الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مناورة إميل رحمة... فتشوا عن الدستور!

المصدر: "النهار"
فرج عبجي
فرج عبجي
A+ A-


لم ينصّ الدستور اللبناني على آلية دستورية يجب ان يتبعها الاشخاص الذين يريدون الترشح الى منصب رئاسة الجمهورية لاعلان ترشيحهم. انما نصّ على شروط تخوّل الترشح الى المنصب الاول في الجمهورية اللبنانية. البعض يعتبر ان عدم وجود هذه الالية خطوة ناقصة في الدستور بحيث يحق للشعب اللبناني ان يعلم من يترشح الى هذا المنصب وما هي رؤيته للسنوات الست، والا يفاجأ في اللحظة الاخيرة بمرشح يهبط من السماء وآخر تفرضه التسويات التي يشّرعها عدم وجود هذه الالية. والغياب عينه يفتح الباب امام التعديلات الدستورية ويمنع نجاح العملية الديموقراطية التنافسية على هذا المنصب. ورغم سيئات عدم وجود آلية، يعتبر بعض الدستوريين ان الامر ايجابي لسماحه للكتل بالتشاور والاتفاق على شخصية قريبة من الجميع وتحقق المصلحة العامة.
هذا الرأي يؤيده الخبير الدستوري حسن الرفاعي الذي يقول لـ"النهار "الا ضرورة دستورية لان يعلن الفرد ترشيحه او برنامجه الانتخابي قبل مدة زمنية معينة من تاريخ اقتراع المجلس، فبمجرد تأكيده الالتزام بالدستور يكون قد اعلن برنامجه الانتخابي".
النائب السابق صلاح حنين لا يوافق رأي الرفاعي، فهو يدعو الى ان يكون هناك اعلان واضح وصريح عن الترشح للرئاسة وعن البرنامج الذي يتم على اساسه قبل زمن الانتخاب. ويعتبر في حديث لـ"النهار" ان "هناك اهمية لوضع الية ترشيح مشابهة لتلك المخصصة للنواب ولو بطريقة مبسطة للراغبين بالترشح الى رئاسة الجمهورية".
ويعتبر ان "عدم وجود الية ترشيح للرئاسة يشرّع الباب امام التسويات وخرق الدستور ويحدّ من التنافس والعملية الديموقراطية "، مضيفاً ان "الترشح مسبقا يغلق الباب امام التعديلات الدستورية ، فالرئيس اميل لحود لم يكن ليصل الى الرئاسة لو احتُرم الدستور وكان هناك الية للترشح الى الرئاسة، فالالية تمنع الاشخاص غير المسموح لهم بالترشح من خوض الاستحقاق وتحمي الدستور وتجبر اي موظف من الفئة الاولى على الاستقالة قبل عامين على سبيل المثال للتمكن من الترشح الى الرئاسة".
من جهته، يقول نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي لـ"النهار" ان "عملية التصويت على منصب الرئيس هي عملية انتقاء والمشترع عندما لم يضع الية للترشح ، فذلك لاعتباره ان اختيار مجلس النواب اي فرد من المواطنين اللبنانيين تنطبق عليه المواصفات انما هو شرف وتشريف لا يمكن ان يرفض ".
حتى الآن، لم يعلن من نادي المرشحين سوى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن ترشحه مفصحاً عن برنامجه الانتخابي. وقد يقول قائل ان المرشحين معروفون، كالعماد ميشال عون مثلا، فما الحاجة لاعلان الاخير برنامجه وسياسته معروفة ومواقفه معلنة وانفتاحه على خصوم الامس بمثابة برنامج انتخابي. جميل. لكن ماذا عن مرشحين قد نفاجأ بهم قبل دقيقة من اقتراع النواب، كالنائب اميل رحمة مثلا الذي سمعنا ان قوى 8 آذار تنوي ومن باب المناورة التصويت له في مقابل تصويت الفريق الآخر للدكتور جعجع. يحق للشعب الاطلاع على برنامج ورؤية السيد رحمة المحترم للسنوات الست المقبلة! بئس ديموقراطية.


 


 


 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم