الأربعاء - 08 أيار 2024

إعلان

المعارضة السورية تراهن على تركيا للمضي في توسيع معركة الساحل

موسى عاصي
A+ A-

أكد قادة ميدانيون من القوات النظامية السورية تكثيف القصف للمناطق التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف محافظة اللاذقية في شمال غرب البلاد، سعيا إلى طردهم منها.


ويرافق مراسل لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" الجيش السوري في بلدة البسيط الواقعة على 15 كيلومتراً غرب بلدة كسب، التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة الاحد، الى معبرها الحدودي مع تركيا. كما سيطر المقاتلون الاثنين على تلة استراتيجية وقرية السمرا ومخفر حدودي تابع لها. وأمكن المراسل رؤية اعمدة من الدخان ترتفع من خلف التلال التي تفصل بين البسيط وكسب.
وقال ضابط ميداني سوري: "هناك قصف مستمر لبلدة كسب من الجيش السوري لمنع تمركز المسلحين وان يأخذوا نقاط ارتكاز، كما هو الامر في قرية السمرا التي هي تحت سيطرة المسلحين ايضا". واشار الى ان "الآلاف" من مقاتلي المعارضة شنوا هجوما على المنطقة، بدءا من بلدة كسب الحدودية. واوضح ان المعارك المستمرة أدت الى "استشهاد 50 عنصرا من الجيش"، فضلاً عن "مئات الارهابيين".
وأفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له أن المعارك تسببت بمقتل اكثر من 100 عنصر من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، الى حصيلة مماثلة من المقاتلين.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان النظام "استقدم آلاف العناصر من القوات النظامية والدفاع الوطني لاستعادة المناطق التي سيطر عليها المقاتلون"، مشيرا الى وجود "العديد من الشبان الموالين للنظام، وغالبيتهم من العلويين، تطوعوا للمشاركة في المعارك الى جانب القوات النظامية". ص10
وتحدث مقاتلو المعارضة السورية عن تقدم في معركتهم مع القوات الحكومية في ريف اللاذقية غرب سوريا ونقلت قناة "سكاي نيوز عربية" الفضائية التي تتخذ دبي مقراً لها عن ناشطين سوريين أن قوات المعارضة السورية سيطرت على مرصد استراتيجي لقوات النظام السوري وعلى بلدة قسطل معاف في جبل التركمان، مشرين إلى أن دبابات الجيش السوري انسحبت من الجبل المطل على البلدة في اتجاه مدينة اللاذقية. وتقع بلدة قسطل معاف على مسافة 16 كيلومترا من معبر كسب الحدودي.
وفي معلومات متداولة أن تنسيقا ثنائيا بين تركيا وقطر سمح لمئات المقاتلين قبل ايام من اجتياز الحدود التركية في اتجاه قرى ريف اللاذقية، وتعدى الدور التركي هذه المسألة، اذ تحدثت مصادر خاصة من اسطنبول عن تأمين تركيا دعما لوجستيا كبيرا للمجموعات العسكرية وتسهيلها استهداف النقاط العسكرية للجيش النظامي من طريق اعطاء المقاتلين معلومات وتقارير عن انتشار القوات النظامية، مما أدى الى مفاجأة الجيش السوري وشل قدرته على الحركة.
لكن هذه المعركة تبدو حتى الآن ضبابية الأفق، والانتصار الذي حققته المجموعات المعارضة في كسب ذات الأكثرية الأرمنية والتمدد الى قرية العينين على مسافة سبعة كيلومترات عن الحدود التركية، يبقى انتصارا صغيراً ولا قيمة له على المستوى الإستراتيجي، أما امكان توسيع الهجوم فمرتبط بالموقف التركي وما اذا كانت اسطنبول قد اتخذت قرارا فعلاً بفتح معركة الساحل. وتقول الاوساط المعارضة ان المجموعات العسكرية تنتظر بفارغ الصبر انطلاق هذه المعركة "نظرا الى اهمية هذه المنطقة وميزتها بوجود خطوط امداد مفتوحة" (مع تركيا)، خلافاً للمواجهات الأخرى وآخرها في يبرود "حيث لا خطوط امداد حقيقية ومحاصرة قوات النظام لها كانت مسألة سهلة".
وتؤكد المعارضة السورية أن الحساسية التركية بالنسبة الى مناطق الساحل العلوية وإمكان انعكاس ذلك على الداخل التركي قد تراجعت كثيرا في المرحلة الأخيرة وان محاولة استبعاد هذه المناطق عن منطق المواجهات خرجت من الحسابات التركية "التي ترى أنه لم يعد لقرار استبعاد الساحل العلوي أي قيمة بعد الاجرام وحرب الابادة اللذين يشنهما النظام في كل المناطق الأخرى".
وعلى هذا الاساس، تراهن المعارضة السورية على نجاحات ميدانية وعلى نية تركية لتوسيع المعركة علّها تعوّض ما خسرته في القلمون. وقال فايز سارة المستشار الإعلامي والسياسي لرئيس "الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" أحمد الجربا لـ"النهار" إن لـ"الجيش السوري الحر استراتيجية عسكرية جديدة بالتقدم في هذه المنطقة وأن القوات العسكرية المعارضة حققت تقدما كبيرا مما اضطر قوات النظام الى سحب وحدات كبيرة من المناطق الأخرى وزجها في هذه المعركة". ونفى ان يكون هدف هذه المعركة هو الوصول الى البحر قائلاً: "ان الهدف هو مواجهة النظام السوري في كل سوريا وليس فقط في منطقة معينة؟".
وجاء في معلومات مصدرها اوساط النظام السوري في دمشق أن الجيش السوري في مرحلة الهجوم المعاكس من أجل حسم معركة كسب وأن التأخير في هذا الهجوم المعاكس سببه معلومات تشير الى أن الوجهة الحقيقية لهجوم المجموعات العسكرية هي بلدة صلنفة ذات الموقع الاستراتيجي المهم، ذلك انها تطل على مدينة اللاذقية وتبعد عنها نحو 80 كيلومترا فقط. أما المعركة الدائرة في الشمال الشرقي للساحل، "فما هي الا محاولة تمويه". وأكدت هذه الأوساط أن أكثر من 700 من المسلحين قد قتلوا في المعارك المستمرة منذ ايام عدة، وأن 3500 مسلح شاركوا في الهجوم على كسب ومحيطها.
وطالبت وزارة الخارجية السورية في رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن باتخاذ كل الإجراءات اللازمة والفورية لإدانة "التورط" التركي في دعم المجموعات "الإرهابية" المسلحة التي قامت بالهجوم على منطقة كسب.
على صعيد آخر، أعلنت "جبهة النصرة " الموالية لتنظيم "القاعدة" أن "أبا دجانة قتل على أيدي ميليشيات (البغدادي) غدرا، " في إشارة إلى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش).
ويتزعم "داعش" أبو بكر البغدادي المكنى بـ"الكرار"، بينما يتزعم "جبهة النصرة لأهل الشام " أبو محمد الجولاني الملقب "الفاتح".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم