الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كيف سيتصرّف النازحون في عكار بغالبيتهم المعارضة؟ \r\nوهل يتجاوبون مع دعوة السفير السوري إلى الانتخاب؟

عكار - ميشال حلاق
A+ A-

لا يختلف اثنان على أن المشهد الانتخابي الرئاسي في سوريا يضغط وبقوة على المناخ العام للشارع اللبناني الذي بات عدد اللاجئين السوريين فيه أكثر من مليون ومئة الف لاجئ ، وبخاصة في المناطق التي هي على تماس مباشر مع الحدود السورية حيث يلجأ القسم الأكبر من السوريين الذين هربوا من مدنهم وقراهم تحت ضغط الحرب.


ولعل المشهد الذي حصل في السفارة السورية في اليرزة، ضاعف حال الغليان لدى تجمعات اللاجئين السوريين في عكار، والذين هم بغالبيتهم معارضون للنظام السوري ، وقد هالهم أمر تدفق السوريين الى السفارة السورية لانتخاب الرئيس بشار الاسد الذي يرفضون عودته إلى السلطة ويدعون الى اسقاط نظامه ومعاقبة ارباب هذا النظام باعتبار انهم "مجرمو حرب" على ما يقول عماد وهو نازح من مدينة القصير.
ويتخوف البعض من تداعيات حال الانقسام القائمة في المشهد الانتخابي السوري على الساحة اللبنانية بين مؤيد لهذه الانتخابات ورافض بالمطلق لها . وفيما تقوم الأجهزة الأمنية اللبنانية بمتابعة الأمور في مخيمات اللجوء السورية وفي محيطها، تبقى الأعين موجهة إلى النقاط الحدودية الشرعية مع سوريا في العريضة والعبودية والبقيعة، التي تشهد عند الجانب اللبناني من الحدود حالاً من الاستنفار الأمني على اثر القرار الذي اتخذه وزير الداخلية بحجب صفة اللاجئ عن أي سوري يغادر لبنان الى سوريا، مع اقتراب موعد الانتخابات في الداخل السوري اليوم ودعوة السفير السوري علي عبد الكريم علي السوريين المقيمين في لبنان الذين لم يتمكنوا من الانتخاب في السفارة، الى الذهاب الى النقاط الحدودية البرية حيث أعدت صناديق الاقتراع لهم.
ويشار في هذا السياق الى ان السلطات السورية أوقفت حركة عبور السوريين من سوريا في اتجاه لبنان منذ يومين تقريبا في حين انها تسمح للسوريين بالعبور من لبنان الى الداخل السوري من دون معوقات.
وعبّر عدد كبير من السوريين اللاجئين في عكار، وهم بمجملهم ممن وفدوا من مناطق حمص وتلكلخ والقصير وعدد من المناطق السورية، عن سخطهم وغضبهم من الانتخابات الرئاسية السورية التي يقولون انها "لزوم ما لا يلزم" ما دامت النتائج معروفة مسبقا . وشهدت عكار نهاية الاسبوع الماضي سلسلة من التحركات والاعتصامات للاجئين السوريين الرافضين للانتخابات الرئاسية السورية فأقاموا الاعتصامات ونظموا المسيرات ورددوا الهتافات الداعية إلى إسقاط النظام وعدم المشاركة في هذه الانتخابات التي وصفوها بـ "المهزلة والمذلة".
ويسأل خالد وهو سوري في العقد الرابع: "ماذا نقول لشهدائنا ولبيوتنا المدمرة ولممتلكاتنا ومساجدنا التي انتهكت؟ إن كل من يقترع لبشار الاسد هو خائن لدم الشهداء وليس بسوري على الاطلاق".
أما مهاب، وهو في العقد الخامس فيقول ان "هذه الانتخابات التي أصر النظام على اجرائها لن تبدل في مجرى الأمور ولن تعطي النظام شرعية شعبية، وستكون نتائجها كما كانت النتائج في الانتخابات الماضية "مزورة"، ولا تعبّر عن الارادة الحقيقية لنبض الشارع السوري".
ويبقى السؤال هل يتجاوب السوريون المقيمون في لبنان مع الدعوة التي تلقوها فيشاركون في الاقتراع عند المعابر الحدودية؟ اليوم هو الذي سيحكم على هذا الأمر.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم