الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مدنيون ضحايا الحرب في جنوب السودان

المصدر: (ا ف ب)
A+ A-

كان غابرييل مابيل يجلس في منزله في بينتو جنوب السودان حين وصلت الحرب الى عقر داره. اندفع الرصاص ليكسر الجدار ويصيب ابنه البالغ من العمر سبع سنوات في حلقه.


وبدلا من المنزل انتقل ابنه ستيفن كويث ليمضي وقته في سرير في مستشفى الناصر، تغطيه الضمادات، وهو يحاول التمسك بالحياة قدر المستطاع رغم الانابيب التي تساعده على التنفس والغذاء.
وفي المستشفى الواقع في ولاية النيل الاعلى النفطية، يقول مابيل "انا قلق على ابني. لا اعرف ما اذا كان سيستطيع النجاة وهو في هذه الحالة". اما الاطباء فلا يعلمون ما ان كان الطفل سيشفى او حتى كيف سيشفى.
وكويث ليس حالة استثنائية بل هو واحد من بين آلاف المواطنين المدنيين الذين يعانون حربا مستمرة منذ نحو اربعة اشهر، حرب لا علاقة لهم بها فليسوا هم من اشعلها. وما يحصل بكل بساطة هو نتاج عداء سياسي بين رئيس جنوب السودان سلفا كير من اثنية الدينكا ونائبه السابق من اثنية النوير رياك مشار.
وقد شهدت العاصمة جوبا بدايات تلك الحرب في 15 كانون الاول الماضي، لتمتد بعد ذلك الى الولايات النفطية ونتج عنها تشريد اكثر من مليون شخص. اما ضحايا النزاع الدموي من قتلى فهم بالآلاف او حتى عشرات الآلاف.
وبحكم الانتماءات القبلية لكل من الرئيس ونائبه السابق، اتخذت الحرب صبغة اثنية بين الموالين للدينكا من جهة والمقاتلين المدنيين والقوات المنشقة عن الحكومة الموالين لمشار من جهة اخرى.
وكما حصل مع الطفل كويث، استهدفت ريبيكا نيالواك في منزلها حيث اطلق جنود النار عليها، وهي الرافضة لان تكون طرفا في هذه الحرب. وتروي نيالواك "قلت لهم: لماذا انتم هنا؟ لماذا تقاتلونني؟ ولكنهم عمدوا الى اطلاق النار على رجلي".
وكانت الامم المتحدة حذرت من ازمة انسانية كبيرة في المنطقة، حيث تحدث الامين العام بان كي مون عن نحو مليون شخص يواجهون خطر المجاعة. وبحثا عن الغذاء والامان يغادر الآلاف منازلهم ، ويدخل نحو الف لاجئ يوميا الى اثيوبيا.
ويصر البعض، ومن بينهم جرحى، على مواصلة القتال. سايمون بلاي تعرض لاصابة في رجله خلال مشاركته في القتال في بلدته ادونغ في ولاية اعالي النيل. وهو يؤكد انه ينتظر ان يشفى تماما ليحمل السلاح مجددا ضد القوات الحكومية. ورغم محادثات السلام الهشة في اديس ابابا، يتبادل الطرفان الاتهامات بعدم احترام وقف اطلاق النار.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم