فيضانات نيبال 2024 (أ.ف.ب)
حذر علماء اليوم الأربعاء من الفشل في تفادي كارثة تغيّر المناخ حتى مع زيادة جهود إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، في الوقت الذي يتزايد فيه التهديد المتمثّل بارتفاع درجات الحرارة عالمياً فوق الدرجة المئوية المستهدفة البالغة 1.5.
وتقول الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إن إزالة ثاني أكسيد الكربون قد تسهم في إبطاء الاحتباس الحراري عن طريق خفض الغاز المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري والمتراكب بالفعل في الغلاف الجوي، بل وخفض درجات الحرارة، لا سيما إذا تم تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية.
لكن علماء آخرين قالوا، في بحث نُشر في دورية (نيتشر) العلمية اليوم، إن إزالة ثاني أكسيد الكربون حتى في حالة نجاحها لن يمكنها فعل أي شيء لتخفيف جوانب أخرى من تغير المناخ، بدءاً من ارتفاع مستويات سطح البحار وصولاً إلى التغيرات في دورة المحيطات.
وقال كارل فريدريش شلويسنر من المعهد الدولي لتحليل الأنظمة التطبيقية في النمسا، وهو أحد معدّي الدراسة، "حتى إذا خفضتم درجات الحرارة من جديد، فإن العالم حينها لن يعود مثلما كان".
وأظهر البحث أن خفض درجات الحرارة عن ذروتها قد يكون أصعب من المتوقع ولو تم تكثيف إزالة ثاني أكسيد الكربون، لا سيّما أن ذوبان طبقة التربة الصقيعية، وتضاؤل الأراضي الرطبة، سيتسببان بإطلاق غاز الميثان وزيادة الحرارة.
وتشير إزالة ثاني أكسيد الكربون إلى مجموعة من الأساليب التي يتم بها استخلاص ثاني أكسيد الكربون الموجود بالفعل في الغلاف الجوي وتخزينه بطرق خاصة، بما في ذلك الحلول الطبيعية مثل الغابات وطحالب المحيطات، بالإضافة إلى تقنيات جديدة ترشّح ثاني أكسيد الكربون وتفصله عن الهواء.
وذكر تقرير بحثيّ منفصل في حزيران (يونيو) أن قدرات إزالة ثاني أكسيد الكربون الحالية تتيح استخلاص نحو ملياري طن من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي سنوياً، لكن ذلك الرقم لا بدّ أن يرتفع إلى ما بين سبعة وتسعة مليارات طن تقريباً لتحقيق أهداف المناخ العالمية.
لكن يوري روجل من إمبريال كوليدج في لندن قال إن هناك حدوداً لحجم الغابات الجديدة، التي يمكن زراعتها، ولمقدار ثاني أكسيد الكربون الذي يمكن عزله، ذلك فضلاً عن أن التقنيات الحالية باهظة الثمن. وروجل هو أحد معدّي الدراسة المنشورة في دورية "نيتشر" العلمية.
وذكر روجل في إفادة "إذا بدأنا استخدام (مساحات من) الأرض حصراً لإدارة الكربون، فيمكن أن يتضارب هذا بشدّة مع أدوار مهمة أخرى (لهذه المساحات)، سواء أكان تنوعاً حيويّاً أم إنتاج غذاء".
في السياق، تأخذ أشد تصورات خفض الانبعاثات تفاؤلاً في الاعتبار احتمال تجاوز العتبة المستهدفة بقدر ضئيل يساوي 0.1 درجة مئوية. وورد هذا التصور في أحدث تقرير للتقييم أصدرته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، والمنشور في خلال العام الماضي.
وقال روجل إن منع ذلك سيتطلب نزع نحو 220 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، بينما سيتطلب منع 0.5 درجة مئوية نزع ما يزيد عن تريليون طن. يتماشى هذا أيضاً مع تصور السيناريو الأفضل بالنسبة إلى الهيئة.
وتهدف اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 إلى جعل ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية "أقل بكثير" من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، بينما تسعى إلى تشديد الهدف إلى 1.5 درجة.
وحدثت بالفعل زيادة بواقع درجة مئوية منذ منتصف القرن الثامن عشر، بعد أن رفع التصنيع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو غاز الاحتباس الحراري الرئيسي المسؤول عن التغيّر المناخي.