الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

العاشق أم المقاتل؟

المصدر: "النهار"
ف. ع.
A+ A-

يرغب المُشاهد ألا يرى الوجوه عينها في أدوار واحدة. كأن يكون الناجح في دور الرومانسي رومانسياً على الدوام، والشرير شريراً في كلّ المَشاهد. نجد مكسيم خليل حذراً من أن يصبح مجرّد دور، لا أدوار تتبدّل. نشاهده في "سيرة حب" ("أو أس أن") لمحمد جمال العدل يحمل تجاه سيرين عبد النور (ريم) جمالية المشاعر، وفي "حلاوة الروح" ("أبو ظبي الأولى") لشوقي الماجري شاهدناه يحمل السلاح.


حسنٌ أنّ الدورين لا يتشابهان والمُشاهد يقرر الأفضل. خليل حين يعشق يجعل المرأة متجاوبة مع مشاعره، وحين يؤدي دور إسماعيل المُشارك في الحرب السورية يُبيِّن حال الشباب الحائر ما بين الخيار والواجب. أراد خليل ألا يكون مجدي في "سيرة حب" نفسه عمر في "روبي" لرامي حنا. هو أبٌ لصغيرة فقدت أمها في حادث مؤلم، فشاءت الأقدار أن تعوّضها ريم هذا الفقد. تختلف ظروف الشخصية ويبقى في المُشاهد أنها من الماضي.
إسماعيل شأن آخر لأنّ النصّ (كتابة رافي وهبي) مغاير. ليس جوهر التباين أنّه حمل السلاح وراح يقاتل. الجوهر هو عجزه، على رغم سلاحه، عن إنقاذ حبيبته من أيدي عناصر "القاعدة". كان على المُشاهد أن يتأمّل جيداً عيوناً لا تذهب في أي إتجاه. كان على بُعد خطوات منها، كأنّ المسافة أميال تنتهي بهما الى الهاوية، ولم يفعل إزاءها سوى البكاء.
لسنا نقارن بين دورين مختلفين. في الحب، يروق لعبد النور أن يكون خليل حبيباً، وفي الثورة، لم يظهر أمام المُشاهد مجرماً.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم