الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

دايس كايك: تركيا على الروزنامة الرسمية للـ "هوت كوتور"

سمر يوسف
A+ A-

قبل بضعة أيام من عرض دايس كايك، استقبلتنا المصممة ايس ايج في مشغلها الذي تحتلّه منذ 6 سنوات. دخلت الماركة التي أطلقتها الشقيقتان من أصل تركي في باريس منذ 20 سنة في الروزنامة الرسمية للهوت كوتور. ويستفيد العديد من المصممين من أسبوع الموضة لعرض مجموعاتهم في باريس وهي عاصمة الجمال والموضة، لكن قلائل هم الذين ترد أسماؤهم في هذه الروزنامة الرسمية المعروفة بشروطها الصارمة علمًا أن تعبير الهوت كوتور خاضع للمراقبة. وقد أردنا أن نعرف كيف استعدّت المصممة وهي من دعاة الجودة من دون الزخرفات لهذه "المرة الأولى".


كيف يجري إدراج الاسم في الروزنامة الرسمية للهوت كوتور؟ يجب التقدّم بطلب لذلك؟ بالضبط، نتقدّم بطلب لكن بعدها يجب إعداد ملف معقّد بعض الشيء مع استمارة حول حسابات دار الأزياء وعدد الموظفين ومعلومات حول درايتهم ولمحة تاريخية دقيقة عن الدار. أثمّن جدًا مستوى المتطلبات والشروط المفروضة للانضمام إلى روزنامة الموضة، فالهوت كوتور الفرنسية تبقى فريدة من نوعها في العالم.


وكيف كانت هذه المرحلة؟ أسعدني جدًا قبولي في الروزنامة الرسمية فهذا سوق نخبوي. وتشكّل طريقة العرض تحدّياً كبيراً بالنسبة إلي. إنها "درجة" إضافية تدخل في استمرارية ما نعمل عليه.


في هذه المجموعة الأولى، هل لجأت إلى مشاغل خارجية أو تم تصميم كل شيء هنا؟ تم تنفيذ كل الأعمال في مشاغلنا في هذه القاعة المجاورة من تحديد المواد وصولاً إلى أصغر تطريز.


وكم عملاً ستقدّمين؟
15 عملاً!


ونتوقّع أن نرى كثيراً من التطريز والبذخ لأنّك مصممة تركية (بضحكة)؟ كلا، على الإطلاق! سأقدّم ما أحبّ حقًا. الأعمال المطهّرة فنحن في العام 2014 ولم نعد بحاجة للطرحات الطويلة... فالحياة معقّدة بما يكفي لكي نرتدي ما يثقل علينا، المهم هي الجودة! يجب أن نرتدي ما هو ذات جودة ونأكل ما هو ذات جودة ونسافر في ما هو ذات جودة.


هاك تعريفًا جميلاً للترف! يبقى الترف حصريًا جدًا وهو القطاع الوحيد الذي لا يعرف الأزمات...
لا يعرف الأزمات وليس هذا فحسب بل لا ينفك يزدهر سنة بعد سنة! لهذا السبب أتحدّث عن الجودة. لهذا السبب شرطي هو الجودة في اختيار القماشات والمونتاج والمواد الأولية وحتى في تصميم كل ثوب يجب أن يكون مطهّرًا نقيًّا من كل الأثقال. وكلما كان العمل مطهّرًا نقيًّا كلما كان أصعب في التنفيذ لأنه يمكننا أن نرى أصغر العيوب فيه.


ستعرضين الكثير من الأثواب؟ لن أعرض غير 15 عملاً وهي كلها أثواب!
لا سراويل؟ السراويل لا تدخل في خانة الهوت كوتور ولا أحب السراويل!
السروال عملي! نعم عملي لكنّه لا يجمّل. إلا إذا كنا نملك جسدًا ألوهيًا ولا تملك كل النساء جسد عارضة أزياء.


بالعودة إلى الأثواب! حتى لو كانت أثوابك نقية مطهّرة، هي غاية في الأنوثة وحتى لو لم يكن فيها أي انشقاق، فهي حسية ومثيرة!
نعم ليس من انشقاق! كما ترين حتى في تموز أرتدي قميصًا مقفلاً حتى الأعلى!


نعم لكن الأنوثة غالبة في النهاية!
نعم، لأن الأنوثة ليست في الانشقاق بل في شكل الثوب!


وما هو الشكل الذي تعملين عليه للحفاظ على هذه الأنوثة؟
قبل كل شيء أشد الخصر، لا شيء يعلو الخصر أنوثة. تريد حتى زبوناتي السمينات إظهار خصرهنّ فهو يبقى الجزء الأكثر أنوثة في جسد المرأة. ولا تردن إظهار أردافهنّ أو ذراعهنّ لكن هناك إجماع على إظهار الخصر.


لديك أيضًا أثواب حيث الخصر لا يظهر أبدًا لكنها أنثوية جدًا!
نعم أنا أسميها أثواب العلبة مثل التي ترتدينها اليوم. تجدين اثنين منها في مجموعة الهوت كوتور هذه، لكن الباقي بنّاء جدًا.


هندسي جدًا؟
أعشق البناء والهندسة إلى ما لا نهاية. فهي مصدر الوحي الأول عندي. في الشارع، لا أنظر إلى واجهات المحال بل رأسي دائمًا إلى أعلى، أنظر إلى المباني. وحيثما ذهبت في العالم، تبدو لي كل المباني مثيرة للاهتمام. أحاول أن أصنع أثوابًا خالدة ولا تنتمي إلى أي لحظة لا في المستقبل ولا في الماضي بل في الحاضر.


ومن أين تستوحين ألوانك؟
لا أميل إلى الألوان في المطلق، أحب الأبيض والأسود. لكنني اخترت هنا بلوك ألوان، لديّ الأزرق الملكي والخشخاش لكن الزهر المسحوقي أيضاً، والألوان قوية مثل هذا الأصفر الميموزا. لقد استلهمت من الزهرة، فكل ثوب هو زهرة لكن غير رومنسية على الإطلاق. لقد استلهمت من النباتات اللاحمة التي تقبض على الذباب!


وثوبك الذي يعكس توقيعك؟ فاخر دومًا وفي مختلف الألوان!
يعود في كل موسم ويظهر في اللباد والساتان والمطرّز بالكامل ولدينا حتى نموذج بالذهب مطرّز جدًا وثقيل جدًا وكله صنع اليد، تصنعه الخياطات لأنه لا يسعنا وضع المواد في الماكينات.


سؤال بسيط وعملي، هل يتم تنظيف ثوب الهوت كوتور بالـ"براسينغ" (الضغط)؟
كلا، لا أعرف! بكل الأحوال، لا يتم ارتداء الهوت كوتور إلا مرة واحدة!


بعدها يُعرض؟
نعم يذهب إلى الأرشيفات في مؤسسة أو في متحف، ليست أثوابًا طويلة ولا يمكن ارتداؤها مرتين!


صراحة يمكنني أن أرتدي هذه الأثواب القصيرة كل يوم!
تمامًا! مع الأحذية الرياضية رائعة جدًا!


لا بد أن الأحذية الرياضية مريحة قبل العرض الأول في روزنامة الهوت كوتور؟
أتعرفين؟ في السابق، كنت أخشى جدًا حكم الآخرين علي. أما الآن فلا يشغلني ذلك بتاتًا. أؤمن بما أفعل. بمجرد أنني أصنع أعمالاً ذات جودة عالية وزبوناتي فرحات، أشعر بالهدوء. والخلق هو أمر ذاتي. لا نقدّر جميعنا الأمور بالطريقة عينها.


كما أنك في مجال أكثر سرية، لا أراك تبيعين العطورات...
لا أرغب في أن أبيع كل شيء وأي شيء. أنا أصنع الملابس. وقطاع الموضة هو سوق يحوي المليارات ولا يمكننا دائمًا أن نتمتع بالحصرية، يجب أن يملك المرء الكثير من الموارد لأنه لا يمكننا أن نعمل فقط على الإبداع والخلق، لقد وسّعت أيضًا منتجاتي لأبيع أكثر لكنني أريد اليوم أن أركّز على الإبداع...


لا أظن أننا سنرى خطًا خاصًا بـ دايس كايك في مجال مواد التجميل؟ بل الأحذية؟
لا مواد تجميل أبدًا! في المقابل، أهوى الأحذية وهي منحوتات. لمجموعة الهوت كوتور هذه، صنعنا "باليرينات" بكعب لافتة جدًا وهي تجمّل الساقين ويسهل ارتداؤها مع الرباط. وبعضها مطرّز بالكامل بالكريستال الأصفر والرمادي ونجد الألوان الأساسية لون البشرة والأسود.


ما هي القطعة المفضّلة عندك في مجموعة الهوت كوتور هذه؟
أحب الآن الثوب الخشخاش لسبب بسيط وهو أنه الأخير، هو الطفل! بدأنا بإعداد هذه المجموعة منذ 7 أشهر وفي النهاية عمل المونتاج باليد والتطريزات هي الأسهل. بشكل عام، يجري عمل الحسابات وتُصنع الأثواب بثلاثة أبعاد لعدم مواجهة الجاذبية!


لم أكن أعرف أنه يجب أن يكون المرء ماهرًا في الرياضيات والفيزياء لصنع الأثواب!
عملنا طوال شهرين مع كل فريق المصممين، نختار أحيانًا قماشًا لكن بعد العمل عليه، يتّضح أن بنيته ليست جيدة، عندئذ يجب إعادة العمل وفي النهاية، نحصل على مفاجآت جميلة، يمكننا أن نرى عمارة!


تتحدثين كثيرًا عن العمارات، عندما ترين عمارة، تنطبع في بالك بالغريزة؟
نعم، تمامًا، تتجمّع طبقات من الانطباعات وتفضي إلى رسم ويمكن أن تكون أيضًا على شكل ومضة عندما نصنع ثوبًا ونتذكّر شرفة رأيناها في بانكوك...


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم