الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مرشّحو الكذب!

ميشيل تويني
ميشيل تويني
A+ A-

العنوان قاسٍ، ربما... لكن ما هي الكلمة البديلة الصالحة لوصف العدد الكبير من المرشحين للانتخابات النيابية، فيما هم يعلمون ان لا انتخابات ولا نيابة؟ فماذا يفعلون؟ أليست واحدة من مسرحياتهم الهزلية المعتادة؟
لماذا يترشحون لخوض استحقاق يعلمون أن إجراءه أمر مستبعد بحسب ما اعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق، وكثيرون غيره في موقع المسؤولية؟
أين هي الهيئة العليا للإشراف على الانتخابات؟ ولماذا لم تنشأ في موعدها ولم ينشر مرسوم قيامها في الجريدة الرسمية في الموعد المقرر؟ لو توافرت النية الحقيقية لاستولد النواب قانوناً جديداً للانتخابات، قبل التمديد الأخير، أو في أضعف الإيمان بعده بقليل. فكفى كذباً وتسخيفاً للعقل!
ثم يتذرعون بالوضع الأمني ، فهل من ضمان ألا يستمر هذا الوضع لأشهر أو سنوات، أو ربما يتجه نحو المزيد من التدهور على وقع النيران المشتعلة في المنطقة؟ أم لعلهم يجهلون أن انتخابات ناجحة أجرتها دول على رغم أوضاعها الأمنية البالغة السوء، فكيف يكون الوضع اللبناني سيئاً الى هذه الدرجة فيما يقول وزير الداخلية إن الأمن ممسوك!؟ الأكيد ان عدم إجراء الاستحقاق او التمديد ثانية هما جانب من استمرار الوضع السيئ والممعن في السوء.
فهل يمكن وقف التدهور من دون تغيير في الطبقة السياسية، ومحاسبة من أوصلنا الى هنا، ومن شرّع حدودنا للاجئين السوريين من دون رقابة، ومن زجّنا في حروب الآخرين على ارض الغير وأهمل الملفات المعيشية والاقتصادية والاجتماعية؟ هؤلاء هم من يجب ان يحاسبوا لكي يتغير الوضع، فيما مكافأتهم بالتمديد لهم تعني حثّ الخطى نحو الهاوية.
إجراء الانتخابات مهم، ولكن بقانون جديد، وبوعي من اللبنانيين لتأكيد رغبتهم في التغيير، وترجمة هذه الارادة كي لا تمدد الأزمة، ويصير لبنان ضحية التغيرات الاقليمية لا مشاركاً فيها.
بصراحة، لا اعتقد أن اللبنانيين يفهمون ما يحول دون تفاهمهم وتسلمهم زمام أمورهم بأيديهم، فيتحرروا من ارتهانهم ومصالحهم الخاصة! تفيد التجربة ان اتفاق الطائف وجد كي لا نحكم أنفسنا، وأوجد طبقة سياسية لا تعرف كيف تحكم، بل تمدد، ومن ثم تمدد لنفسها وللفساد ولإضعاف الدولة وخرق الدستور وتسخيف الديموقراطية. ونحن ماذا نفعل؟ ننظر إليهم يمثلون الأدوار البطولية في مسرحياتهم السخيفة، وكثيرون يصفقون لهم. صحيح ان معظمهم سيفوز مجدداً، لكن إعادة انتخابهم أفضل من التمديد لهم، لان فيها إنقاذاً للحياة الديموقراطية.
السؤال لأصحاب السعادة: كيف ستجتمعون للتمديد لأنفسكم ولفشلكم ولا تجتمعون لانتخاب رئيس للجمهورية؟ وما هو المخرج اللائق الذي ستتحفون به ناخبيكم لتبرير التمديد واخراجه؟ هل نُلام إذا ما اعتبرناكم تكذبون وتكذبون وتكذبون؟ التمديد لطخة سوداء على جبين الديموقراطية!


michelle.tué[email protected] / Twitter:@michelletueini

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم