الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

نداء بارد إلى القتلة

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
A+ A-

لن نستطيع أن نمنعكم، أيّاً تكونوا، من القتل.


نستطيع فقط – وبالكاد - أن نطلب منكم أن تكفّوا عن قتل الناس الأبرياء. فهؤلاء، كما تَعَلّمْنا من مآسي العِبر الوطنية المتواصلة، لن يغيّروا في المعادلات شيئاً.
لا نستطيع أن نلجم جموح غرائزكم، ومقامراتكم، وحروبكم المذهبية والدينية، ولا أن نلجم جموح الاقتتالات التي يشعلها الآخرون عبركم، لأنها على الأرجح ليست رهينة إراداتكم المباشرة وغير المباشرة.
قد نستطيع – وبالكاد – أن نسألكم، أيّاً تكونوا، أن تكفّوا عن اغتيال الأطفال والنساء والفتية والفتيات والعجائز، الذين تذهب وجوههم وعيونهم وأحلامهم وذكرياتهم، إهداراً، وتقريباً من دون فائدةٍ ترجونها في ما تفعلون.
لا نستطيع أن نخاطب فيكم العقل، ولا الحكمة، ولا القلب، ولا أيضاً الرأفة. فلقد تخرّجتم من غير هذه المدارس، ولا لزوم – والحال هذه - أن تذهب مخاطباتنا سدىً.
نستطيع فقط أن نخاطب مصالحكم المباشرة وغير المباشرة: اذهبوا واقتلوا حيث تشاؤون، لكن لا تفعلوا ذلك حيث لا فائدة لكم، ولا مصلحة.
قتل الأبرياء والعزّل والفقراء والناس العاديين لن يحرّك ساكناً، لا هنا ولا هناك، لا في الداخل ولا في الخارج. فكفّوا إذاَ، عن هؤلاء المساكين.
وجِّهوا سياراتكم المفخّخة – إذا كان ولا بدّ - إلى حيث مكمن الوجع السياسي، لا الوجع الأهلي والمدني. فهذا الأخير – صدِّقوني – لا يوجع إلاّ أصحابه وأهله، وسائر مَن يقول بأوجاع الوجدان.
تخطئون دائماً في عناوينكم، أيّاً تكونوا.
تأكدوا، يا سادة القتل، من العناوين، ثمّ افعلوا ما تشاؤون.
اقرأوا هذا النداء، بعناية واهتمام. اقرأوه بعينٍ محض حسابية، مصلحية، وانتهازية.
اقرأوه كنداء – بيزنس فحسب.
ولا تدعوا أنفسكم ورؤوسكم تدوخ في الحلقة الجهنمية المفرغة.
هذا نداء بارد إلى القتلة: الحلقة المفرغة، ستظلّ مفرغة، ولن توصل إلى نتيجة.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم