الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تحديات أوباما

هشام ملحم
هشام ملحم
A+ A-

يواجه الرئيس الاميركي باراك أوباما تحديات وعقبات داخلية وخارجية تعترض استراتيجيته لاحتواء "الدولة الاسلامية" (داعش) وانهاكها وفي النهاية هزيمتها. هذه التحديات تراوح بين تردد الحلفاء والاصدقاء في الشرق الاوسط واوروبا في الاضطلاع بأدوار فعالة وخصوصا في المجال العسكري، والقلق المتزايد في الكونغرس من احتمال انزلاق البلاد مرة اخرى الى حرب طويلة في المنطقة. لكن تحديات اوباما لا تقف عند هذا الحد، ومن الواضح ان هناك اجتهادات مختلفة بينه وبين القيادة العسكرية في البنتاغون حول حجم ومتطلبات هذه المواجهة مع "داعش" (والتي يتردد اوباما في وصفها بالحرب، على نقيض بعض مساعديه)، بعدما اشار رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي الى احتمال مشاركة قوات خاصة برية في العمليات العسكرية مع الجيش العراقي، وهو امر رفضه ولا يزال يرفضه اوباما.


وسارع البيت الابيض الى القول ان ديمبسي كان يتحدث عن "سيناريو افتراضي" وان اوباما لم يغير موقفه الرافض لنشر قوات برية. وتأتي هذه التطورات على خلفية بروز معارضة في مجلس النواب للموافقة على انفاق 500 مليون دولار لتدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة. واستنادا الى المسؤولين، سوف يدرب اكثر من 5000 معارض سوري في قاعدة حفر الباطن في السعودية، لكن المشكلة هي ان هؤلاء لن يستطيعوا المشاركة في القتال قبل اكثر من سنة (بعد التحقق من خليفاتهم وتدريبهم). وهذا يعني ان الطرف المساعد على الارض في سوريا لن يتوافر بسرعة، ولذلك ستبقى الاستراتيجية الاميركية متركزة على العراق في المستقبل المنظور.
في المنطقة تواجه استراتيجية اوباما ترددا واسعا من لاطراف المعنيين مع بعض الاستثناءات مثل دولة الامارات العربية المتحدة التي تملك سلاح جو متطورا استخدمته اخيرا في قصف قوات اسلامية متطرفة في ليبيا. ولكن حتى هؤلاء الاطراف يريدون قبل ان يلزموا انفسهم بدور عسكري ان يطلعوا اكثر على الخطة العسكرية، والاهم الحصول على ضمانات ان اوباما اذا بدأ بتنفيذ الخطة ان تشمل قوات "داعش" في سوريا، والا يتراجع اذا برزت صعوبات جديدة. حلفاء قدامى لا يريدون التدخل عسكريا بحجة ان ذلك يتطلب موافقة من الامم المتحدة كما ترى مصر، او لأنهم لا يريدون المجازفة بارواح رهائنهم لدى "داعش" كما تقول تركيا. العالم الذي قام فيه الرئيس بوش الاب وفريقه لتنظيم العالم ضد احتلال صدام حسين للكويت عام 1990 قد تغير جذريا. آنذاك شاركت سوريا ومصر في القتال. وكان هناك زعماء اوروبيون اقوياء امثال مارغريت تاتشر وجاك شيراك. اوروبا اليوم ضعيفة ومنقسمة وغير قادرة على التصدي لاستفزازات روسيا في اوكرانيا. والفارق الاهم هو ان اوباما وفريقه غير بوش وفريقه.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم