في خيمة بغزة… أطفال يهربون من الحرب إلى عالم افتراضي يمنحهم لحظة شفاء

المشرق-العربي 02-12-2025 | 10:12

في خيمة بغزة… أطفال يهربون من الحرب إلى عالم افتراضي يمنحهم لحظة شفاء

في خيمة وسط غزة، يستخدم أطفال مصابون بالحرب تقنيات الواقع الافتراضي للعلاج النفسي والهرب من أهوال الدمار.
في خيمة بغزة… أطفال يهربون من الحرب إلى عالم افتراضي يمنحهم لحظة شفاء
عالم افتراضي (أ ف ب)
Smaller Bigger

داخل خيمة بيضاء نصبت على أرضية رملية في الزوايدة في وسط غزة، تتصاعد أصوات بحماس بينما يتجول خمسة أطفال في عالم افتراضي، بفضل خوذ يضعونها على عيونهم، في إطار برنامج علاجي يهدف الى أخذهم بعيدا عن أهوال الحرب المدمّرة في القطاع الفلسطيني.

 

يجلس أحد الأطفال على كرسي متحرك فيما يجلس الآخرون على كراس بلاستيكية، ويحرّكون رؤوسهم لاستكشاف عالم جديد كامن داخل الخوذ ويعبرون خلاله إلى حدائق خضراء وشواطئ هادئة ومدن آمنة.

 

 

 

ويهدف  العلاج بالواقع الافتراضي، وفق ما يقول القيمون على برنامج "تيك ميد غزة" Techmed Gaza، إلى تحسين الصحة النفسية للأطفال، مشيرين الى إنه يمكن أن يحقّق نتائج أسرع مقارنة بجلسات العلاج التقليدي.

 

ويمدّ طفل يديه كأنه يطرد ذبابة. ويبتسم آخر ويضع يده أمام وجهه وكأنه يريد أن يلمس منظرا طبيعيا محيطا به.

أطفال غزة (أ ف ب)
أطفال غزة (أ ف ب)

 

 

ويقول ثالث إن كلبا يركض نحوه بسرعة كبيرة، ويشير إليه قائلا "تعال! تعال!"، ثم يقول طفل لآخر "أنت في المنطقة نفسها التي أنا فيها".

ويسأل المشرف على البرنامج الطفل على الكرسي المتحرك إن كان يرى أي طيور، فيردّ بينما يجول بنظره من حوله "نعم، أرى طيورا".

ويضع أحد المشرفين برفق خوذة زرقاء على رأس صلاح أبو ركب (15 عاما) الذي أصيب بجروح في الرأس أثناء الحرب التي توقفت نسبيا بعد سنتين إثر وقف لإطلاق النار بدأ قبل أكثر من شهر.

ويقول الفتى لوكالة فرانس برس "نشعر بالراحة فيها، نستمتع بها، ومن خلالها ندخل إلى حديقة، وندخل إلى أماكن بها حيوانات وتجارب مشابهة".

وعند سؤاله عما يراه، يجيب "إنها كلها أشجار. لا شيء سوى أشجار وعشب وزهور".

ويقول المشرف على الصحة النفسية عبد الله أبو شمالة "الجبل جميل جدا. يمكنكم رؤية كل شيء في العالم".

نتائج إيجابية

 

ويوضح أبو شمالة أن الخوذ لا تهدف فقط إلى الهروب من الواقع. "من خلال البرمجة. نستطيع تصميم ألعاب ذات أهداف علاجية، وقائية، وتنموية تساعد الطفل على التأهيل أو تمكينه من التعامل مع حياته بشكل أفضل".

ويضيف "أثبتت هذه التقنية نجاعتها على مدار عام كامل من العمل مع العديد من الأطفال، بما في ذلك الأطفال المبتورو الأطراف نتيجة الحرب، والأطفال المصابون، ومن تعرضوا لأحداث صادمة جدا".

وتقول مديرة عمليات الإغاثة الإنسانية في منظمة الصحة العالمية تيريزا زكريا إن الإصابات الناتجة عن الحرب لها آثار نفسية، وإن الناجين يكافحون للتغلّب على الصدمة النفسية والفقدان والعيش اليومي في ظروف صعبة.

وتظل خدمات الدعم النفسي والاجتماعي شحيحة في غزة حيث مشاهد الدمار في كل مكان نتيجة الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، وحيث أعلنت الأمم المتحدة المجاعة قبل أشهر من وقف النار، وحيث أغلقت المدارس لسنتين وقتل عشرات الآلاف ونزح تقريبا كل سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليونين.

ويقول المتحدث  باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة(يونيسف) جوناثان كريكس لفرانس برس "حوالي مليون طفل، أي جميع الأطفال في قطاع غزة، بحاجة إلى دعم نفسي واجتماعي بعد عامين من حرب مروّعة".

وتعتمد جلسات الواقع الافتراضي على برامج مصممة خصيصا للأطفال المتأثرين بالصدمات، مع مراعاة حالتهم الجسدية والنفسية، ومساعدتهم على إعادة بناء تصورات إيجابية عن العالم.


ويقول أبو شمالة إن الأطفال في هذا البرنامج "لدى دمجهم مع هذه التقنية أبدوا استجابة قوية جدا ونتائج إيجابية للغاية".

ويضيف "سرعة العلاج والشفاء والوصول إلى الاستقرار باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي كانت أسرع من الجلسات العادية. في الجلسات العادية بدون الواقع الافتراضي، عادة نحتاج إلى حوالى 10 إلى 12 جلسة، بينما مع الواقع الافتراضي يمكن تحقيق النتائج في خمس إلى سبع جلسات فقط".

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

الخليج العربي 12/1/2025 12:53:00 PM
السعودية وروسيا توقعان اتفاقية إعفاء متبادل من التأشيرات لحملة جميع الجوازات
المشرق-العربي 11/30/2025 12:47:00 PM
وزارة النقل العراقية تحسم الجدل: لا وجود لطائرة مركونة في صحراء الوركاء، والصورة المتداولة لطائرة عابرة رصدها القمر الصناعي للحظة واحدة فقط.
المشرق-العربي 12/1/2025 11:51:00 AM
قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، رافي ميلو، يتفقد مواقع عسكرية على امتداد الحدود مع سوريا ولبنان، للاطلاع على تدريبات القوات وإجراء تقييمات ميدانية للجهوزية.
كتاب النهار 12/1/2025 9:21:00 AM
زيارة البابا يفترض أن تكون مناسبة للمصالحة، وكان ممكناً تخطي البروتوكول فيها، إذ يحق لصاحب الدعوة، كما للشاعر، ما لا يحقّ لغيره.