ملفّ الضفة الغربية على نار حامية... بين الاعتراف بدولة فلسطين وردّ إسرائيل
قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، تتّجه الأنظار إلى الدول التي أعلنت عزمها الاعتراف بدولة فلسطين فيما تدرس إسرائيل خطواتها مع استمرار الحرب في غزة والمناشدات الدولية لإيقافها.
ماذا يحصل في إسرائيل؟
في الداخل الإسرائيلي، أثارت وثيقة لجهاز "الشاباك" تحذّر المستوى السياسي من فتح جبهة جديدة في الضفة الغربية، مشيرة إلى أنّه "يجب منع انهيار السلطة الفلسطينية"، وفق ما نقلت القناة 12 الإسرائيلية".
وقال الجهاز: "بدأت تظهر علامات تفكّك للسلطة الفلسطينية، والوضع الاقتصادي صعب، ونِسَب البطالة تتزايد، وعناصر الأجهزة الأمنية لا يتقاضون رواتب أو يتلقون رواتب زهيدة جداً. هذه المعطيات قد تؤدّي إلى فوضى واشتعال".
وقد أوصى الجهاز المستوى السياسي بالنظر في إعادة الأموال التي حُجبت عن السلطة الفلسطينية.

"محو الدولة اليهودية"
في الأثناء، عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو جلسة نقاش بشأن الضفة في مكتبه بالقدس، بحضور منسّق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق غسان عليان ليعرض على الوزراء إحاطة بشأن وضع السلطة الفلسطينية وإمكانية التصعيد في الضفة الغربية. واستُدعي قائد قيادة المنطقة الوسطى اللواء آفي بلوت إلى الاجتماع، بحسب القناة 13.
ورأى نتنياهو في كلمة له أن "السلطة الفلسطينية تريد محو الدولة اليهودية، وهي تؤمن بهدف حماس نفسه ولكن بطرق أخرى وتتحرّك بخلاف التفاهمات والاتفاقيات".
ولفت إلى أن "الجمهور الإسرائيلي لا يؤيّد إقامة دولة فلسطينية بسبب أحداث 7 أكتوبر".
وختم: "لن أكشف ما سنقوم به بالضبط ضد السلطة الفلسطينية".
في السياق، كشفت القناة 13 الإسرائيلية عن أن من بين الخيارات التي ناقشها نتنياهو تطبيق سيادة جزئية على الضفة الغربية وفرض عقوبات إضافية على السلطة الفلسطينية واستمرار الوقف الكامل لتحويل أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية، ولكن ليس بالحجم الذي سيؤدي لسقوط السلطة، وهذا ما لا تريده الإدارة الأميركية".
وأضافت القناة: "الحكومة الإسرائيلية تأخذ بعين الاعتبار انعكاسات عملية الضم على الاتصالات مع السعودية، وعلى اتفاقيات أبرهام، إذ حذّرت الإمارات من عملية الضم، وإنها خط أحمر، وستؤثر على روح اتفاقيات أبرهام".
موقف أميركي... تحذيري
بدوره، اعتبر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن "الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيؤدّي إلى ردّ فعل من إسرائيل ويصعّب التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار".
وقال، من كيتو حيث التقى بنظيره الإكوادوري والرئيس دانيال نوبوا: "أخبرنا الدول الراغبة في الاعتراف بالدولة الفلسطينية أن ذلك سيخلق مشاكل كبيرة وقد يؤدي إلى إثارة خطط الضم".
ولفت إلى أن "خطط الضم ليست نهائية وتناقش في إسرائيل وكان ذلك متوقّعاً".
وتابع: "علينا التركيز الآن على كيفية إنهاء الحرب في غزة والقضاء على حماس. إن الحرب قد تنتهي غداً إذا استسلمت حماس وأطلقت سراح الأسرى".
وختم: "قدّمنا كثيراً من المساعدات ولا نحب المعاناة في غزة، ومستعدّون لتقديم المزيد بعد انتهاء الحرب".
زيارة ماكرون
في التداعيات، أبلغ وزير الخارجية الإسرائيلي نظيره الفرنسي بأن الدولة العبرية ترفض زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لها ما لم يتراجع عن نيّته الاعتراف بدولة فلسطين.
وأورد بيان للخارجية الاسرائيلية أن جدعون ساعر وجان نويل بارو أجريا اتصالاً هاتفياً دعا فيه ساعر "نظيره الفرنسي إلى إعادة النظر" في مبادرة باريس الهادفة إلى الاعتراف بدولة فلسطين.
وأضاف البيان "ما دامت فرنسا تواصل مبادرتها وجهودها التي تتنافى ومصالح إسرائيل، فإن هذه الزيارة (ماكرون لإسرائيل) لا مجال للقيام بها".
ونقلت شبكة "كان" الإسرائيلية العامة عن النائب الفرنسي السابق ماير حبيب الأربعاء أن نتنياهو رفض طلباً من ماكرون للقيام بزيارة لإسرائيل.
وفي اتصاله مع بارو، اعتبر ساعر أن المبادرة الفرنسية "تهدّد الاستقرار في الشرق الأوسط وتضرّ بالمصالح القومية والأمنية لإسرائيل".
نبض