الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لماذا لا تشبه حرب غزة 2014 حرب لبنان 2006؟

المصدر: "إسرائيل اليوم"
A+ A-

يصادف اليوم ذكرى مرور ثماني سنوات على حرب لبنان الثانية- التي أدت إلى ثماني سنوات من الهدوء التام على طول الحدود الشمالية مع لبنان- وذلك نتيجة الردع الذي حققته إسرائيل خلال هذه الحرب حيال إيران و"حزب الله". وفي الواقع، وعلى الرغم من السلوك الاشكالي للزعامة السياسية والعسكرية في إسرائيل خلال هذه الحرب، فقد توصل حسن نصر الله، زعيم حزب الله، إلى خلاصة مفادها أن من الأفضل له الامتناع عن استفزاز إسرائيل والعمل ضدها على طول الحدود كما فعل خلال السنوات التي سبقت نشوب الحرب، فإذا لم يفعل ذلك ستعاود إسرائيل ضرب الحزب ومؤديديه كما فعلت خلال تلك الحرب.


يرغب العديد من الإسرائيليين تطبيق الانجاز في لبنان على قطاع غزة،ويأملون في التوصل إلى نموذج لوقف اطلاق النار وتفاهمات صامتة لمدة زمنية طويلة مثل ما هو قائم خلال الأعوام الثمانية الأخيرة على الحدود بين إسرائيل و"حزب الله". لكن يتضح أن غزة ليست لبنان،وحركة "حماس" ليست "حزب الله"، من هنا صعوبة التوصل إلى وقف اطلاق نار ينهي هذه الجولة من التصعيد الحالي، ويسمح بتطبيق النموذج اللبناني على غزة.


أولاً؛ "حزب الله" هو تنظيم لبناني اهتمامه الأساسي ينصب على لبنان وعلى تعزيز موقعه وسط السكان الشيعة الذين يعيشون في هذه الدولة. صحيح انه يوظف جهوداً كبيرة من أجل المحافظة على صورته كحامل للواء مقاومة إسرائيل، وان الإيرانيين يضغطون عليه كي يكون الجيش المتقدم لطهران في مواجهة إسرائيل، لكن مصالح الحزب هي في الساحة الداخلية اللبنانية، وحالياً في الصراع الدائر في سوريا. في المقابل "حماس" هي حركة فلسطينية مئة بالمئة وجميع مصالحها موجودة في الساحة الفلسطينية ما بين القطاع والضفة، الأمر الذي يخلق دائماً احتكاكات ومواجهات بينها وبين إسرائيل كما حدث في حادثة خطف وقتل الشبان الإسرائيليين الثلاثة قبل شهر في منطقة الخليل. ولا تستطيع "حماس" أن تبتعدبنفسها عن إسرائيل وعن صراعها معها، مثلما يسمح حزب الله لنفسه من حين إلى آخر.


ثانياً؛ "حماس" أكثر ضعفاُ بكثير من "حزب الله" ومكانتها في الساحتين الإقليمية والعربية وحتى الفلسطينية ليست قوية مثلما كانت مكانة "حزب الله" خلال حرب لبنان الثانية 2006. هذا من دون الحديث عن التوتر داخل الحركة بين الجناح العسكري والجناح السياسي، وبين قيادة الداخل الموجودة في غزة وقيادة الخارج برئاسة خالد مشعل في قطر.كما أن الحركة لا تسيطر على الفصائل والتنظيمات الفلسطينية الأكثر راديكالية التي لديها أجندتها الخاصة. ومما لاشك فيه أن الضعف السياسي "لحماس" رغم قدرة مقاتليها على الصمود في غزة، يجعل من الصعب على قادة الحركة اتخاذ قرارات صعبة ومؤلمة، مثل تلك التي لم يتردد حسن نصر الله عن القيام بها سنة 2006.


في النهاية؛ ليس لدى "حماس" الكثير لتخسره مثلما كان "لحزب الله". فغزة بطبيعة الحال مدمرة، والواقع الذي سينشأ بعد وقف النار لن يكون وردياً ولا مغرياً بالنسبة لقادة "حماس" لأنه سيكون العودة إلى كماشة الحصار الإسرائيلي-المصري. ويمكن أن نضيف على ذلك حقيقة أن إسرائيل امتنعت لأسباب مفهومة عن ضرب البنية التحتية المدنية في القطاع كما ألمحت -بصورة غير مباشرة- "لحماس" أنها لا ترغب في تقويض سلطتها على غزة خوفاً من البديل – الفوضى وسيطرة الجهات الراديكالية على القطاع. ومن المفارقات أن إسرائيل تزود بالكهرباء الورش التي يصنع فيها أعضاء "حماس" الصواريخ، كما تسمح بدخول المواد الغذائية إلى غزة التي يستفيد منها مطلقو النار على إسرائيل.
لهذه الأسباب كلها من الصعب تطبيق نجاح الردع الإسرائيلي في مواجهة حزب الله على "حماس". صحيح أن الحركة تسير على خطى حزب الله، وتقلد تكتيكاته القتالية وتحصل منه على السلاح والصواريخ، لكن ثمة شك كبير في أنها ترغب أو تقدراو ترغببتسوية تؤمن الهدوء طوال سنوات على حدود القطاع.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم