السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

بلد الوقاحة والنسيان

المصدر: "النهار"
محمد أبي سمرا
A+ A-

لو أننا في بلد آخر غير لبنان، لما مرَّ ما يحدث في وسط العاصمة من دون أسئلة كثيرة من نوع:


1- أين يقيم النواب ويعيشون ويتنقلون، من دون أن يساورهم الخوف على حياتهم، عندما لا يكون مجلسهم منعقداً لثلاثة أيام متتالية حوّلت وسط المدينة "مربّعاً أمنياً" للمحافظة على حياتهم؟
2- ما الحكمة وما الفائدة من أن يكون مبنى مجلس النواب ومبنى السرايا الحكومية في وسط مدينة للأعمال والتجارة والترفيه؟
3- ماذا يعني أن يتحول وسط عاصمةٍ "مربّعاً أمنياً" لأن النواب يعقدون جلسات لتصريف شؤون البلاد والعباد، المؤجلة والممدد لها، شأن مجلس النواب نفسه، سوى أن تتوقف شؤون البلاد والعباد وأعمالهم كافة في وسط العاصمة؟
4- هل من فائدة ترتجى من انعقاد جلسات نيابية في بلدٍ مثل لبنان، ليس انتخاب نوابه إلا تجديد الولاء لعددٍ قليل من الولاة - الوكلاء الطائفيين، للسهر على الأحقاد الطائفية لجماعاتهم؟ أما تأليف حكومة فيه فيستغرق نحواً من سنة مناكفات تافهة، إلا للراسخين في القوة والخوف والهوان والهذيان. هذا فيما ليس انتخاب رئيس للجمهورية سوى ضرب من ضروب تربيع الدائرة، أو لعبة الروليت الروسية.
5- في بلدٍ بلغ فيه الاهتراء الاجتماعي والسياسي والأمني والاقتصادي والإداري هذا المبلغ الفادح، ما الذي يرتجى من الانتخابات والتشريع والتمثيل الشعبي؟
6- عندما يظل مجلس النواب أكثر من سنة ونصف سنة، من دون أي نشاطٍ يذكر، لماذا يظل الطوق الأمني مضروباً حول مبناه في قلب وسط العاصمة؟
المأسوي أننا في بلد الكذب والوقاحة، ولا لزوم لمثل هذه الأسئلة، وعلينا أن ننسى.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم