الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

صبرا لـ"النهار": الخوف الذي تثيره "داعش" يطال المسلمين أكثر من المسيحيين

المصدر: "النهار"
محمد نمر
A+ A-

حوصر السوريون والعراقيون بين الديكتاتورية والارهاب، من دون توفير أي بديل ثالث معتدل ويؤمن بالحرية كي يلجأون إليه. ويقف المجتمع الدولي في حيرة، فهو استطاع أن يعيق تقدم "الدولة الاسلامية" في العراق، لكنها تبدو متماسكة في سوريا وسلبت النظام السوري آخر معاقله في الرقة، ما رسّخ ضرورة توجيه ضربات جوية إلى مواقع "داعش" في كلا البلدين.


المسلم المتضرر الاكبر


يخشى الجميع خطر "داعش" على الاقليات بعد التهجير الذي تعرض له أبناء الطائفة الايزيدية في العراق وعشائر عدة وبعد فرض سياسة الاختيار على المسيحي بين اعتناق الاسلام او دفع جزية او الموت، إلا ان رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا يرى أن "الخوف الذي تثيره داعش يطال المسلمين أكثر من المسيحيين والدليل ان اهالي الرقة المسلمين السنة اول من خرج لمواجهة داعش وأول من كانوا ضحاياها".
تهديم كنائس ومساجد


وفي رأي صبرا، ان "استقرار الوضع في العراق وسوريا للمسيحيين والمسلمين وكل أبناء المنطقة بمختلف انتمائتهم يكمن في وقف التطرف والارهاب وانهاء حكم الاستبداد وفتح الباب امام ارادة الشعوب لبناء الدولة الديموقراطية المدنية". ووفقاً لمتابعته تطورات الاوضاع في سوريا منذ بدايتها، فإن "الثورة السورية لم تشكل اي خطر على المسيحيين او غيرهم"، من دون ان يخفي "حصول أخطاء ما او نتيجة القصف العشوائي للمدن تهدمت بعض الكنائس لكن مقابلها تهدم أكثر من ألفي جامع".


"مطمئن على محردة"


وبالانتقال إلى القلق على مصير المسيحيين في منطقة محردة في شمال حماة من دخول "جبهة النصرة" إليها، يقول صبرا: "النظام استخدم محردة كحصن لمدفعيته التي تقصف كل المنطقة الشمالية والغربية المحررة من حماة، كما جنّد بعض ضعاف النفوس من ابناء المنطقة بما يدعى جيش الدفاع الوطني، وقدم الجيش الحر نصائح وفرص عدة لأهالي المنطقة بضرورة اخراج القوات المسلحة التي تقصف المنطقة من ارضهم"، مشدداً على ضرورة "اسكات مصادر النيران التي ترهق حياة الناس وتواصلنا بدقة مع كتائب الثوار هناك وهم يعرفون مهمتهم".
ويضيف بنبرة غاضبة : "لن يتأذى أهل محردة كمسيحيين من هذه العملية لأن في ذلك أذى للثورة السورية في قلبها الاخلاقي والانساني".
ماذا عن هجوم "النصرة"؟ يجيب صبرا: "نعتقد ان جبهة النصرة وسلوكها مع راهبات دير معلولا وما صرحت به رئيسة الدير مرارا حول الطريقة التي عوملن فيها، تعطي الكثير من الاطمئنان لكل الناس حول ما يمكن ان تفعله النصرة او اي قطعة في الجيش الحر في محردة وجوارها".


بين "داعش" والنظام


وبالعودة إلى الخطر "الداعشي"، هناك منطق يقول انه طالما لم تضرب الديكتاتورية فما نفع ضرب الارهاب، خصوصاً ان الثانية نتيجة حتمية للأولى، ويؤكد ضرورة اقتلاع المرض من جذوره وليس أغصانه فحسب. ويتفق صبرا مع هذا المنطق، مؤمناً بمعادلة ان "الارهاب لا يتجزأ"، موضحاً أن "داعش التي امتد وجودها على الأراضي السورية والعراقية واحدة ومن غير المنطقي أن تكون في العراق خطراً على المنطقة والا تكون كذلك في سوريا، خصوصا ان مخاطرها على الشعب السوري كانت الأسبق". وعلى قاعدة "الارهاب واحد"، يعتقد صبرا ان "إرهاب النظام وحلفاءه وأدواته الأمنية والعسكرية الطائفية التي استقدمها من لبنان والعراق هي ارهاب ايضاً وتشكل ضغطاً على حياة الشعب السوري وتثير العنف والتطرف وعدم الاستقرار في المنطقة".


مصدر الارهاب



لا تريد المعارضة السورية للموقف الاميركي أن يقتصر على "داعش" بل أن يطال النظام السوري، خصوصاً وبحسب صبرا انه "أصبح معروفا لدى الجميع ان للنظام السوري واجهزة المخابرات الايرانية ضلعا كبيرا في تصنيع مشروع داعش ودعمها"، مذكراً بأن "داعش احتلت الرقة منذ سنتين وموجودة في مقر المحافظة، وعندما تأتي طائرات النظام تقصف المدارس والمستوصفات من دون أن تقترب من المقر الرئيسي، كما ان "داعش" استخدمت جهودها العسكرية والارهابية ضد الشعب السوري و"الجيش الحر" ولم تحصل اشتباكات ذات معنى مع قوات بشار الاسد". وأوصلت المعارضة السورية رسالة إلى الادارة الاميركية مفادها ان السوريين ينتظرون محاربة حقيقية للارهاب التي لا تكون الا بضرب رأس الارهاب وهو النظام السوري.


اطالة عمر النظام


فور الحديث عن ضربات أميركية لسوريا، سارع النظام السوري إلى ارتداء ثوب العفة واستغلال اي قرار دولي من اجل الحصول على شرعية تطيل من عمره، والاعلان ان اي ضربات لـ"داعش" يجب أن تحصل بموافقة الحكومة، وهي ما اعتبرها صبرا "محاولة متهافتة ويائسة من النظام لاعادة تأهيل نفسه في المجتمع الدولي والمطالبة باطالة عمره لأنه بات يشعر ان صلاحيته انتهت وكل الخدمات التي قدمها للاسرائيليين والايرانيين والاميركيين انتهت ويحاول تجديد عقد خدمة المخططات الدولية في المنطقة"، لكن المعارضة تراهن على وعي المجتمع الدولي ومعرفته "أن بشار الاسد ونظامه أتيا بالعنف والارهاب إلى الحكم".
وتوقف صبرا عند تصريحات وزير الخارجية وليد المعلم، مشيراً إلى "تناقض كبير لدى النظام الذي يعلن جزافا حرصه على سيادة البلد وهو نفسه الذي أهدرها عندما استقدم قوات طائفية كـ"حزب االله" التي عبرت الحدود اللبنانية إلى سوريا ".


"لا دور لنا في حل قضية عرسال"


وفي شأن تطورات عرسال وقضية الاسرى العسكريين، يشير صبرا إلى ان المعارضة السورية "ومنذ البداية ضد اختراق الحدود من اي جهة وكنا نريد من الجيش اللبناني ان يحمي الحدود ويمنع اختراقها من أي جهة مسلحة من كلا البلدين"، مذكراً بانه "تم عبور الحدود من لبنان إلى سوريا بقوات مسلحة اصبحت قوات احتلال في سوريا، وفي الوقت نفسه لا نريد لاحد ان يعتدي على الجيش اللبناني لكننا ايضا حريصون على حياة ابنائنا وقد تعرضوا إلى احتلال من حزب الله وهدرت دماؤهم".
المعارضة السورية السياسية لم تتحرك تجاه قضية المخطوفين اللبنانيين لأنه، بحسب صبرا، "لم يطلب منها أي دور في شكل رسمي، لكننا حريصون عبر تواصلنا مع قادة الكتائب على الا يزيد الوضع تعقيدا".


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم