بعد موسم مخيّب خرج فيه بايرن ميونيخ صفر اليدين، قرّرت إدارة النادي فتح صفحة جديدة بقيادة المدرب البلجيكي فينسنت كومباني، المشروع الجديد لم يكن سهلاً في بدايته، فالفريق خسر لقبه المحلّي لصالح باير ليفركوزن، وودّع مبكراً دوري أبطال أوروبا وكأس ألمانيا، ما زاد الضغوط على اللاعبين والطاقم الفنّي.

لكن مع مرور الوقت، بدأت ملامح بايرن الجديدة تظهر، وتحسّنت النتائج بشكل لافت، خصوصاً على صعيد الـ "بوندسليغا" التي أصبحت الآن الأمل الوحيد للنادي لإنقاذ موسمه.

فرصة ذهبيّة على أبواب التتويج
المرحلة الماضية من الدوري كانت نقطة تحوّل، فبينما سحق بايرن مضيفه هايدنهايم بأداء هجومي كاسح، سقط ليفركوزن في فخّ التعادل أمام سانت باولي، ما وسّع الفارق بين الفريقين إلى 8 نقاط قبل 4 مراحل من النهاية.

هاري كاين (أ ف ب)

السيناريو بات واضحاً: إذا فاز بايرن في المرحلة المقبلة أمام ماينز، وتعثّر ليفركوزن مجدّداً أمام أوغسبورغ، فسيُتوّج البافاريون رسميّاً بلقب الدوري، واضعين حدّاً لموسم طويل وشاقّ.

كاين... أخيراً الفرج يقترب
وسط كلّ هذه المعطيات، تتّجه الأنظار نحو مهاجم الفريق، الإنكليزي هاري كاين، الذي يعيش لحظة فارقة في مسيرته، فاللاعب البالغ من العمر 31 عاماً، والذي سجّل عشرات الأهداف عبر سنواته مع توتنهام ومنتخب إنكلترا، عانى طويلاً من "لعنة الألقاب"، فقد لعب النهائيات، ونافس على البطولات، لكن لم يُكتب له التتويج أبداً طوال مسيرته الاحترافيّة بأيّ لقب.

انضمامه إلى بايرن في بداية الموسم الماضي حمل معه آمالاً كبيرة، وظنّ الجميع أنّ "النحس" سينكسر أخيراً، غير أنّ خيبة خروج البافاري بموسم صفري في العام الماضي أجّلت الحلم مرّة أخرى.

نهاية اللعنة على الأبواب
الآن، يبدو أنّ الحظّ قرّر منح كاين فرصة جديدة، قد تكون الأخيرة في مسيرته لتحقيق ما فشل فيه لسنوات، وهي رفع أوّل لقب في تاريخه، فالفوز بالدوريّ الألمانيّ لن يكون فقط تتويجاً لجهوده، بل أيضاً إعلاناً بانتهاء "أسطورة النحس" التي لاحقته لسنوات.

وبينما يستعدّ بايرن ميونيخ لكتابة فصل جديد في تاريخه، هناك لاعب واحد يترقّب هذه اللحظة أكثر من الجميع... هاري كاين، الذي قد تتحوّل دموع الخيبة أخيراً إلى دموع فرح.