انتشرت على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في مصر (فايسبوك) صور لأشخاص موقوفين، بمزاعم انها تعود لـ"توقيف السلطات المصرية أخيراً شبكة للاتجار بالأعضاء البشرية في محافظة الغربية، وتحرير 75 طفلا كانت خطفتهم". الا أن هذا الخبر غير صحيح، والصور المتداولة لها سياق مختلف. FactCheck# 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

تظهر الصور أشخاصاً وقفوا جنبا الى جنب، بينما أُخفيت وجوههم. وقد أرفقت بخبر  جاء فيه (من دون تدخل): "بالأسماء، القبض على شبكة للاتجار بالأعضاء البشرية وفروعها بالغربية، وبحوزتها 75 طفلا. وتم ضبطها في شقة، ومعها أدوات جراحة حادة. وبعد التحريات عنها، علمنا بمشاركة نساء من محافظة الغربية، بخاصة مدينة المحلة الكبرى، اذ كان يتم بواسطتهن خطف الأطفال وتسليمهم إلى الشبكة. وتم القبض على أفرادها، ومعهم شبكات للاتجار بالأعضاء ضمّت 40 طبيباً واطباء متخصصين بالجراحة والتخدير. وتمت اعادة 75طفلا، وجاري عرض المتهمين على النائب العام. وبعد انتهاء التحريات، سيتم البحث عن أهالي الأطفال لارجاعهم اليهم، وستتم إحالة 41 طبيبا بتهمة تكوين شبكة للاتجار بالأعضاء...".

وحظيت الصور والخبر بانتشار كبير في وسائل التواصل الاجتماعي، وحصدت تفاعلا واسعا بين المستخدمين.

المنشور الخاطئ المتناقل (فايسبوك)

حقيقة الخبر 

ولكن البحث قاد إلى أن هذا الخبر غير صحيح، فضلا عن أن الصور المرفقة به لها سياق مختلف تماماً. 

1- بالنسبة إلى الخبر، لم تنشر الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية على موقع فايسبوك، وبالتالي أي منصة إخبارية مصرية، أي معلومات أخيراً عن القبض على عصابة للاتجار بالأعضاء البشرية.

وكان آخر خبر نشرته الوزارة على صفحتها الرسمية في الفايسبوك، بخصوص ضبط تشكيل عصابي لتجارة الأعضاء البشرية، في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2021.

وقال الخبر يومذاك إن معلومات الإدارة العامة لمكافحة جرائم الأموال العامة وتحرياتها، بالتنسيق مع الإدارة العامة لمكافحة جرائم الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر بقطاع مكافحة جرائم الأموال العامة والجريمة المنظمة، كشفت عن قيام 10 أشخاص، بينهم 3 أطباء وموظفة في أحد معاهد الكلى، وموظف معمل خاص وممرض بمستشفى خاص، بتكوين تشكيل عصابي في ما بينهم تخصص بتجارة الأعضاء البشرية "زراعة الكلى" خارج الإطار القانوني.

وأشار الخبر إلى أن هذا التشكيل استقطب الراغبين من خلال إعلانات تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي لإقناعهم بالموافقة على نقل إحدى الكُليتين منهم إلى بعض المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي ويحتاجون إلى عمليات زراعة كُلى مقابل مبالغ مالية.

كذلك، قام أفراد التشكيل العصابي بتزوير التحاليل الطبية والأشعة للمتبرعين الذين لديهم موانع طبية تحول دون إجرائهم عمليات التبرع للكُلى، كي يتمكنوا من تقديمها إلى الجهات المعنية للحصول على موافقة زراعة الأعضاء واجراء عمليات زرع الكُلى من دون مساءلة قانونية. 

2- المفارقة أن الخبر السابق الذي نشرته وزارة الداخلية المصرية تضمّن صورة التشكيل العصابي، التي تم تداولها أخيراً مع الخبر الزائف. 

وفي ما يتعلق بالصورة الثانية، فقد نشرها الموقع الرسمي لجريدة "البيان" الإماراتية، بتاريخ 28 تموز/يوليو 2015، بعنوان: شرطة دبي تلقي القبض على عصابة صينية لسرقة المساكن.

أما الصورة الثالثة، فنشرتها منصات إخبارية مصرية في 20 أيار/مايو 2020 بعنوان: عصابة قناع محمد صلاح: لم نقصد أي شيء من الماسك... لكن قناع صلاح لا يثير الشك.

وجاء في تفاصيل الخبر أن نيابة مدينة نصر أمرت بحبس اربعة أشخاص لاتهامهم بتكوين تشكيل عصابي تخصص بسرقة المحلات التجارية بمدينة نصر.

واعترف المتهمون بأنها لم تكن المرة الأولى، وأنهم ارتكبوا جريمة سرقة المحال التجارية بطريقة قص الأقفال أكثر من مرة. ونفوا تعمدهم ارتداء قناع محمد صلاح، لاعب المنتخب الوطني والمحترف بنادي ليفربول الإنكليزي. وأشاروا إلى أن "أقنعة محمد صلاح منتشرة في المحال التجارية، ولا تثير الخوف والشك لدى الناس مثل الأقنعة الأخرى، اذ يعتقد البعض أنها نوع من الاحتفال بالنجم العالمي والاقتداء به، أو الدعابة، وربما هذا ما دفعنا لشراء هذه الأقنعة من دون ترتيب مسبق".

الخلاصة: الخبر المتداول عن ضبط عصابة لتجارة الأعضاء البشرية في مصر أخيراً مفبرك. والصور المرفقة به قديمة، ولها سياق مختلف.