الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

اتصالات جنبلاط لا تصل إلى أسماء المرشحين / تمديد للمجلس وتفعيل الحكومة حتى تنضج طبخة الرئاسة

المصدر: "النهار"
A+ A-

بقيت الحركة السياسية التي يقودها رئيس "جبهة النضال الوطني" اليتيمة والجاذبة للأضواء أمس، بينما دخل لبنان عطلة عيد الفطر الممتدة يوماً ثالثاً إلى الخميس المقبل. وعزز اتصال هاتفي بين زعيم المختارة والرئيس سعد الحريري الإنطباعات عن "حياكة ما" يتولاها جنبلاط الذي التقى أول من أمس الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في حارة حريك.
وفي ظل تكتم لافت على مضمون اللقاء والإتصالات الدائرة حوله، علمت "النهار" أن منطلق التحرك الجنبلاطي هو اقتناع بعدم إمكانية التوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية بدون تفاهم مع "حزب الله"، وبأن تحصين لبنان في مواجهة تحديات التطرف والتفتيت التي تجتاح دول المنطقة تتطلب أولاً ملء الفراغ الرئاسي، من غير أن يعني ذلك أن ثمة أسماً أو أسماء جاهزة للبحث فيها خلال المرحلة الحالية، بل سعي إلى تحضير أجواء إيجابية بين أطراف رئيسيين في لبنان سواء بحوارات مباشرة في ما بينهم أو بالواسطة على غرار ما يفعل جنبلاط.
وكشفت معلومات لـ"النهار" أن السعي المذكور يتركز على ما يمكن تحقيقه وتبدو الأجواء في شأنه ميسّرة، ولذلك يمكن توقع إقرار تمديد ثانٍ بغير عقبات كبيرة لولاية مجلس النواب قبل حلول موعد الدعوة إلى الهيئات الناخبة في 20 آب المقبل، في موازاة تفعيل ملموس لعمل الحكومة.
أما في الشأن الرئاسي فنقطة الإنطلاق التي باتت تحظى بموافقة إقليمية واضحة هي استحالة البحث في احتمال إيصال أحد من مرشحي قوى 14 و8 آذار إلى الرئاسة، بما يعني مع استمرار مرشح 14 آذار الدكتور سمير جعجع في إبداء الليونة والإنفتاح على المخارج، أن الإصرار على اسم المرشح غير المعلن لقوى 8 آذار النائب ميشال عون هو عقبة تستوجب تكثيف الجهود لحلها ، علماً أن لا حل جاهزاً لها حالياً ولا على المدى المنظور. وما يفعله جنبلاط هو محاولة لفتح ثغرة في الجدار بحسب المعلومات، من دون أن تعني الموافقة الإقليمية في موضوع عون أن هناك تنسيقاً في هذا الشأن.
وفي الخلفية أيضاً أن التطورات الإقليمية، لا سيما في العراق وسوريا يحتمل أن تدفع "حزب الله" من جهة إلى طمأنة المسيحيين من خلال تسهيل عملية انتخاب رئيس الجمهورية، ومن جهة إلى وضع ركيزة أولية للتحول عملياً قوة دفاع ، خلف الجيش اللبناني على الحدود الشرقية الشمالية لحماية البقاع من قوى التطرف، وذلك مع تزايد المعلومات عن وصول تنظيم "داعش" إلى منطقة القلمون السورية وتوالي إعلان الكتائب والفصائل المسلحة ولائها له في تلك البقعة الملتهبة على حدود لبنان. ولا بد تالياً من تشجيع الحزب على هذا التوجه وطمأنته إلى مواقف بقية اللبنانيين منه.
وتضع المعلومات حركة جنبلاط في إطار تحقيق مصلحة للبنانيين جميعاً في تثبيت بلادهم وطناً للتنوع والتعايش، وإذا كانت قضية فلسطين هي القضية الأم على ما تؤكد الأدبيات العربية والإسلامية فإن ما تتعرض له غزة يوجب حماية لبنان والتوافق مع الحزب على خطوات سياسية وأمنية واقتصادية والتعامل مع الإستحقاقات الدستورية بمنطق الحوار والإيجابية لمصلحة الجميع. وغني عن الشرح أن التسوية التي يسعى إليها جنبلاط وسواه من السياسيين يستوجب نجاحها ألا تكون على حساب عون،وبالتالي يتوجب إرضاؤه من دون أن يظل ترشيحه معرقلاً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، مقدمة لإعادة الحيوية إلى المؤسسات.
وتنفي مصادر المعلومات أن تكون الإتصالات الجارية وصلت إلى مرحلة أسماء المرشحين، مشيرة إلى أن هذه المسألة يجب أن تمر لاحقاً من خلال تقاطع حقوق "فيتو" يتمتع بها عدد من الأطراف المؤثرين، وتؤكد أن هذا الأمر سابق لأوانه والأهم في هذه المرحلة إدارة الأزمة بحد أقصى من ضمانات الأمان وعدم التهور.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم