الذكاء الاصطناعيّ والتعليم: هل هو المستقبل أم مجرّد ضجّة؟

تكنولوجيا 19-12-2024 | 20:03

الذكاء الاصطناعيّ والتعليم: هل هو المستقبل أم مجرّد ضجّة؟

القلق الذي يرافق الذكاء الاصطناعي سيرافقه في التعليم أيضاً. فهل يصبح حلاً شاملاً للتحديات التي تواجه التعليم، أم أنه تقنية مثيرة للجدل فقط؟
الذكاء الاصطناعيّ والتعليم: هل هو المستقبل أم مجرّد ضجّة؟
الذكاء الاصطناعيّ والتعليم
Smaller Bigger

بعد أن فُرض التعلم من بعد كونه حلّ في الكثير من الظروف، يتطلع قطاع التعليم إلى المستقبل من خلال دمج الذكاء الاصطناعي. ومع أن هذا الدمج يثير تساؤلات حول الخصوصية والأمان، إلّا أنّه يُعدّ خطوة ضرورية نحو بناء أنظمة تعليمية أكثر مرونة وتكيفاً مع متطلبات العصر الرقمي.

وعلى ضوء هذا ظهرت التساؤلات حول الدور الذي يمكن أن يلعبه في تشكيل مستقبل التعليم. فهل سيصبح الذكاء الاصطناعي حلاً شاملاً للتحديات التي تواجه التعليم، أم أنه مجرّد تقنية جديدة مثيرة للجدل؟


في بريطانيا، أعلنت الحكومة عن استثمار نحو خمسة ملايين دولار لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين. وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا إلى كوريا الجنوبية.

أمّا في فرنسا، فكان من المفترض اعتماد تطبيق ""Mia Seconde، المعزّز بالذكاء الاصطناعي مطلع 2024، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً. وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة "إيفيدانس بي" التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. وقد تجاوبت الجامعات حول العالم مع هذا التطوّر من خلال إدراج مواد خاصة بالذكاء الاصطناعي في برامجها الدراسية.

 

وفي السياق، تستثمر شركات التكنولوجيا بكثافة في هذا المجال، إذ تعمل شركات مثل "مايكروسوفت" و"ميتا" و"أوبن إيه آي" وغيرها على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية.

 

على سبيل المثال، يوفر تطبيق "Arloon Chemistry" بيئة تفاعلية للتعلم، حيث يمكن للطلاب التفاعل مع الذرات والجزيئات ومشاهدة التفاعلات الكيميائية. ويساعد التطبيق في تبسيط المفاهيم الكيميائية المعقدة وتقديم تجربة تعليمية مثيرة للطلاب. ويعتبر "Kahoot" أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء ألعاب وتجارب تعليمية تفاعلية مخصصة لتقييم أداء الطلاب.

 

ولكنّ القلق الذي يرافق الذكاء الاصطناعي سيرافقه في التعليم أيضاً. إذ أعرب مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في اليونسكو، مانوس أنتونينيس، عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي أولوية لنتائجها المالية.

وتُعدّ معظم حلول "تكنولوجيا التعليم" بالتعلّم "الشخصي". وبالفعل تحظى هذه الحجة بقبول في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لأنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن "التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية".


من جهة أخرى، غالباً ما يترافق الاهتمام الشديد بتكنولوجيا التعليم مع تكلفة باهظة. ولهذا حذّرت اليونيسكو سابقاً من أن إنفاق الموارد على التكنولوجيا في القطاع بدل أن تُنفق لصالح جميع الأطفال في البلدان النامية، من المرجح أن يجعل العالم أبعد ما يكون من أهداف التنمية المستدامة. خاصةً أنّ عدد كبير من الطلاب حول العالم لا يتمتعون بالوصول إلى الإنترنت والتكنولوجيا اللازمة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي.


الذكاء الاصطناعي يُمثل فرصة كبيرة. ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأي الخبراء مفيدة في كثير من الحالات، إلّا أنها لا تستطيع محو أهمية العمل البشري الجماعي في الجسم التعليمي. فكيف يمكن للمعنيين ضمان استخدامه بشكل أخلاقي ومسؤول مع الوصول العادل لجميع الطلاب؟

 

الأكثر قراءة

سياسة 11/10/2025 5:33:00 AM
قائد الجيش قدّم تقريراً مفصلاً عن سير العمل في خطة حصر السلاح، موضحاً أن المرحلة الأولى التي تشمل الجنوب تسير وفق ما هو مخطط لها
لبنان 11/10/2025 11:53:00 PM
التحقيق جارٍ حالياً لاستكمال الإجراءات القانونية بناءً على إشارة النيابة العامة الاستئنافية في بيروت.
سياسة 11/9/2025 4:03:00 PM
مورغان أورتاغوس تحتفل بعيد ميلاد ابنتها "أدينا آن"