لهذا التقى الرجلان ...

شكل ّ اللقاء بين رئيس "جبهة النضال الوطني "وليد جنبلاط والأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله مفاجأة للوسطين السياسي والديبلوماسي. ويسعى النواب والسفراء المعتمدون لدى لبنان معرفة السبب في عودة اللقاء بين الرجلين بعد انقطاع طويل وانتقاد جنبلاط للحزب على مشاركته في القتال ضد المعارضة السورية الى جانب النظام .

صحيح ان الرجلين متفقان حول إدانة القصف الاسرائيلي التدميري الذي تمارسه اسرائيل ضد أهالي غزه، وصحيح ايضا أنهما مع دعم بقاء المسيحيين في الموصل وضرورة إعادتهم الى ديارهم ويدينان بشدة ما أقدمت عليه "داعش "من اضطهاد وتدمير ممتلكات او مصادرتها او تحويلها الى غير ما كانت عليه . الا ان الصحيح ايضا ان التباين لا زال قائما حول التعاطي مع الأزمة السورية الدامية، لكن ما يوحد الرأي فيما بينهما هو ضرورة التصدي للتداعيات الأمنية التي لم تتوقف حتى الان ولو ان القوات الأمنية تتصدى لها وتمكنت من احباط محاولات تفجير سيارات يقودها انتحاريون .

ويأتي اجتماع الرجلين وسط نزاع سياسي متصل بالاستحقاق الرئاسي يتأزم يوما بعد يوم وعجزت المساعي التي بذلت من تذليله والانشطار السياسي الذي احدثه ترشيح قوى  14 من آذار لسمير جعجع والذي لا زال يتفاعل ويقابله من جهة ثانية، تمسك الجنرال ميشال عون بموقفه من الانتخابات الرئاسية. ومما زاد الطين بلة لجوء جنبلاط الى ترشيح عضو جبهته هنري حلو الذي على قلة مؤيديه من النواب يمنع عون وجعجع من الفوز في الانتخابات.

يجري تكتم كبير حول ما اذا كان الرجلان اتفقا على مخرج لموضوع الاستحقاق الرئاسي ام بقي النقاش من دون نتيجة .

وسيطر القلق على الاجتماع نظرا الى المعلومات التي تحملها تقارير استخباراتية عربية وغربية عن مخططات ترمي الى زرع الفتنة المذهبية باجتياح مجازر لقرى في البقاع الشمالي او الحدود الشمالية مع سوريا . اضافة الى محاولة اغتيال شخصية بارزة لإحداث ردات فعل مذهبية . وفي المخطط ايضا ارسال شاحنة صغيرة وسيارتين مفخختين الى مناطق معينة .

والجدير ذكره ان الرجلين لم يلتقيا الا منذ ثلاث سنوات اي قبيل تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ولم يصطحب جنبلاط  احدا من الحزب او الجبهة في زيارته لنصرالله الذي تلقى من زائره هي عبارة عن كتاب حول تقاسم النفوذ بين فرنسا وبريطانيا من اتفاقية سايكس بيكو الى اتفاقية لوزان وهو بعنوان A line in the sand لمؤلفه جيمس بار .