السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الكلمة المحرّمة

المصدر: "النهار"
كلودا طانيوس
A+ A-

الجنس. الكلمة المحرّمة. لماذا هي محرّمة أو Taboo؟ فهي جزءٌ من طبيعة الإنسان، من هنا لا ضرورة لأن يتم التعتيم عليها، فيما الواقع يخالف هذا "المنطق"، فيُمنع الكثيرون من التحدث عن الجنس، أو عن طرح الأسئلة حوله، لدرجة أنه أصبح أمراً غير أخلاقي وممنوع حتى لفظ حروف كلمته، ويعود ذلك لأن الجنس يذكّرنا بذاتنا الحيوانية.


 


 



الجنس بين المجتمع والموت


تتحكم المعايير المجتمعية بمفهوم الجنس، ففيما يُعيد الجنس الأشخاص إلى غرائزهم الحيوانية بحسب تركيبة الجسم الطبيعية، يجبرهم المجتمع على أن يُظهروا ميزاتهم الأخلاقية وأن يتّبعوا التعليمات الاجتماعية، أي الابتعاد عن كل ما هو "مادي" وغرائزي وحيواني، بحسب ما يذكر موقع "علم النفس اليوم"، ويؤكد في تقرير آخر له أن الجنس مهربُ الفرد من همّ الموت لديه، فكلّما فكّر بالموت كلّما خفّت رغبته الجنسية، وأنّ تحوّلَ الجنس إلى كلمة محرّمة يكمن في إثارة الغريزة الحيوانية الأصلية لدى الإنسان لخوفه من الموت.



توازن "الأنا العليا" والـ"هو"


تشير المعالِجة النفسية كيم ورد لـ"النهار" إلى أن ما يتحكم بغرائز الإنسان الجنسية هي التربية التي نشأ من خلالها: "يؤثّر والداه كثيراً في كيفية تعاطيه مع هذا الموضوع، إذ يوجد أهل لا يحدّثون أولادهم أبداً عن الجنس، هذا ما يؤدي إلى اعتباره أمراً محرّماً، بما أن الوالدَين لم يتناولا الموضوع، وإذا فعلا قد لا يتناولانه من منحاه العلمي البيولوجي"، وتلفت إلى أن هناك فارقاً بين الذكر والأنثى في ما يتعلق بمفهومهما للجنس، موضحةً أنه "خلافاً إلى هؤلاء، يوجد أهل مرتاحون مع أنفسهم ومع أبنائهم، ويحدّثونهم بطريقة صريحة عن الجنس، وهنا لا يكون الأمر موضوعاً محرّماً لدى الأولاد".


وتشرح ورد أن الجنس موضوعٌ يمسّ "الأنا العليا" (The Super Ego) عند الإنسان، الأمر الذي يزيد من "حُرمته" عند كثيرين، فرغباتنا الجنسية يتم السيطرة عليها عبر الأنا، من خلال المعايير الأخلاقية والمجتمعية المفروضة علينا، فالتركيبة الطبيعية عند الإنسان والتي يشكّل الجنس جزءاً منها تواجه محرّمات تدفع به للسيطرة عليها وتَركها في الـ"هو" حيث تكمن الرغبات الجنسية والشهوانية والأمور اللاواعية. أما الدين فيضطلع بدورٍ أيضاً في الجنس، الأمر الذي يشرح رفضه أو التعتيم عليه حيث تشتد المحرّمات الدينية.


فكيف يتجلى الجنس في حياة الإنسان إذا كان محرّماً؟ يتحكم به الفرد عبر "الأنا" التي تخلق توازناً بين "الأنا العليا" والـ"هو"، توضح ورد، لكنها تحذّر من أن شدّة اعتبار الجنس أمر محرّم قد تخلق أمراضاً نفسية بما أن الأنا العليا تكون شديدة القسوة على تصرفات الإنسان، وهذا ما يشرح شعوره بالذنب إذا ما اتجه إلى ممارسة الجنس، تماماً إذا ما تحكّم الـ"هو" بالشخص ليصبح هذا الأخير غير مسيطرٍ على غريزته الجنسية، إذ عندها قد يمارس الجنس بالفَرض والاغتصاب. من هنا، يكمن الحل في أن يعيش الإنسان في تناغمٍ وتوازن بين ميوله وغرائزه وبين المحرّمات، تستنتج ورد.


 


 [email protected] / Twitter: @claudatanios

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم