الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كيري: "داعش" ستهزم اذا توحدت الدول ذات المصالح المتناقضة

المصدر: "النيويورك تايمس"
A+ A-

دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى تعاون دول العالم اجمع من اجل محاربة ارهاب الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وكتب في مقال نشرته صحيفة "النيويورك تايمس":


" في منطقة تعاني من الانقسام الحاد وفي ظل عالم معقد، تشكل الدولة الإسلامية في العراق وسوريا تهديداً على عدد كبير من الدول بينها الولايات المتحدة الأميركية. ومن اجل مواجهة النظرة العدمية لهذه الدولة واجندتها الابادية نحن بحاجة الى تحالف سياسي وانساني واقتصادي، والى دعم قانوني وادوات استخباراية لتعزيز القوة العسكرية.
يشكل داعش (الذي تطلق عليه الولايات المتحدة اسم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا) خطراً يتعدى المنطقة الى جانب قطعه الرؤوس واعمال الشر المطلق الاخرى التي تسببت بقتل آلاف الابرياء في سوريا والعراق. وتعود جذور هذا التنظيم الى العراق حين كان يعرف باسم القاعدة في العراق، ولديه تجربة واسعة في استخدام وسائل العنف تعود الى اكثر من عشر سنوات. وقد جمع هذا التنظيم من حوله مجموعة من المقاتلين الشرسين من الجهاديين ذويي الطوحات الكبيرة، مستغلاً الصراع الطائفي في سوريا والتوتر في العراق. واكثر من مرة هدد قادة هذا التنظيم الولايات المتحدة، وفي شهر أيار الماضي قام ارهابي على علاقة بداعش بقتل ثلاثة اشخاص في المتحف اليهودي في بروكسيل. ولا يقتصر خطر المقاتلين الاجانب في الدولة الإسلامية على دول المنطقة فقط، بل يتعداها ليشمل اي مكان آخر يستطيعون الوصول اليه بما في ذلك الولايات المتحدة.
ومما لاشك فيه انه اذا لم يجر كبح هؤلاء المجاهدين فهم لن يكتفوا بسوريا والعراق. لاسيما وانهم الآن اكثر تنظيماً وتمويلاً من خلال بيع النفط بصورة غير شرعية، ومن خلال اعمال الخطف والابتزاز التي يمارسونها من اجل تمويل عملياتهم في سوريا والعراق. وهم مزودون بالاسحلة المتطورة التي حصلوا عليها في المعارك وقد اثبتوا قدرتهم على التوغل والسيطرة على المزيد من الاراضي التي تشمل مناطق استراتيجية تقع بالقرب من حدود الأردن ولبنان وتركيا وفي الفترة الاخيرة بالقرب من إسرائيل.
لقد اظهر مقاتلو الدولة الإسلامية عن وحشية وقسوة تثيران الاشئمزاز. وهم الى جانب ذبحهم للمسلمين الشيعة وللمسيحيين بهدف اشعال صراع طائفي ومذهبي، يتبعون استراتيجية مدروسة في قتل المسلمين السنة من اجل السيطرة على المزيد من الاراضي. وقد اثار قطع راس الصحافي جيمس فولي صدمة في ضمير العالم كله.
وحده الرد الموحد بقيادة الولايات المتحدة عبر تحالف واسع يشمل اكبر عدد من الدول يمكن منع سرطان الدولة الإسلامية من التمدد الى دول اخرى. وفي امكان العالم مواجهة هذا التحدي. فالدولة الإسلامية بغيضة لكنها ليست لا تقهر. والدليل على ذلك هو الضربات الجوية في شمال العراق التي غيرت موازين القوى في المعركة وسمحت للقوات الكردية والعراقية التقدم في القتال. وبفضل دعمنا توصل القادة العراقيون معاً الى تشكيل حكومة عراقية جامعة هدفها الاساس عزل الدولة الإسلامية وتأمين الحماية والدعم الى جميع الطوائف في العراق.
لكن الضربات الجوية وحدها لا تستطيع هزم العدو. والمطلوب من العالم الاعداد لرد شامل. لذا يجب علينا دعم القوات العراقية، والمعارضة السورية المعتدلة التي هي على تماس مع الدولة الإسلامية على خطوط القتال. كما يتعين علينا التصدي لقدرات الدولة الإسلامية وتعطيل وصول رسائلها المتشددة الى الاعلام. كما يجب تعزيز قوتنا في الدفاع والتعاون من اجل حماية الشعوب.
في الاسبوع القادم وعلى هامش قمة حلف شمال الاطلسي التي ستنعقد في وايلز ساجتمع ووزير الدفاع تشاك هيغل مع حلفائنا الأوروبيين. من بعدها ساقوم وهيغل بزيارة للشرق الأوسط من اجل تقديم الدعم المطلوب للدول المعرضة لتهديد مباشر.
وسوف تترأس الولايات المتحدة مجلس الأمن في أيلول المقبل وستستغل هذه المناسبة من اجل تشكيل تحالف واسع وتسليط الاضواء على خطر المجاهدين الاجانب بمن فيهم الذين انضموا الى الدولة الإسلامية. وخلال انعقاد الجمعية العامة سيعقد الرئيس أوباما اجتماعاً يعرض خلاله خطة بشأن كيفية التعامل مع هذا الخطر المشترك.
في هذه المعركة هناك دور مباشر او غير مباشر لكل دولة. فالبعض سوف يقدم المساعدات الانسانية الضرورية لملايين من النازحين في شتى انحاء المنطقة. والبعض الآخر سيساعد في تقديم المساعدة الاقتصادية وبناء الثقة بين الدول المجاورة.
حتى الآن اثمرت جهودنا عن جذب عشرات الدول الى تأييد هذه القضية. بالطبع ثمة تضارب في المصالح بين هذه الدول، لكن ليس هناك دولة تحترم نفسها يمكن ان تقبل اوتدعم الفظائع التي ترتكبها الدولة الإسلامية، وليس هناك دولة متحضرة يمكن ان تتهرب من مسؤوليتها في المساعدة على القضاء على هذا المرض.
ان افضل استراتيجية لمواجة الدولة الإسلامية هي توحيد الدول المجاور ذات المصالح المتناقضة تاريخياً من اجل دعم الحكومة العراقية الجديدة. ومع مرور الوقت سيتمكن هذا التحالف من التصدي للأسباب التي تغذي الدولة الإسلامية وسائر التنظيمات الارهابية ذات الاجندات التكفيرية.
ان بناء تحالف مهمة شاقة، لكنه يشكل السبيل الافضل من اجل مواجهة عدو مشترك. عندما غزا صدام حسين الكويت سنة 1990 لم يتحرك الرئيس جورج بوش الأب ووزير الخارجية جايمس بيكر لوحدهما. بل عملا على تشكيل تحالف من الدول ادى تضافر جهودها الى تحقيق نصر سريع.
لا يمكن هزيمة المتشددين الا عندما تتوحد الدول المسؤولة وشعوبها في محاربة هؤلاء المتشددين.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم