عشرات الضحايا وعمليات نسف المباني تتواصل... كاتس: من يبقى في مدينة غزة سيُعتبر إرهابياً

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الأربعاء أنّ "الجيش سيحكم الطوق الأمني حول مدينة غزة، موجهاً "تحذيراً أخيراً" إلى سكانها لمغادرتها نحو الجنوب.
وأضاف يسرائيل كاتس في بيان نُشر عبر وسائل إعلام إسرائيلية: "هذه هي الفرصة الأخيرة لسكان غزة الراغبين في ذلك للتحرك جنوباً وترك عناصر حماس معزولين داخل مدينة غزة" مضيفاً: "من يبقى في غزة سيُعتبر من الإرهابيين وداعمي الإرهاب".
وهزّ القصف الإسرائيلي المكثّف مدينة غزة الأربعاء، في وقت تواصل حركة حماس دراسة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء عامين من الحرب في القطاع الفلسطيني، في حين تواصل نسف المباني السكنية اليوم في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة.
ويأتي هذا غداة منح ترامب الحركة الفلسطينية مهلة "ثلاثة أو أربعة أيام" لقبول خطته التي حظيت بدعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متوعّداً الحركة بمصير قاتم في حال الرفض.
وتنصّ خطة ترامب التي كشف عنها الاثنين على وقف فوري للحرب في قطاع غزة فور موافقة طرفي الحرب على الخطة، على أن يلي ذلك الإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في قطاع غزة وعن مئات المعتقلين الفلسطينيين لدى إسرائيل.
وتتألف من عشرين بنداً منها أيضاً نزع سلاح حركة حماس وخروج مقاتليها من القطاع الى دول أخرى، وإدارة غزة من لجنة فلسطينية من التكنوقراط والخبراء الدوليين، بإشراف مجلس يترأسه ترامب نفسه ومن أعضائه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
وذكر مصدر قريب من حماس أن الحركة تسعى لتعديل بعض بنود الخطة، وبينها بند نزع السلاح ومغادرة مقاتليها القطاع.
وقال مسؤول فلسطيني قريب من حماس لوكالة فرانس برس إن الحركة "تريد تعديل بعض بنود خطة ترامب مثل نزع السلاح وإبعاد كوادر من حماس والفصائل".
وأشار إلى أنّ "المشاورات مكثّفة على مدار الساعة داخل قيادة الحركة في فلسطين والخارج، ومع الوسطاء"، موضحاً أنّ أربعة لقاءات عقدت الاثنين في الدوحة مع الوسطاء القطريين والمصريين "في حضور مسؤولين أتراك".
وذكر أنّ حماس "أبلغت الوسطاء بضرورة توفير ضمانات دولية للانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة ولعدم خرق إسرائيل وقف إطلاق النار".
وتنسحب إسرائيل تدريجياً من القطاع، بموجب الخطة، إلّا أنها تحتفظ "بحزام أمني".
وأفاد مصدر ثان مطلع قريب من المفاوضات في الدوحة فرانس برس عن وجود "رأيين في حماس: الأول يؤيد الموافقة غير المشروطة على الخطة، ووقف إطلاق النار على أن يتولى الوسطاء ضمان تنفيذ إسرائيل للخطة" والطرف الثاني "لديه تحفظات كبيرة على بنود مهمة منها رفض عملية نزع السلاح وإبعاد أي مواطن الى الخارج".
ورحّبت دول عدّة عربية وإسلامية وغربية بخطة ترامب.
- قصف وقتلى -
وأكّد الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس سقوط "46 شهيدا على الأقل منذ الفجر في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة".
ومن بين القتلى، 36 سقطوا في عدة غارات جوية على مدينة غزة، بحسب بيانات للدفاع المدني والإسعاف والطوارئ.
وأكد الدفاع المدني مقتل 7 فلسطينين في غارة جوية على شارع الثلاثيني جنوب شرق مدينة غزة، و6 آخرين في غارة على منزل بحي الدرج الذي قتل فيه شخصان آخران في غارة منفصلة.
وأشار إلى انتشال 8 قتلى إثر قصف جوي استهدف مدرسة بحي الزيتون، لافتا إلى مقتل 7 آخرين على الأقل في عدة غارات جوية غرب مدينة غزة.
وفي وسط قطاع غزة، أعلن مستشفى شهداء الاقصى بدير البلح في بيان أنه استقبل "6 شهداء بقصف من مسيرة إسرائيلية على مجموعة مواطنين في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة".
كما أعلن مستشفى العودة في مخيم النصيرات في بيان سقوط "شهيدين و6 إصابات جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي" منزلًا في منطقة مسجد القسام في مخيم النصيرات وسط القطاع.
وجنوب القطاع، أعلن مجمع ناصر الطبي أنه استقبل "شهيدين من طالبي المساعدات بنيران الاحتلال جنوب غرب مدينة خان يونس".
- "وقف إطلاق النار بأي ثمن" -
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء أنه سيغلق شارع الرشيد، وهو آخر ممرّ متاح لسكان جنوب غزة للوصول إلى الشمال.
وكتب المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي على منصة "إكس"، "سيتمّ اغلاق شارع الرشيد أمام الحركة من منطقة جنوب القطاع في تمام الساعة 12,00 (09,00 ت غ). الانتقال جنوبا سيسمح لمن لم يتمكن من إخلاء مدينة غزة. في هذه المرحلة، يسمح جيش الدفاع الانتقال جنوبا بشكل حرّ ودون تفتيش".
وقال فضل الجدبة (26 عاماً) الذي يقيم في خيمة في منطقة السرايا بحي الرمال في غرب مدينة غزة، إنه لن يغادر المدينة حتى لو أغلق الجيش طريق الكورنيش (شارع الرشيد)"، على الرغم من أن "الدبابات تسيطر على حي تل الهوى، ولا أستبعد أن تتوغّل في حي الرمال".
وتابع الجدبة "لكن ماذا سيفعلون؟ هل سيقتلون مئات الآلاف من الناس؟... نريد وقف إطلاق النار بأي ثمن، لأننا محبطون ومتعبون، ولا نجد أحدا في العالم يقف معنا".
وتلحظ خطة ترامب استبعاد حركة حماس من أي دور في مرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة، على أن يتم العفو عن عناصرها الذين يوافقون على "التعايش السلمي".
وبدأت الحرب إثر هجوم غير مسبوق لحماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 تسبّب بمقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لفرانس برس استناداً لأرقام رسمية إسرائيلية.
وقتل في الحملة العسكرية الإسرائيلية العنيفة المتواصلة على قطاع غزة ردّاً على الهجوم، 66097 شخصاً غالبيتهم من المدنيين، بحسب أرقام وزارة الصحة في حكومة حماس التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقاً بها.
كما تنص خطة ترامب على تشكيل "قوة استقرار دولية موقتة" ونشرها في قطاع غزة.