السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"الائتلاف السوري" لـ"النهار": الأسد وضع الحل السياسي خلف ظهره

المصدر: "النهار"
محمد نمر
A+ A-

يواصل النظام السوري اخراج مسرحيته الهزلية بعنوان "الانتخابات الرئاسية" في ظل استمرار المعارك العسكرية على غالبية الأراضي السورية، مستهلاً مشهدها الأول بقانون على مقاس النظام السوري و"كومبارس" يمثلون دور المنافسين للرئيس السوري بشار الأسد، ظهر منهم المرشحان الوزير السابق والعضو السابق في مجلس الشعب السوري حسان ابن عبد الله النوري، وعضو مجلس الشعب ماهر عبد الحفيظ حجار.


عضو الائتلاف السوري المعارض ومدير المكتب القانوني في "المجلس الوطني" هشام مروة يرى في الانتخابات التي دعا إليها النظام السوري دلالات عدة، أولها أنها أثبتت في شكل واضح أن الحل السياسي الذي يجهد لأجله المجتمع الدولي، حتى تكون هناك قيادة جديدة في سوريا، أصبح "خلف ظهر الأسد وهو غير مكترث به، محاولاً اعادة انتاج شرعيته من خلال فرض نفسه على الناس بانتخابات مفصّلة على مقاسه".
الدلالة الثانية هي أن الأسد يضع العقبات أمام تشكيل هيئة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة، ويوضح مروة لـ"النهار" أنه "عندما يعيد الأسد انتخاب نفسه من خلال عملية مزيفة سيكون ذلك بصلاحيات تنفيذية موازية للصلاحيات التنفيذية التي نص عليها بيان "جنيف - 1"، وكأنه يوجد مركز قانوني يلغي عبره فكرة الصلاحيات التنفيذية الكاملة، محتفظاً بصلاحيات الرئاسة".
الدلالة الثالثة هي أن "الأسد فصّل قانون انتخابات على مقاسه"، ويقول مروة: "تجهد كل دول العالم لتوسيع مشاركة مواطنيها في الانتخابات، إلا ان الأسد الذي أصدر قانون انتخابات من مجلس شعب معيّن، حرم عدداً كبيراً من السوريين من ممارسة حقهم، كما اشترط على المرشح أن يكون مقيماً في سوريا منذ عشر سنوات، فيما المعارضة السورية في معظم اطيافها مهجرة وملاحقة من النظام في سوريا منذ أكثر من عشر سنوات وهناك شخصيات خرجت بعد انطلاق الثورة بسبب تهديدها بالقتل، فضلاً عن وجود أكثر من ثلاثة ملايين مهجر، بين تركيا ولبنان والأردن".


بلد مدمر، مئات الالاف من السوريين في السجون ولم تصدر في حقهم احكام، ثلاثة ملايين منزل مهدم، بلد يعيش حال طوراىء، في ظل كل هذا، يسأل مروة: "كيف سيجري الأسد الانتخابات الرئاسية، كيف سيضمن وصول المواطنين إلى مراكز الاقتراع؟"، ويضيف: "من الواضح أن أجهزة المخابرات السورية وحدها ستملأ صناديق الاقتراع"، ويسأل: "كيف سينتخب المواطن، خصوصاً المعارض في ظل حواجز جيش النظام وانتشار الشبيحة وأجهزة المخابرات، فمن كان يتظاهر ويقول "لا" لبشار الأسد يقتل، فما حال الذي سيصوّت ضده؟ في بعض المناطق، لا يستطيع السوريون الخروج من المنزل لشراء حاجياتهم خوفاً من القاء البراميل المتفجرة وأعمال القنص وصواريخ الطائرات التي يمارسها الشبيحة.
ماذا عن المناطق المحررة؟ يجيب مروة: "لقد أعربت عن رأيها بأنها ضد الأسد ولذلك يعتبرها الأخير مناطق حرب ويقصفها، أهالي هذه المناطق لن يمارسوا حقهم في الانتخاب، فمنهم محاصر وآخر مهدد بالقتل يوميا"، متسائلاً: "من يستطيع أن يضع صندوق اقتراع في منطقة محررة؟".
وفي شأن المرشحين لمنصب الرئاسة، يقول مروة: "أي شخص يوافق على شرعية الانتخابات في هذه المرحلة، يساهم في اعادة اعطاء شرعية مزيفة ومزورة للأسد ونظامه ويشارك في تزوير ارادة الشعب حتى لو كان يظهر بدور المعارض"، ويشدد على أنه "لا يمكن لأحد أن يترشح في وجه الاسد إلا بدفع من الاجهزة الأمنية، وهي مسرحية هزلية يرعاها ويخرجها النظام السوري بهدف ايجاد مرشحين أمام الأسد للايحاء أن النظام لا يمانع ترشح أفراد غيره".
وينفي أن يكون هناك أي شخصية معارضة أقدمت على الترشح أو فاوضت مع النظام من أجل الوقوف بوجه الأسد، ويوضح أن "هناك شائعات في هذا الخصوص انتشرت بعدما ظهرت صفحة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي كتب فيها "هل تؤيدون انتخاب معاذ الخطيب لرئاسة الجمهورية؟"، وكانت الايجابات بمعظمها ايجابية، ورغم ذلك لم يكن حينها السؤال مطروحاً على أساس مواجهة الأسد في هذه الانتخابات بل كان مجرد سؤال لانتخابات افتراضية، والخطيب أوضح ذلك".
ويشدد على أن "المعارضة مستمرة في ثورتها بوجه النظام، والائتلاف يقوم بحملة في العواصم السياسية التي تؤيد الحل السياسي، وسنسعى لايجاد حلول في مجلس الامن بناء على مقررات "جنيف - 1"، رغم أن الأمر مستبعد في ظل الفيتو الروسي، كما سنتوجه إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة أو نعمل من أجل تشكيل اتحاد للسلام يساهم في حل الأزمة السورية".


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم