الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

بعض حياء... فقط!

نبيل بومنصف
نبيل بومنصف
A+ A-

امام النفخ التضخيمي الجاري لما يسمى عقبات اللحظة الاخيرة لتشكيل الحكومة التي طال انتظارها الى حدود النسيان، وهو نفخ يراد منه عملقة ابطال يبحثون عن تعويم وتلميع صور باهتة، لا بأس من انعاش ذاكرة الطبقة السياسية اللبنانية ببعض مما لا يمكن معرفته الا بالنزول الى الشارع والبيوت ومعاينة الناس عن قرب.


لا مبالغة اطلاقا ان غباء قاتلا اصاب هذه الطبقة حين مددت لمجلس النواب الذي يذكّروننا كل شهر او اثنين بوجوده بتأجيل آلي لجلساته لان منع التغيير آنذاك اصاب هذه الطبقة باسوأ ما ألم باي طبقة قبلها حتى على امتداد عقود الحرب بدليل ان الفشل والغياب والتهميش هي العنوان الفاقع لهذا المجلس الممدد له.
ولا مبالغة ايضا في ان عشرة اشهر من ازمة حكومية غير مسبوقة تستوجب الحياء في الحد الادنى لدى الكلام عن بطولات وهمية الآن في الانتظار الممض والممل والوضع العالق، فيما ان اي حسم كان ليكون اقل اذى وضررا على مجمل الاوضاع المأسوية التي يعاني منها اللبنانيون والتي لم يسبق ان عاشوا اهوالها حتى في سنوات الحروب العسكرية والميليشيوية.
ولا مبالغة كذلك في ان تصوير مطالب الزعامات والرموز وحصصهم الوزارية مطالب طائفية ومذهبية وجهوية بات يثير التقزز خصوصا مع المهرجان الهابط الجاري راهنا ويشكل دعوات سافرة مفضوحة للشباب اللبناني الى استلحاق ما يمكن استلحاقه في موجات هجرة جديدة واضافية بعدما افتضحت هذه الطبقة الى اقصى حدود الافتضاح.
ولا مبالغة ايضا في ان اي حكومة جديدة لم تعد تعني شيئا للبنانيين لأنهم ادمنوا واقع اللافرق بين وجود سلطة ولاوجودها. وها هي المصائب الامنية والارهابية والاقتصادية والاجتماعية تنهال على رؤوسهم بحكومة ومن دونها. فما الذي سيتغير مع تبديل لن يكون اكثر من تجميل شكلي ما دام تغييرا جذريا للطبقة السياسية برمتها مستحيلا وهو المدخل الحتمي الوحيد لانقاذ البلاد؟
ولا مبالغة ان تكاذبا مفروضا بالخشية من فتنة مذهبية محققة تكاد ان تشتعل لا يقيم توافقا الا على الجلوس حول طاولة اسوة بما شهده لبنان في عشرات السوابق وبما بدأ ينسحب الآن على السوريين. وهو تكاذب لا يقوى احد على مناهضته لان احدا لا يتحمل تبعة الصدام الدموي ان انفجر. ولكن هل يعتقد عاقل ان هذا "الترتيق" سيكفل صد هجمات الارهابيين فعلا وسيضع حدا لموجات التفجير ان تعايشت الثلاث ثمانات الحكومية مع استمرار التورط في سوريا ولم يجر وضع حد حاسم لعزل لبنان عن هذا الويل المتدحرج؟
لا مبالغة اخيرا والسلسلة تطول في ان يحن كثيرون، اكثر من اي وقت سابق، الى زمن ولى في لبنان مع قدر غاشم جعلهم يشهدون هذا الزمن.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم