاف على سوريا بين روسيا والغرب في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.


قالت المصادر الديبلوماسية إن من المنشآت الكيميائية التي كشفت، منشأة للأبحاث والتطوير ومختبراً لإنتاج غاز الريسين السام.
واوضحت ثلاثة مصادر أن سوريا قدمت الى المنظمة قائمة بتفاصيل المنشآت الثلاث في إطار المراجعة المستمرة للترسانة الكيميائية التي كانت تملكها دمشق.
وفي فيينا، أفاد ديبلوماسيون ان روسيا تضغط من أجل رفع مسألة الاتهامات الخاصة بقيام سوريا في الماضي بنشاطات نووية من جدول أعمال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتعارض الدول الغربية في مجلس الحكام المؤلف من 35 دولة المبادرة الروسية لاعتقادها ان من الضروري مواصلة الضغط على دمشق كي تتعاون مع التحقيق الذي بدأ قبل فترة طويلة.
وسيناقش المجلس موضوع سوريا في وقت لاحق من الاسبوع خلال الاجتماع ربع السنوي كما حصل في اجتماعات سابقة في السنوات الست الأخيرة، على رغم انه لم يحرز اي تقدم في هذا المجال منذ عام 2011.
وتريد الوكالة زيارة موقع صحراوي تقول تقارير استخبارات أميركية أنه كان نواة مفاعل صممته كوريا الشمالية لانتاج البلاتونيوم لتصنيع قنابل نووية وقصفته إسرائيل عام 2007.
وقالت سوريا ان الموقع في دير الزور في شرق البلاد هو قاعدة عسكرية تقليدية، لكن الوكالة خلصت عام 2011 إلى انه "على الارجح" كان مفاعلاً ينبغي ابلاغ مفتشيها عنه.
وزار مفتشو الوكالة الموقع منتصف عام 2008، لكن السلطات السورية منعتهم من دخوله مرة أخرى مذ ذاك. وفي شباط من العام الماضي قالت مصادر من المعارضة السورية في شرق البلاد انها سيطرت على الموقع الذي دمر قرب نهر الفرات.
كما تطلب الوكالة معلومات عن ثلاثة مواقع أخرى قد تكون لها صلة بموقع دير الزور.
وقال المدير العام للوكالة الدولية يوكيا أمانو الاثنين إن الوكالة لا تزال عاجزة عن تقديم "تقويم لطبيعة المواقع أو موقفها التشغيلي". وأضاف أمام مجلس حكام الوكالة: "أحض سوريا على التعاون الكامل مع الوكالة في كل المسائل التي لم تحسم بعد".
أعلن ديبلوماسيون أن روسيا وزعت مسودة قرار للمجلس الذي يضم في عضويته الولايات المتحدة والصين وبريطانيا وغيرها يطلب من امانو الا يدرج القضية على جدول الاعمال في الاجتماعات المقبلة من دون تقديم ايضاحات.


الغارات الجوية
في غضون ذلك، عاودت القوات النظامية السورية غاراتها على مدينة تلبيسة في محافظة حمص لليوم الثالث توالياً، مما تسبب بمقتل امرأة، استناداً الى "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له تحدث عن مقتل نحو 50 شخصاً في غارات جوية على المدينة منذ الاثنين.
وأورد ناشطون في تلبيسة في صفحاتهم بموقع "فايسبوك" ان قوات النظام ارتكبت "مجزرة".
وكان المرصد قال: إن 25 شخصاً قتلوا في غارات جوية لقوات النظام الثلثاء على المدينة الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة.
وبين القتلى سبع نساء وصبي وقائد لواء إسلامي معارض ومقاتل. وقتل الاثنين 23 شخصاً في قصف مماثل لتلبيسة.
وروى ناشطون في تلبيسة بموقع "فايسبوك" ان طائرات النظام القت امس براميل متفجرة على المدينة. واصدر مقاتلون داخل المدينة بيانا توعدوا فيه "بالثأر للشهداء"، مشيرين الى انهم "امطروا قرية الاشرفية" القريبة من تلبيسة والموالية للنظام بالقذائف.
من جهة اخرى، نشرت هذه الصفحات نداء صادراً عن سكان المدينة وموجهاً الى "كل المنظمات الطبية والاغاثية"، وفيه: "مشفى تلبيسة يدق ناقوس الخطر بعد العدد الكبير من الاصابات حيث استنزف كل المخزون من المواد الطبية... اخوانكم في تلبيسة بحاجة كبيرة للادوات والمستلزمات الطبية".
وتسيطر قوات النظام على مجمل محافظة حمص، باستثناء مدينتي تلبيسة والرستن اللتين تعتبران معقلين بارزين لمقاتلي المعارضة، وحي الوعر في مدينة حمص. كما ان هناك مقاتلين للمعارضة في منطقتي الحولة والغنطو القريبتين من تلبيسة وبعض القرى المجاورة مثل ام شرشوح التي تشهد معارك عنيفة بينهم وبين قوات النظام.
وأوضح مصدر امني في دمشق ان الجيش اقدم على قصف تلبيسة "بسبب كثافة وجود المجموعات الارهابية فيها"، مؤكداً "استهداف الارهابيين حيثما كانوا".


قذائف على دمشق
وفي دمشق، قتل رجل واصيب آخرون بجروح في سقوط قذائف على حي المزرعة بوسط العاصمة، كما أفاد المرصد والوكالة العربية السورية للانباء "سانا". وطاولت القذائف احياء اخرى.
وكان مقاتلون في مدينة دوما شمال شرق العاصمة هددوا قبل ايام بتصعيد قصف العاصمة بقذائف الهاون. وتسبب سقوط القذائف الثلثاء بمقتل شخصين احدهما صبي.
من جهة اخرى، ارتفع عدد المقاتلين المعارضين الذين قتلوا لدى محاولتهم التسلل الى حي الميدان في جنوب دمشق الاثنين واشتبكوا مع قوات النظام الى 18، كما قال المرصد.
واحبطت قوات النظام هجوماً على حاجز لها في المنطقة، وقال المرصد، ان جندياً من قوات النظام قتل على الحاجز، وحصل اشتباك بين الطرفين الاثنين تمكن خلاله بعض عناصر المجموعة المهاجمة من الاختباء في مبنى في منطقة الزاهرة القديمة. وتجدد الاشتباك الثلثاء بين هذه المجموعة وقوات النظام، فقتل جندي آخر، بينما ارتفع عدد قتلى المجموعة الى 18.
في غضون ذلك، تستمر المعارك بين قوات النظام والمعارضة المسلحة في حي جوبر بشرق العاصمة، وفي الريف المتاخم جنوب شرق دمشق وجنوب غربها. وتترافق مع قصف مكثف جوي وصاروخي من قوات النظام.
وقتل الاربعاء ستة اشخاص بينهم طفل في غارة جوية على مناطق في دوما، وقتل طفل في قصف لسقبا شرق دمشق.
وفي مدينة حلب، القى الطيران المروحي برميلاً متفجراً على منطقة قريبة من سوق الخضار في حي طريق الباب، فقتل ستة اشخاص بينهم امرأة.


متطوعون جدد
وكشف المرصد أن مقاتلين جدداً انضموا الى تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ أن أعلن الرئيس الاميركي باراك أوباما الاسبوع الماضي عزمه توسيع نطاق الغارات الجوية على التنظيم لتمتد الى معاقله في شمال سوريا وشرقها.
واوضح إن 162 شخصاً انضموا الى معسكرات تدريب "الدولة الإسلامية" في حلب منذ العاشر من ايلول حين أعلن اوباما أنه لن يتردد في توجيه ضربات الى التنظيم في سوريا.
ولا يمثل المتطوعون الجدد إضافة كبيرة الى مقاتلي التنظيم. وتقدر وكالات الاستخبارات ان عددهم بين 20 ألفاً و30 الفاً في سوريا والعراق لكنه يبرز خطر ان يكسب التنظيم مزيداً من الانصار مع قيادة الولايات المتحدة جهوداً لسحقه.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان القواعد الرئيسية للتنظيم موجودة في شمال سوريا وشرقها في محافظتي الرقة ودير الزور المتاخمتين للعراق. وكان التنظيم تقدم غرباً إلى حلب في آب واستولى على أراض من جماعات معارضة أخرى واحتل قمم جبال استراتيجية. وأشار رامي الى ان المتطوعين الجدد انضموا الى معسكرين للتدريب في المنطقة.
ويقدر المرصد الذي يجمع معلومات من جميع أطراف الصراع في سوريا أن عدد مقاتلي التنطيم في سوريا يتجاوز 50 ألفاً.
وعن المتطوعين الجدد، قال ان اربعة منهم من مواطني اوستراليا و15 من العرب من خارج سوريا دخلوا البلاد من تركيا، أما الآخرون فسوريون ومعظمهم قاتلوا في السابق مع "جبهة النصرة" فرع "القاعدة" في سوريا.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم