"نيويورك تايمز": هذا ليس ترامب الذي انتخبته أميركا
أبدى نائب مستشار الأمن القومي في عهد أوباما بين رودس تخوّفه من التراجع في ثقة أميركا بنفسها واحتمال اضعاف مكانتها نتيجة سياسات الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاخيرة، ولاسيما موقفه من غزة.
وتحت عنوان "هذا ليس دونالد ترامب الذي انتخبته أميركا"، كتب في صحيفة "نيويورك تايمز" مقالة مطوّلة استذكر من خلالها تأسيس الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس إيد)، حين كانت السياسة الخارجية تركز على الدفاع عن الحرية وتعزيز المؤسسات الدولية. لكن في الوقت الحالي، يرى الكاتب أن السياسة الأميركية تختلف تماماً، حيث تهدد بغزو الدول الصغيرة، والانسحاب من المؤسسات الدولية، وتقترح بشكل غير رسمي تنفيذ التطهير العرقي في غزة".
وقال: "هذا التحول في السياسة الخارجية يعكس تراجعاً في مفاهيم مثل الحرية وتقرير المصير والأمن الجماعي، التي تعد قيماً أساسيةً في أمريكا بعد خوضها حربين عالميتين"، بحسب رودس.
ويضيف الكاتب أنّ ترامب ترشّح لإعادة انتخابه مع وعد بتحويل مكانة أميركا في العالم، ووعود بتغيير سياسات الأمن القومي والتجارة الدولية، وسعى لتعزيز سلطته عبر ملء المناصب الفيدرالية بشخصيات موالية له.
ويشير إلى أن ترامب في سعيه لتوسيع نفوذه، يبدو أقرب إلى القادة المستبدين الذين يسعون للتوسع الإقليمي لترسيخ سلطتهم.
ويلاحظ الكاتب أن اقتراح ترامب بامتلاك الولايات المتحدة لغزة وتحويلها إلى "ريفييرا" الشرق الأوسط كان مفاجئاً للغاية، مشيراً إلى أن "هذه المقترحات قد لا تتحقق، لكنها تعزز فكرة إجبار الفلسطينيين في غزة على التخلي عن أرضهم، مع تجاهل أمن الدول المجاورة مثل مصر والأردن".
وفي سياق حديثه عن غزة، يقول الكاتب إنه لو كان ترامب يهتم بالفعل بمعاناة أهل غزة، لما سعى إلى تدمير وكالة التنمية الدولية المسؤولة عن دعم إعادة الإعمار، وتقديم المساعدة الإنسانية هناك.
ويختتم رودس مقاله بالقول إنّ أميركا أصبحت قوّة عظمى متراجعة تسعى لاستعادة مكانتها المفقودة، معتبراً أن تحالف ترامب مع ماسك يشير إلى مستقبل قد يفتقر إلى القواعد التي تحكم استخدام السلطة ويعرض البلاد لتحديات كبيرة عالمياً.
نبض