السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

ماذا تعني تعزية اردوغان لاحفاد الارمن؟

المصدر: -"النهار"
فرج عبجي
فرج عبجي
A+ A-

أثارت تعزية رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان أحفاد الارمن الذين سقطوا في احداث العام 1915 جدلاً حول تقويمها وان كانت بداية تنازل تركي قد يمهد لخطوة الاعتذار التي يطلبها الشعب الارمني.


الفنان الفرنسي من اصل ارمني شارل ازنافور علّق على الاعتذار معتبراً ان "خطوة اردوغان ليست كافية وهي تعبّر عن موقف شخصي لاظهار نفسه سياسياً منفتحاً، وليست اعترافا كاملا لتركيا بالمجزرة التي حصلت". الا ان ازنافور لم يرفض الخطوة بشكل كامل معتبراً انه "قد يبنى عليها لفتح حوار بين تركيا والشعب الارمني". وقد سارعت واشنطن للترحيب بخطوة اردوغان، فاعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي انها "مؤشر إيجابي على إمكانية حصول اعتراف كامل وصادق وعادل بالحقائق".


"لا للتعزية"


النائب هاكوب بقرادونيان رفض العزاء التركي للشعب الارمني جملة وتفصيلا ووصفه بغير المقبول. وقال لـ"النهار": "لا نتقبل التعازي بعد 99 عاما من الابادة ونحن لسنا بحاجة الى اي شكل من التعزية، ونطالب بالاعتراف الكامل بمسؤولية الدولة التركية عن الابادة والاعتذار ودفع التعويضات للشعب الارمني". ورأى ان " خطوة التعزية ليست سوى لذر الرماد في عيون بعض البسطاء من الاتراك ولاستمالة الرأي العام الاوروبي والعالمي بعد فشل السياسات التركية في المنطقة".


مأساة ام ابادة؟


الخبير في الشؤون التركية  ميشال نوفل اعتبر ان " تعزية اردوغان لاحفاد الذين سقطوا في المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الارمني خطوة مهمة لكنها غير كافية فالمطلوب هو الاعتذار". وقال لـ"النهار" ان "هناك انقطاعاً تاريخياً بين السلطنة العثمانية والجمهورية التركية خصوصاً وان هذه المجازر ارتكبت في الايام الاخيرة من عهد السلطنة وفي اوضاع مضطربة في تاريخ المنطقة وهي نتيجة اخطاء من الطرفين". واوضح ان "تحميل المسؤولية للدولة التركية امر فيه مغالاة والمطلوب من الحكومة التركية هو ازالة الالتباس الذي حصل في هذه اللحظة التاريخية وتصنيفها". واشار الى ان "الارمن يصفونها بالابادة فيما الاتراك المعتدلون يسمونها الكارثة او الماساة، والمعالجة تتم عبر اعادة قراءتها ومراجعتها واطلاق الحكم المناسب عليها وان لا تكون اداة ضد السياسة التركية".
وعن ارتباط هذه الخطوة بسعي تركيا المستمر لدخول الاتحاد الاوروبي، ذكّر نوفل ان "هناك اموراً عالقة كثيرة تتعلق بقضية الاقليات الموجودة في تركيا من الروم الى السريان والكلدان والعرب والاكراد خصوصا لجهة الاملاك التي صودرت من قبل الدولة التركية واستخدمتها مع تأسيس الدولة التركية". واضاف ان "المطلوب من تركيا هو ان تكون دولة تعددية اثنيا وثقافياً ودينياً وليس دولة للاتراك، والمشكلة الاكبر التي تعاني منها تركيا هي قضية الاكراد، فهي لا تعترف بهم ولا يستطيعون ان يتعلموا لغتهم وليس لديهم حقوق قومية وينظر اليهم كاتراك الجبال، وهؤلاء لم يهجروا بل تعرضوا لكثير من الاضطهاد". وقال ان "الحكومة التركية التزمت باصلاحات تدفعها نحو بناء دولة القانون والاتحاد الاوروبي يشدد على ضرورة ان تحل تركيا مشكلة الاقليات وخصوصا الاكراد والعلويين قبل اي اقلية اخرى ".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم