شمال إفريقيا
29-09-2025 | 16:54
إنذار أحمر في السودان... ومصر تترقّب فيضانات مفاجئة من سد النهضة
منذ يوم السبت، فتحت إثيوبيا بوابات المفيض، فتدفقت كميات هائلة من المياه إلى النهر.

صورة متداولة لفيضانات السودان. (فايسبوك)
ما إن أطلق السودان الإنذار الأحمر لتحذير مواطنيه من الفيضانات على امتداد الشريط النيلي، وذلك لاتخاذ اللازم حفاظاً على أرواحهم وممتلكاتهم، ومع بداية تدفق صور وأنباء المياه التي تغرق القرى وتغمر المحاصيل، سادت حالة من التعاطف والقلق معاً في أوساط المصريين.
وطرحت المياه المنهمرة بكميات هائلة وغير معهودة في هذا الوقت من العام تساؤلات بشأن أسبابها، وحجم الأضرار التي ستخلّفها في السودان، ومدى قدرة السد العالي (جنوبي مصر) على تحمّلها والتعامل معها.
فيضان صناعي
ويقول الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، لـ"النهار": "هذه الفيضانات ليست طبيعية، إنها صناعية وناتجة من فتح بوابات سد النهضة، لأن توربينات توليد الكهرباء به لا تعمل، ومن ثم لا يتم تصريف المياه".
ويضيف شراقي: "لقد تراكمت كميات ضخمة من مياه النيل الأزرق خلف السد الإثيوبي، فاضطرت أديس أبابا في نهاية المطاف إلى تصريفها، من دون التنسيق مع دولتي المصب (السودان ومصر)، ما أسفر عن أضرار كبيرة للسودانيين".
وتستغرق رحلة مياه النهر، بداية من الحدود السودانية–الإثيوبية وصولاً إلى خزان السد العالي في مصر، قرابة 15 يوماً.
ومنذ يوم السبت، فتحت إثيوبيا بوابات المفيض، فتدفقت كميات هائلة من المياه إلى النهر، لم تكن الخرطوم تتوقعها. وبلغت تلك الكميات قرابة 750 مليون متر مكعب يومياً، وهو ما يناهز ضعف الكمية المعتادة، لذا عجزت السدود السودانية، خصوصاً "الروصيرص"، عن استيعابها، فارتفعت مناسيب المياه في النهر، وانهمرت على الأراضي المشاطئة للنيل، وكانت الأراضي والقرى المنخفضة الأكثر تضرراً".
سوء الإدارة
وخاضت القاهرة والخرطوم مفاوضات مضنية مع الحكومة الإثيوبية التي شرعت في بناء السد عام 2011 مع انشغال مصر بالتظاهرات الجارفة التي اجتاحت الشوارع في 25 كانون الثاني/يناير للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس الراحل محمد حسني مبارك.
ومرّت سنوات التفاوض الشاق من دون جدوى، بسبب تعنّت أديس أبابا، ورفضها توقيع اتفاق ملزم يضمن حقوق الدول الثلاث، وينظم عملية إدارة وتشغيل السد بالتنسيق بينها.
ولطالما تخوّفت القاهرة والخرطوم من تأثير السد على حقوقهما التاريخية في مياه النيل، إلا أنهما كان لديهما مخاوف معلنة بشأن سوء إدارة السد وانفراد إثيوبيا به، ما قد يسبب أضراراً لهما، وهو ما بدأ يتجلى مع أول مرة تصرّف فيها أديس أبابا كميات من المياه المخزنة فجأة ومن دون تنسيق.
وقال وزير الموارد المائية المصري الأسبق محمد نصر علام: "تشغيل السد من دون التنسيق مع دولتي المصب، قد يسبب أضراراً وخيمة".
وأضاف في منشور على "فايسبوك": "مثال ذلك ما يحدث في الوقت الراهن من ملء إثيوبيا للسد بالكامل مع عدم تشغيل معظم التوربينات، فاضطرت لتشغيل مفيض الطوارئ وصرف كميات ضخمة من المياه أضرّت بالسودان وتمثّل تهديداً لشعبها ولسدودها".
استمرار الفيضان
وتوقع شراقي أن يستمر تفريغ كميات كبيرة من المياه لمدة يومين أو ثلاثة تالية، ثم تعود لتنخفض إلى نحو 300 مليون متر مكعب بعد أن تفرغ أديس أبابا قرابة 4 مليارات متر مكعب تم تخزينها خلف السد لأغراض سياسية بحتة، وهي أن يبدو السد ممتلئاً خلال الاحتفال بافتتاحه يوم 9 أيلول/سبتمبر الجاري.
ويشير الخبير إلى أن الأضرار التي لحقت بالسودانيين دليل قاطع إلى صحة التحذيرات التي أطلقها خبراء وسياسيون سودانيون ومصريون، من أن الإدارة المنفردة للسد ستلحق الضرر بدولتي المصب.
ويقول شراقي: "نحن نستشف المعلومات، أو تأتينا بعد وقوع الضرر، لأن إثيوبيا لا تمدنا بالمعلومات، ولا تنسق معنا، وهذا أمر له عواقب كارثية، وما يحدث الآن مثال عليها".
وطرحت المياه المنهمرة بكميات هائلة وغير معهودة في هذا الوقت من العام تساؤلات بشأن أسبابها، وحجم الأضرار التي ستخلّفها في السودان، ومدى قدرة السد العالي (جنوبي مصر) على تحمّلها والتعامل معها.
فيضان صناعي
ويقول الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، لـ"النهار": "هذه الفيضانات ليست طبيعية، إنها صناعية وناتجة من فتح بوابات سد النهضة، لأن توربينات توليد الكهرباء به لا تعمل، ومن ثم لا يتم تصريف المياه".
ويضيف شراقي: "لقد تراكمت كميات ضخمة من مياه النيل الأزرق خلف السد الإثيوبي، فاضطرت أديس أبابا في نهاية المطاف إلى تصريفها، من دون التنسيق مع دولتي المصب (السودان ومصر)، ما أسفر عن أضرار كبيرة للسودانيين".
وتستغرق رحلة مياه النهر، بداية من الحدود السودانية–الإثيوبية وصولاً إلى خزان السد العالي في مصر، قرابة 15 يوماً.
ومنذ يوم السبت، فتحت إثيوبيا بوابات المفيض، فتدفقت كميات هائلة من المياه إلى النهر، لم تكن الخرطوم تتوقعها. وبلغت تلك الكميات قرابة 750 مليون متر مكعب يومياً، وهو ما يناهز ضعف الكمية المعتادة، لذا عجزت السدود السودانية، خصوصاً "الروصيرص"، عن استيعابها، فارتفعت مناسيب المياه في النهر، وانهمرت على الأراضي المشاطئة للنيل، وكانت الأراضي والقرى المنخفضة الأكثر تضرراً".
سوء الإدارة
وخاضت القاهرة والخرطوم مفاوضات مضنية مع الحكومة الإثيوبية التي شرعت في بناء السد عام 2011 مع انشغال مصر بالتظاهرات الجارفة التي اجتاحت الشوارع في 25 كانون الثاني/يناير للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس الراحل محمد حسني مبارك.
ومرّت سنوات التفاوض الشاق من دون جدوى، بسبب تعنّت أديس أبابا، ورفضها توقيع اتفاق ملزم يضمن حقوق الدول الثلاث، وينظم عملية إدارة وتشغيل السد بالتنسيق بينها.
ولطالما تخوّفت القاهرة والخرطوم من تأثير السد على حقوقهما التاريخية في مياه النيل، إلا أنهما كان لديهما مخاوف معلنة بشأن سوء إدارة السد وانفراد إثيوبيا به، ما قد يسبب أضراراً لهما، وهو ما بدأ يتجلى مع أول مرة تصرّف فيها أديس أبابا كميات من المياه المخزنة فجأة ومن دون تنسيق.
وقال وزير الموارد المائية المصري الأسبق محمد نصر علام: "تشغيل السد من دون التنسيق مع دولتي المصب، قد يسبب أضراراً وخيمة".
وأضاف في منشور على "فايسبوك": "مثال ذلك ما يحدث في الوقت الراهن من ملء إثيوبيا للسد بالكامل مع عدم تشغيل معظم التوربينات، فاضطرت لتشغيل مفيض الطوارئ وصرف كميات ضخمة من المياه أضرّت بالسودان وتمثّل تهديداً لشعبها ولسدودها".
استمرار الفيضان
وتوقع شراقي أن يستمر تفريغ كميات كبيرة من المياه لمدة يومين أو ثلاثة تالية، ثم تعود لتنخفض إلى نحو 300 مليون متر مكعب بعد أن تفرغ أديس أبابا قرابة 4 مليارات متر مكعب تم تخزينها خلف السد لأغراض سياسية بحتة، وهي أن يبدو السد ممتلئاً خلال الاحتفال بافتتاحه يوم 9 أيلول/سبتمبر الجاري.
ويشير الخبير إلى أن الأضرار التي لحقت بالسودانيين دليل قاطع إلى صحة التحذيرات التي أطلقها خبراء وسياسيون سودانيون ومصريون، من أن الإدارة المنفردة للسد ستلحق الضرر بدولتي المصب.
ويقول شراقي: "نحن نستشف المعلومات، أو تأتينا بعد وقوع الضرر، لأن إثيوبيا لا تمدنا بالمعلومات، ولا تنسق معنا، وهذا أمر له عواقب كارثية، وما يحدث الآن مثال عليها".
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
المشرق-العربي
10/13/2025 1:59:00 AM
حكومة بنيامين نتنياهو تجري مشاورات هاتفية عاجلة بشأن تعديلات على قوائم الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم في إطار خطة ترامب.
المشرق-العربي
10/14/2025 6:00:00 AM
لماذا استغرق التوصّل إلى اتفاق كل هذا الوقت فيما أُهدرت فرص سابقة وهل كان من الممكن إبرام صفقة في وقت أبكر عندما كان عدد أكبر من الرهائن على قيد الحياة، وقبل مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين؟
النهار تتحقق
10/15/2025 10:36:00 AM
"الرهائن الإسرائيليون بالبيجامات الكاستور المصرية". ضجة في وسائل التواصل بسبب مشاهد تقصّت "النّهار" صحّتها.
لبنان
10/15/2025 7:13:00 AM
التفجير استهدف مجدداً حي المساير الذي تعرض سابقاً لأكثر من عملية مماثلة