السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

كلام برسم الجميع

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

للمرّة الأُولى، ربما، تُتاح الفرصة للقيادات والمرجعيات اللبنانيَّة للالتفات الى وقائع الوضع الداخلي الذي لا يختلف عن وضع الواقف على صوص ونقطة.


خصوصاً أن "داعش" و"النصرة" وباقي التنظيمات من تكفيريّين ومتطرّفين وسواهم لم تعد بعيدة عن هذا الداخل الأقرب الى لوح من زجاج. الكبار والصغار والمقمّطون في السرار باتوا يعرفون أدقّ التفاصيل عن واقع الحال في لبنان: هذا يخصُّ إيران، ذاك يخصُّ سوريّا، ذلك محسوب على قطر، وذيَّاك على علاقة صداقة وود مع السعودية تعود الى أزمنة بحالها...
ولا داعي للدخول من الشبابيك فيما الأبواب مشرَّعة أربعاً وعشرين ساعة على أربع وعشرين. أليس في الإمكان، إذاً، تجاوز الاعتبارات المعروفة كلّها والدخول مباشرة في المواضيع الخلافيَّة، والسعي المتبادل الى إعادة النظر في كل أسباب القطيعة وانتشار الحواجز والمتاريس النفسية والواقعيَّة، ثم الانتقال الفوري الى مقوّمات إعادة التقارب التي يعزّزها حدثان بالغا الأهمية:
الفوضى الأمنية، أو ما يشبه التسيُّب الأمني الذي كشف مناطق لبنانيّة متناهية الحساسيَّة، انطلاقاً من وقيعة عرسال الى عمق الشمال... وما يتجاوزه. ثم اللقاء الحدث الذي شهدته مدينة جدّة بين إيران والسعوديّة كعنوانين كبيرين، وبحضور وزير الخارجيَّة السعودي الأمير سعود الفيصل ونائب وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان.
والكلام برسم الجميع. وتحديداً، وفي المنزلة الأولى "تيّار المستقبل" و"حزب الله"، حيث لا تزال العلاقات مفقودة.
كلُّهم جميعهم، وكل فتى باسمه، مدعوون اليوم لمغادرة كهوف الضغائن والأحقاد والقطيعة، وإلقاء نظرة في اتجاه ساحات الوغى التي تتآكل دولاً تاريخية، كالعراق وسوريا، مثلاً.
ولتكن الخطوة الأولى في اتجاه ساحة النجمة، حيث يتمّ انتخاب رئيس للجمهوريَّة يعيد الروح والأمل والابتسامة الى اللبنانيّين المحبوسي الأنفاس.
واضحٌ أن لقاء جدَّة قد حقّق نتائج جيّدة وإيجابية ومثمرة، على ما صرَّح به كل من سعود الفيصل وعبد اللهيان. وحتماً، ومن دون حاجة الى افصاح أو كتمان، تطرقت الأبحاث الى الوضع اللبناني في شكل أو في آخر.
فالوضع السياسي الرئاسي في لبنان مرتبطٌ "مباشرة"، وبخط خاص، بالأحداث العربيَّة وتطوراتها. وتحديداً العراق وسوريا. وما استهداف المسيحيّين في هذين البلدين إلا تكملة لحروب داحس والغبراء التي تأكل الأخضر واليابس. وقد تكون مواسمها شارفت النضج والقطاف. واستناداً الى البداية الناجحة في ساحة النجمة، اذا صدق المنجمون.
لكن الصمت العربي ليس جديداً، فسلوا لبنان عن سنوات الحروب القذرة!


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم