
تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً يدعي أنَّ مجلس محافظة بغداد قرر فرض "العباءة الزينبية" كزيّ رسمي للنساء في العاصمة العراقية بغداد، وأنَّ السلطة المحلية تريد تغيير صبغة المحافظة. إلا أنَّ هذا الخبر خاطئ، وما أصدره المجلس هو قرار يقرّ بقانونية ارتداء العباءة الزينبية في قاعات الامتحان. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
في الادّعاءات المتداولة، ردود فعل على قرار لمجلس محافظة بغداد تفيد بأنَّ قرارا يفرض على جميع النساء في بغداد ارتداء العباءة الزينبية". ومما جاء فيها (من دون تدخّل): "يابه (العباءة الزينبية) صارت الزي الرسمي ببغداد... لأن مجلس محافظة بغداد والدوثراك اللي بي قرروا يصبغون المدينة سودة، ويمشّون عقلياتهم على عاصمة العراق التاريخية".
وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
1- لم يتضمّن قرار مجلس محافظة بغداد فرض ارتداء العباءة الزينبية على النساء العراقيات، بغض النظر عن توجههن الديني، بل جاء في سياق معالجة مشكلة عدم السماح للطالبات اللواتي يرتدين العباءة الزينبية، بدخول قاعات الامتحان في الجامعات والمدارس، اذ سيسمح هذا القرار بارتدائها من دون تعرّض المرأة للمحاسبة القانونية أو العقوبة.
2- أعلنت القرار عضو مجلس محافظة بغداد رئيسة لجنة البيئة فيه، هدى جليل العبودة، التي قالت في منشور في الفايسبوك إنَّ مجلس محافظة بغداد "قرر اعتماد العباءة الزينبية زياً رسميا في بغداد، لتعزيز الاحترام والوقار والحشمة، لا سيما داخل القاعات الامتحانية، وبعد تقديمنا طلبا للتصويت على اعتماد العباءة الزينبية كلباس رسمي معتمد ومقدر".
وتم تفسير كلام العبودة بشكل خاطئ في وسائل إعلام وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، الامر الذي دفعها الى نشر توضيح بشأن القرار جاء فيه: "قرار اعتماد العباءة الزينبية ضمن الزي الرسمي في بغداد لا يؤثر على السافرات والديانات الأخرى. هذا القرار يخص النساء اللواتي يرتدين العباءة الزينبية. وبه ستعتبر المرأة ملتزمة الزي الرسمي الخاص بها، ضمن هويتها وثقافتها الإسلامية".
وأضافت أنّه بحسب القرار، "يحق مثلا للطالبة أن ترتدي العباءة الزينبية في قاعات الامتحان، أو لا تُعاقب بعقوبة إدارية إذا كانت موظفة في دوائر ومؤسسات الدولة. لذا اقتضى التنويه".
بعد قرار مجلس محافظة بغداد، نشرت بعض الناشطات وصانعات المحتوى توضيحات تساند سردية القرار، وأشرن إلى أنه لا يؤثر على اللواتي يرتدين التنورة أو غيرها أو من الطوائف والأديان غير الإسلامية، وأنّه ليس فرضاً، بل اعتماداً كباقي الأزياء الرسمية في البلاد، وأنّه يخص "الفتاة المحتشمة"، التي ترتدي العباءة في الدوام الجامعي ومؤسسات الدولة. وبهذا القرار، لن تعتبر عباءتها مخالفة للزي المعمول به في المؤسسة.
وعلّقت إحدى الفتيات اللواتي يرتدين العباءة إنَّ "السافرة ستبقى سافرة، وأي شخص يجبرها على لبس زي لا تريده تشتكي عليه وسأقف معها بنفسي".
ويأتي هذا القرار بالتزامن مع ادّعاءات سابقة بشأن منع إحدى الجامعات العراقية الأهلية مجموعة من الطالبات اللواتي يرتدين العباءات، من أداء الامتحانات قبل خلعها. وإثر ذلك، أصدرت جامعة آشور المشار إليها في الادّعاءات، بياناً نفت فيه ما تم تداوله، وأكّدت أنّها لا تستند إلى أي توجيه أو قرار رسمي صادر عن الجامعة.
وأكّدت الجامعة في بيانها "احترامها الكامل للخصوصيات الدينية والثقافية لجميع منسوبيها من طلبة وأعضاء هيئة التدريس والموظفين، والتزامها التام الأنظمة واللوائح المعتمدة التي تكفل حرية الملبس بما يتوافق مع القيم الإسلامية والأعراف الوطنية".
وأوضحت أن "الجامعة جزء لا يتجزأ من المنظومة الإسلامية الدينية التي تُعدّ من ثوابت هويتنا الوطنية، وقيمنا الأخلاقية الراسخة، ومنها احترام اللباس المحتشم، وعلى رأسه العباءة الإسلامية التي ترتديها أمهاتنا وأخواتنا، والتي تمثل رمزاً من رموز العفة والكرامة في مجتمعنا المحافظ".
وأشارت إلى أنَّ "جميع الطلبة، من دون استثناء، لم يُمنعوا في أي وقت من دخول قاعات الامتحانات بسبب اللباس. وما حدث أخيراً كان متعلقاً بملاحظات محدودة بشأن عدم التزام بعض الطلبة الزي الرسمي المعتمد خلال فترة الامتحانات، وقد تم التعامل معها وفقا للإجراءات الإدارية المتبعة، من دون أي تمييز أو تجاوز".