المفاوضات بشأن غزّة على نار حامية... أسماء لأسرى فلسطينيّين على لائحة الإفراج؟!

أعلنت متحدّثة باسم الحكومة الإسرائيلية، اليوم الأحد، أن المفاوضين الإسرائيليين سيتوجّهون إلى مصر الليلة ومن المتوقّع أن تبدأ مفاوضات إطلاق سراح الأسرى غداً الإثنين.
وقالت: "لا وقف لإطلاق النار في غزة، وهناك توقف موقت لبعض القصف، والجيش يمكنه مواصلة العمليات لأغراض دفاعية".
ومن المتوقّع أيضاً أن يغادر وفد رفيع من "حماس" إلى القاهرة، حيث ستُعقد لقاءات مع فريق التفاوض الذي يضم ممثلين من قطر ومصر والولايات المتحدة، لمناقشة آلية الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.
عن الأسرى الفلسطينيين...
في خضم هذه التطوّرات، كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن من بين أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين ستُطرح أسماؤهم من ذوي الأحكام المؤبّدة، منهم من قاد العمليات الاستشهادية في الـ99، ومنهم من قاد العمليات في الانتفاضة الثانية، ومنهم:
- الأسير مروان البرغوثي: قائد التنظيم، الذراع العسكرية لحركة "فتح"، محكوم بـ5 مؤبّدات و40 عاماً.
- الأسير حسن سلامة: من قيادات الجهاز العسكري لحركة "حماس"، قاد العمليات الاستشهادية التي نفّذتها "حماس" بعد اغتيال يحيى عياش، محكوم بـ46 مؤبّداً.
-الأسير عبد الله البرغوثي: مهندس حركة "حماس"، مخطّط العمليات في مطعم سبارو ومقهى ممونتو، محكوم بـ67 مؤبداً.
-الأسير عباس السيد: مسؤول الذراع العسكرية لـ"حماس" في طولكرم، يقف خلف العملية في فندق البارك، محكوم بـ35 مؤبداً.
-الأسير إبراهيم حامد: مسؤول "كتائب القسّام" في الضفة الغربية، مسؤول عن العملية في مقهى ممنتو والنادي الليلي شفيلد، وفي الجامعة العبرية، محكوم 54 مؤبّداً.
-الأسير أحمد سعدات: الأمين العام للجبهة الشعبية، يقف خلف عملية اغتيال الوزير رحبعام زئيفي، محكوم بالسجن 30 عاماً.
إصرار على مروان البرغوثي؟
تطرّق صحيفة "عيناڤ حلبي" إلى قضية الأسرى وأبرزهم مروان البرغوثي.
وقالت: "مقابل الأسرى الأحياء والجثامين، تطالب حماس بالإفراج عن 250 أسيراً فلسطينياً في السجون الإسرائيلية، من بينهم القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي، الذي قضى في السجن أكثر من 23 عاماً، ويُصنّف في المرتبة الستين ضمن قائمة أقدم الأسرى. مسؤول فلسطيني كبير انتقد ما وصفه بالإصرار على عدم الإفراج عن البرغوثي ضمن أي صفقة، وقال لموقع "ynet " إنّ "البرغوثي يجسّد النموذج الفلسطيني الخالص، ولا علاقة له بصراعات الحكم داخل إسرائيل. لا أفهم سبب الإصرار على إبقائه في السجن، لكن هذه المرة حماس تصرّ عليه. هذه هي الفرصة الأخيرة لإطلاق سراحه".
وتابعت المقالة: "أضاف المصدر الفلسطيني أنّ الزيارة العبثية التي قام بها الوزير إيتمار بن غفير للسجن وصوره بجانب البرغوثي كانت محاولة صريحة لاستغلال شخصيته لأغراض دعائية في الانتخابات الإسرائيلية. وبحسب قوله، فإن البرغوثي هو الوحيد القادر على توحيد المجتمع الفلسطيني وقيادته نحو استقرار سياسي، بعدما فقد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس شعبيته. إصرار أحزاب اليمين على إبقائه في السجن يعكس غياب خطة حقيقية في إسرائيل، إذ تنحصر كل سياستها في التعامل مع الفلسطينيين بدلاً من التركيز على حياة المواطنين الإسرائيليين"، على حدّ تعبيره.
في إطار التحضيرات للتفاوض، أعدّت "حماس" قوائم بأسماء الأسرى الذين سيُطرحون للإفراج، فيما تعمل فرق التفاوض الإسرائيلية على رسم خطوط التصعيد والانسحاب، التي لا تزال تشكّل نقطة خلاف بين الجانبين. وكما ذُكر، ستركّز المرحلة الأولى من المحادثات على إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، بينما سيُؤجَّل النقاش بشأن أسماء الأسرى الفلسطينيين وخطوط انسحاب الجيش إلى المرحلة التالية. ومع ذلك، يقول مسؤولون في "حماس" إنّ "التفاصيل واضحة نسبياً، ولا نية للانجرار إلى مفاوضات طويلة. إسرائيل ستفهم الجوانب التقنية".
من المتوقع أن تكون المفاوضات بشأن اتجاهات التباحث متوتّرة، لكن الطرفين يدركان أن الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين سيشكّل نقطة انطلاق أساسية للتفاهمات اللاحقة. وقال مصدر فلسطيني مطلع على تفاصيل التفاوض للموقع: "في المرحلة الأولى كانت هناك بعض الشكوك بشأن الإفراج عن خمسين أسيراً طلبتهم حماس، أي أنّهم لم يكونوا جميعاً ضمن الاتفاق الأولي".
ووفقاً للمصدر، في المرحلة النهائية من الصفقة يجب أن تضم قوائم الإفراج جميع الأسماء التي تطلبها حماس، ما يثير تساؤلات بشأن ما إذا كانت إسرائيل ستوافق على ذلك، لافتاً أيضاً إلى أنّ بعض الأسماء ستكون صعبة الموافقة من جانب إسرائيل، لكن الصورة ستتضح فقط عندما يُنجز الجزء الأخير من المفاوضات.
في السلطة الفلسطينية، شدّدوا على أنّ قوائم الأسرى المطلوب الإفراج عنهم لا تتضمّن سوى عدد قليل جداً من الشخصيات السياسية ذات التأثير، ومعظمهم سيعودون إلى بيوتهم ولن ينخرطوا في العمل السياسي. ومن بين هؤلاء الأسرى أحمد سعدات، الذي يُعد يسارياً–ماركسياً ومعارضاً لسياسات السلطة الفلسطينية، ويُعتبر شخصية بارزة لكن ذات تأثير محدود. أما باقي السياسيين فليسوا منافسين فعليين على مستقبل السلطة الفلسطينية، ومعظمهم لا يُعتبرون تهديداً حقيقياً لحكمها.