اشترِك في نشرتنا الإخبارية
أطباق لبنانية، أو لبنانية مع لمسة خاصة، أو عراقية، أو أرمنية، أو مشرقية... وغيرها من الأطباق... تُقدّم المطاعم اللبنانية مجموعة منوّعة من الأطباق المستوحاة من مختلف المطابخ. وقد تحوّل مطعم باب شرقي الذي يقع في قلب الأشرفية، المطعم الأشهر في المدينة بفضل أطباقه المبتكرة والشهية.
يقع باب شرقي في زاوية أحد الشوارع في منطقة السيوفي، وهو مطعم صغير يضم طاولات لشخصَين وثلاجة وباربكيو. عندما تفتح الباب، تجد ثلاجة ضخمة مليئة بأسياخ اللحم الشهية والمنوّعة فيما يرشدونك إلى طاولتك. يتميّز المطعم بسقفه العالي وأجوائه الحميمة والملصقات التي تزيّن الجدران وجهاز تلفزيون LCD كبير على أحد الجدران...
المكان بسيط إنما ممتع للنظر:
• الأرض مغطّاة بالبلاط اللبناني القديم.
• يمتلئ المكان بطاولات خشبية داكنة اللون مزيّنة بقطع بلاط في وسطها.
• بعض الطاولات مغطاة بأقمشة حمراء في حين أن بعضها الآخر غير مغطّى.
• يغطّي جهاز تلفزيون LCD أحد الجدران.
• يسبح المكان في الضوء من خلال خمسة مصابيح حمراء مدلاّة من السقف في الجهة اليمنى ومصباحَين أبيضَين في الجهة اليسرى.
• تحجب ستائر بيضاء خفيفة أشعة الشمس القوية.
• يضم المطعم مطبخاً مفتوحاً وآلة شواء (grill) لإعداد الأطباق والسندويشات.
• تزيّن ست لوحات الجدار الأساسي ولوحتان صغيرتان الجدار الصغير قبالة المدخل.
بدأ الغداء بالمقبّلات: شنكليش، وزيتون أخضر، وورق ملفوف محشي، وخضار، وكبيس مع سلّة من الخبز الطازج المصنوع في المطعم. كان انطباعنا الأول رائعاً، وكنت أعلم أن الأفضل لم يأتِ بعد.
طلبنا كل الأطباق الآتية مع مشروب عرَق بـ85 دولاراً فقط:
• مانتي بالفخارة - 6000 ل.ل.
• مجرمشة - 3000 ل.ل.
• لحم بعجين أرمني - 6000 ل.ل.
• كباب كرز - 25000 ل.ل.
• توشكا - 9000 ل.ل.
• بطاطا باب شرقي 8000 ل.ل.
• كبه صاجية مشوية 12000 ل.ل.
• حرق إصبعو - 6000 ل.ل.
• حمص بلحم - 12000 ل.ل.
• سلطة باب شرقي - 7500 ل.ل.
• معمول بالجبنة - 5000 ل.ل.
المأكولات في مطعم باب شرقي هي مزيج متوازن من الأطباق الأرمنية واللبنانية ذات النكهات المميّزة جداً. بدأنا بتناول سلطة باب شرقي طازجة مؤلّفة من أرضي شوكي وخيار وبندورة وذرة، ومن ثم أكلنا طبقاً مميزاً يُدعى "حرق إصبعو" ويتألف من العدس وخبز محمّص ومقرمش مع بصل مقلي. إنه طبق رائع، وننصحكم بعدم تفويته عند زيارة المطعم. طبق الحمص لذيذ وساخن، تغطّيه طبقة من اللحم غير الدهني، ومزيَّن بالصنوبر المقلي. بعدها، وصلت البطاطا المعروفة في منطقة عنجر والتي باتت متوافرة في الأسواق. كان الانطباع الأول رائعاً فيما كنّا نتذوّق مأكولات شرقية لذيذة جداً تجمع بين المطابخ اللبنانية والسورية والأرمنية.
ثم جاء دور الأطباق الساخنة بدءاً باللحم بعجين الأرمني. رغيفان من اللحم رقيقان جداً ومقطّعان إلى مكعّبات ومحشوّان بلحم مفروم. الرغيف مقرمش عند الأطراف ورقيق وطري من الداخل مع مذاق لاذع إنما ناعم. إنه طبق فريد ومميز فعلاً، لقد نشأتُ على تناول اللحم بعجين الأرمني الذي كان يُعدّه أرمني ذائع الصيت بجوار منزلنا، ويسرّني الآن أن كل أبناء بيروت يستطيعون تذوّقه.
أما الطبق الأشهى فيستحق أن نخصّص له مقطعاً كاملاً. عند زيارة باب شرقي، اطلبوا طبق التوشكا. إنه بسيط إنما مبتكر ومذاقه لذيذ جداً. توضَع الكفتة والجبنة البيضاء على رغيفَين من الخبز العربي ثم يُحمَّصان. يمتصّ الخبز كمية أكبر من الحرارة ما يمنحه مذاقاً مقرمشاً ولذيذاً في حين يذوب اللحم والجبنة في الفم بما يدغدغ المذاق. مزيج جيد من التوابل والنكهات في كل قضمة، ما يرسم ابتسامةً على وجهك.
المانتي الأرمنية مختلفة عن المانتي في الثقافات الأخرى، وغالباً ما يتم طهوها على النار بدلاً من طبخها بواسطة البخار، وتكون عادةً أصغر حجماً. المانتي محشوّة بلحم الغنم المفروم والبصل المقطّع والعديد من أصناف التوابل. يتم قليها أولاً على نار خفيفة في الزبدة ثم تُغلى في مرق البندورة وتُغطّى بطبقة من اللبن بالثوم؛ ويمكن أيضاً خبزها وغليها في مرق الدجاج. يُرَشّ السماق الجاف والفلفل عليها لإضافة نكهة مميّزة، فضلاً عن اللبن. إنها لذيذة لكنها ليست أفضل مانتي أتذوّقها في المطاعم اللبنانية.
الكباب صاجية كان أقل من عادي... ولا يستحق الكتابة عنه.
ختامها مسك مع كباب الكرز: طبق مليء بكريات الكباب الممزوجة في صلصة الكرز والمزيّنة بالصنوبر المشوي. لحم طري ممتاز، وحبات كرز صغيرة، وصلصة حلوة لذيذة المذاق. يا له من مزيج! إنه خليط حلو ومر من المكوّنات الرائعة. أحببت الطبق كثيراً وأعتقد أنه من الأفضل في لبنان.
لم يكن الغداء ممتازاً وحسب، إنما سخياً وبأسعار معقولة. أكلنا كل الأطباق المذكورة آنفاً مع عرَق Brun، الأفضل والأغلى ثمناً، مقابل 28 دولاراً للشخص الواحد. وفي ختام الغداء، تناولنا مربّى المشمش، ومربى الفراولة مع النعناع، ومربى الفراولة مع الورد، وكلها مصنوعة في المطعم ومذاقها لذيذ جداً.
مقبّلات شهية، وغداء لذيذ، وكباب رائع، وأجواء ممتعة... والآن حان وقت التحلية البسيطة التي تخطف الأنفاس: معمول الجبنة الذي يقدّمونه في مطعم باب شرقي مختلف، وغني بالمذاق والتركيبة والنكهات. استمتعت بمعمول الجبنة الذي يتفتّت في الفم مثل الـ"سابليه" الفرنسية، مع حشوة الجبنة الحلوة وطبقة سكّر البودرة. لا حاجة إلى إضافة شراب محلّى.
لم أتخيّل قط أنني سأندهش إلى هذه الدرجة بمكان بهذه البساطة. يقدّم هذا المطعم الواقع في زاوية أحد الشوارع، أطباقاً رائعة. ادخلوه من دون أي توقّعات واستمتعوا بتجربة فريدة ومقاربة مختلفة للمطبخ الشرق أوسطي كثرٌ منّا لم يكونوا يعلمون بوجودها.
http://www.nogarlicnoonions.com/
