الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

تشريع زراعة الحشيشة = منخرب البلد؟!

المصدر: "النهار"
محمد نمر
A+ A-

الحشيشة أم الكبتاغون؟ معادلة طرحها أمس رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط ليخلص إلى نتيجة مفادها أن لا خوف من تشريع زراعة الحشيشة لدواعي طبية، وسأل: "أليس من الأفضل العودة إلى الحشيشة التي لا تؤثر على الصحة بدل الدخول إلى مواد كيميائية مدمرة". وجاء طرح جنبلاط بعد تأييد علني من وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لتشكيل لجنة تدرس فوائد وسلبيات تشريع هذه الزراعة.


"فرصة ثانية"


هل أنت مع تشريع زراعة الحشيشة لدواعي طبية؟ سؤال طرحته "النهار" على غالبية الكتل النيابية وكان الضحك الجامع بين مواقف نواب الأمة. منهم من طالب بـ"فرصة ثانية" لاعطاء الاجابة السليمة وآخرون رفضوا "الفكرة بالمطلق" في ظل "الفلتان المستشري"، والقاسم المشترك حول هذه القضية "الضوابط"، ليبقى السؤال: "في بلد لم يستطع وقف المعارك في طرابلس إلا بعد 22 جولة من القتال، في بلد لا يوقف فيه المجرم بل يهرب بعد صدور مذكرة التوقيف في حقه، في بلد يتحول فيه الاشكال الفردي إلى مجزرة بين عشيرتين، هل يستطيع أمنه ضبط زراعة الحشيشة؟".


لما لا؟


وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر رفض أسلوب طرح السؤال "ما بينسأل بهالطريقة"، لكنه أجاب: "طبعاً نحن مع أي أمر يفيد الصحة...الموضوع يجب دراسته أولاً، وفي بعض دول العالم هناك زراعات شبيهة وتم ضبطها". هل هناك إمكانية لضبط هذه الزراعة في لبنان؟ "لما لا، في حال اهتم الأمن بضبطها وكان مسؤولاً عنها... لما لا".


إلى أين سنصل؟


"كسؤال أولي"، يرفض عضو كتلة "الكتائب" سامر سعادة تشريع زراعة الحشيشة، "لكن إذا وُضعت لها ضوابط ورقابة معينة، قد أغيّر موقفي... حاليا لست معها". ويقول: "في دول العالم التي تحترم نفسها توضع رقابة مشددة على هذا الأمر، لكن في لبنان وفي ظل وجود تصرفات منفردة لا أعلم إلى أين نصل".


الحكومة وعدت ولم تفِ


السؤال كان "مضحكاً" بالنسبة إلى عضو كتلة "القوات اللبنانية" شانت جنجنيان، رفض أولاً الاجابة عنه لأنه لم يبحث في الموضوع بعد، لكنه قال: "لا أريد أن يساء فهمي، لكن الحكومة وعدت مزارعي الحشيشة بتأمين زراعة بديلة، وفي حال لم تستطع تأمينها فحينها "يتركوهم يعملوا إلي بدن ياه"... لكني شخصياً لا أشجع على زراعتها ولست معها، وبما أن الدولة لم تستطع الايفاء بوعدها فليتركوهم". ويضيف: "في نهاية الأمر، لا بد من ضوابط في حال تقرر تشريعها لاسباب طبية، أكان في زراعتها أو بيعها حتى لا تصبح الأمور فلتانة".


ليست سهلة


لا إجابة نهائية لدى عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب آلان عون، فالأمر يحتاج إلى المزيد من التفكير، ويقول: "أريد أن أبحث في الموضوع من الناحية الطبية والتأكد إذا كانت الحشيشة مفيدة أم لا، وعلى هذا الأساس سأقرر إذا كنت مع أم ضد". ويضيف: "قد يكون الأمر ممكناً إذا كانت هناك تطبيقات طبية ورقابة وضوابط مشددة، لكن سؤالنا ما هي الضوابط؟".
عون يخشى استغلال الأمر من الناحية المادية، ويسأل، "البعض لا يحترم القوانين في ظل وجودها، فماذا لو شرعت الحشيشة؟". ويعتبر أنه تم تبسيط هذه القضية، لكنها في الواقع "غير سهلة، وسأطلع على الموضوع طبياً وعلى أساسه آخذ القرار المناسب".


ضحكة عالية


بادل عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي فياض السؤال بـضحكة عالية: "شو هالسؤال هيدا؟"، ويرد: "كتلتنا لم تدرس الموضوع بعد، كما اني شخصياً لم أفكر في الأمر، وحتى تكون اجابتي مدروسة وعقلانية لا بد من التفكير في الموضوع ودراسته أولاً، لأني لا أحب الأستعجال وأن يسجل عليّ موقف غير مدروس".


قدرة الدولة محدودة


"في المبدأ" لا مانع لدى النائب عن "الجماعة الإسلامية" عماد الحوت من تشريع زراعة الحشيشة لأسباب طبية، لكنه في الوقت نفسه لا يرى أن "السلطة الأمنية في بلد مثل لبنان قادرة على ضبط الأمور". ويخشى أن يؤدي تشريع زراعة الحشيشة إلى "استعمالها في أهداف غير طبية، لهذا... حتى هذه اللحظة لست مع تشريعها".
الحوت سيتمعن في دراسة مشروع تشريع زراعة الحشيشة في حال وجد، وفي الضوابط الأمنية وكيفية مراقبة الأراضي، وأسف "لأن غالبية الأراضي التي تزرع فيها الحشيشة تقع في منطقة لا قدرة للدولة على الدخول إليها".


بيخرب البلد


عضو كتلة "المستقبل" النائب عاصم عراجي اتفق مع باقي النواب على ضرورة "مراقبة زراعة الحشيشة وضبطها في حال لوحظت أهمية تشريعها لأسباب طبية، ففي أميركا شرعت ولايتان زراعة الحشيشة، والدولة تشتري المحصول، لكن في لبنان "البلد فلتان"، وفي الوقت الحاضر لا أشجع على زراعتها بتاتاً، إلا إذ بات لدينا دولة، لأنه من الضروري مراقبة الطريق الذي سيسلكها المحصول".
ويحذر عراجي من أن تشريعها في الوقت الحاضر "سيزيد من نسبة تعاطي المخدرات، مثلما ارتفعت نسبة تعاطي حبوب الكبتاغون، وقريبا سيصبح لبنان المصدر الأول لهذه الحبوب في العالم". ويضيف: "إذا فلتت، ممكن أن يُزرع ما فوق 200 ألف دونم أرض في البقاع، وإذا شرعناها حالياً، منخرّب البلد". من الناحية الطبية، يوضح عراجي أن "الحشيشة تستخدم كمخدر في بعض الأدوية، أو كحبوب في بعض الأمراض العصبية، لكنها لا تعطى لمن لديهم أوجاع عادية في الظهر أو الرأس مثلاً، والطبيب يشخّص الحالة ويحدد الدواء".



[email protected]
Twitter: mohamad_nimer


 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم