قمّة افتراضية بشأن أوكرانيا... ستارمر: بوتين سيُفاوض عاجلاً أن آجلاً
أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر السبت أن بلاده ستستضيف اجتماعاً لقادة عسكريين الخميس لمناقشة خطط نشر قوة حفظ سلام في أوكرانيا لحماية أي اتّفاق محتمل لوقف إطلاق النار.
وقال ستارمر بعد استضافة اجتماع افتراضي شارك فيه نحو 25 من الزعماء "اتّفقنا على تسريع خطواتنا العملية لدعم اتفاق محتمل، لذلك سننتقل الآن إلى المرحلة العملانية".
وأكّد في بيان لمكتبه "اتفقنا على أن الكرة الآن في ملعب روسيا".
وتابع رئيس الوزراء البريطاني "يجب على بوتين أن يثبت جديته بشأن السلام، وأن يلتزم بوقف إطلاق النار على قدم المساواة".
وأضاف أن "تردّد الكرملين ومماطلته بشأن اقتراح ترامب لوقف إطلاق النار، واستمرار الهجمات الوحشية الروسية على أوكرانيا، يتعارضان تماماً مع رغبة الرئيس بوتين المعلنة في السلام".

وأكّد أن الخطط المتعلّقة بأوكرانيا في حالة التوصّل إلى وقف إطلاق نار مع روسيا يجب أن تتضمّن تعاون الولايات المتحدة.
وقال: "الموقف بشأن الولايات المتحدة لم يتغيّر. كنت واضحاً بأنه يجب حدوث ذلك بالتعاون مع الولايات المتحدة... نحن نتحدث مع الولايات المتحدة يومياً"، مضيفا أن مستشار الأمن القومي البريطاني عاد من الولايات المتحدة اليوم.
وذكر أن ما يسمّى "تحالف الراغبين" الذي سيتألف من دول غربية سيضع خططاً للمساعدة في تأمين أوكرانيا برّاً وبحراً وجوّاً في حالة التوصّل إلى اتفاق سلام مع روسيا.
وقال: "سنعمل على بناء دفاعات أوكرانيا وقوّاتها المسلّحة، وسنكون مستعدّين للانتشار بوصفنا 'تحالف الراغبين' في حالة التوصل إلى اتفاق سلام، للمساعدة في تأمين أوكرانيا على الأرض وفي البحر والسماء".
في وقت سابق، اعتبر ستامر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيحضر إلى طاولة المفاوضات بشأن أوكرانيا "عاجلاً أم آجلاً"، وذلك في افتتاح اجتماع افتراضي يستضيفه لدول حليفة لكييف.
وأضاف "انطباعي هو أنّه عاجلاً أم آجلاً، سيكون عليه أن يحضر إلى طاولة المفاوضات والانخراط في نقاش جدّي".
وأبلغ ستامر المشاركين بأن الاجتماع سيركّز على 3 نقاط رئيسية هي "تقوية أوكرانيا، والاستعداد للدفاع بأنفسنا عن أي اتفاق من خلال تحالف الدول المستعدة (لدعم كييف)، وإبقاء الضغط على روسيا في هذا الوقت الحساس".
ورأى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أظهر أن بلاده كانت "طرف السلام لأنه وافق والتزم بهدنة غير مشروطة مدتها 30 يوماً"، مضيفاً "بوتين هو من يحاول الإرجاء... إذا كان بوتين فعلاً يريد السلام، الأمر بسيط جدّاً: عليه وقف هجماته الهمجية ضد أوكرانيا والموافقة على وقف إطلاق النار".
وأردف "علينا أن نواصل المضي قدماً والدفع للأمام وأن نستعد (لتحقيق) سلام.. سلام يكون آمناً ودائماً".
وجمع رئيس الوزراء البريطاني قادة دول داعمة لأوكرانيا في الاجتماع سعياً إرساء أسس تحالف لحماية أي اتّفاق محتمل لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، بعد تحذيره من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "غير جادّ" بشأن السلام.
وتشارك دول أوروبية عدّة إلى جانب أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي والمفوضية الأوروبية وكندا وأستراليا في هذا الاجتماع من أجل تحديد الخطوط العريضة لتحالف الدول المستعدة "لدعم سلام عادل ودائم" في أوكرانيا، وفقاً لبيان أصدره داونينغ ستريت.
يأتي الاجتماع مع تقديم واشنطن اقتراحاً بهدنة مدتّهاً 30 يوماً وافقت عليها كييف، بينما لم تعطِ موسكو جواباً حاسماً بشأنها.

ونقل بيان دوانينغ ستريت عن ستارمر قوله "لا يمكننا السماح للرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين بأن يمارس الألاعيب بتسوية الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب".
أضاف "تجاهُل الكرملين التام لاقتراح الرئيس ترامب بشأن وقف إطلاق النار يثبت أن بوتين غير جاد بشأن السلام".
وتابع "إذا جلست روسيا أخيراً إلى طاولة المفاوضات، يجب أن نكون مستعدّين لمراقبة وقف إطلاق النار لضمان أن يكون سلاماً جاداً ودائماً". أما في حال رفضت "فعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا لزيادة الضغط الاقتصادي على روسيا لإنهاء هذه الحرب".
وتدعو الولايات المتحدة التي تبدّل موقفها جذرياً من الحرب في أوكرانيا منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، إلى هدنة في أقرب وقت ممكن، وقد مارست ضغوطا كبيرة على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي وافق على وقف للأعمال العدائية لمدّة 30 يوماً شريطة أن تلتزم روسيا بذلك أيضاً. لكن بوتين أعرب عن تحفّظات وأشار إلى تبقي مسائل عالقة تحتاج الى معالجة.
وأجرى ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتّصالاً هاتفياً عشية الاجتماع. ويقود الزعيمان جهوداً من أجل تشكيل تحالف للدول التي تعتزم مواصلة دعم أوكرانيا منذ أن باشر ترامب مفاوضات مباشرة مع موسكو في شباط/فبراير.
وهما يؤكدان أن تحالفاً كهذا، إضافة إلى الدعم الأميركي، ضروري لتوفير ضمانات أمنية لأوكرانيا تحول دون تجدّد الهجوم الروسي عليها.
وكتب ستارمر في مقالة نشرها موقع إخباري أوكراني أن أي اتّفاق "يجب ألا يعرّض أوكرانيا لهجوم جديد، ولذا يجب أن يكون السلام مدعماً بالقوة".
وكان زيلينسكي أشار الجمعة إلى أنّه بحث مع ماكرون في "الجوانب الفنية" لكيف يمكن تطبيق وقف إطلاق النار. وأفاد "تواصِل فرقنا العمل على ضمانات أمنية واضحة، وستكون جاهزة قريباً".
بدورها، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين السبت بعد الاجتماع روسيا إلى قبول اقتراح وقف إطلاق النار.
وقالت في منشور عبر منصة "إكس": "نؤكّد دعمنا لموافقة أوكرانيا على وقف إطلاق النار. والآن، يتعيّن على روسيا أن تُظهر استعدادها لدعم وقف لإطلاق النار يؤدي إلى سلام عادل ودائم".
وشكرت رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على استضافته لاجتماع افتراضي مع قادة نحو 25 دول حليفة لكييف تسعى لمواصلة الضغط على روسيا وحماية أي وقف محتمل لإطلاق النار في أوكرانيا.
وأكّدت إيطاليا أنه "في غضون ذلك، سندعم تعزيز أوكرانيا وقواتها المسلحة (...) وأخيرا، سنعزّز جهود أوروبا الدفاعية من خلال مبادرة إعادة تسليح أوروبا".
من جهّتها، أكّدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن بلادها لا تعتزم إرسال جنود إلى أوكرانيا.
وقالت الحكومة الإيطالية في بيان "أكدت رئيسة الوزراء أن إيطاليا تعتزم مواصلة العمل مع شركائها الأوروبيين والغربيين ومع الولايات المتحدة لتحديد ضمانات أمنية موثوقة وفعّالة" لكييف.
وأضافت أن ميلوني "أعادت التأكيد على أن المشاركة الوطنية في قوّة عسكرية محتملة على الأرض غير واردة".
إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف ضرورة مواصلة الضغط على روسيا للتوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع أوكرانيا.
وكتب في منشور عبر "إكس" بعد مشاركته في الاجتماع: "من المهم الآن مواصلة الضغط على روسيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات".
وأضاف شوف أن هناك "اتّفاقاً واسعاً" بين القادة على مواصلة الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا.
وفيما شدد رئيس الوزراء الهولندي أن مقترحات الولايات المتحدة وأوكرانيا لوقف إطلاق النار "تبعث الأمل أيضا"، حذّر من أن أوروبا ستواصل العمل الجاد لفرض عقوبات جديدة على روسيا.
وحث المستشار الألماني روسيا على العمل من أجل تحقيق "سلام عادل ودائم" في أوكرانيا، بعد مشاركته في القمّة.
وفي بيان نقله المتحدّث باسمه، قال أولاف شولتس "يتعيّن على روسيا الآن أن تنهي هجماتها اليومية على المدن الأوكرانية والمنشآت المدنية وأن تسلك في نهاية المطاف مسار السلام الدائم والعادل".
وأشار المستشار الاشتراكي الديموقراطي إلى "أهمية الدور القيادي الذي أداه الرئيس الأميركي" دونالد ترامب من أجل التوصّل إلى وقف إطلاق نار محتمل وسلام دائم في أوكرانيا.
وتعهّد أن تواصل بلاده دعم كييف حتى تحقيق هذه الغاية المنشودة.
بدوره، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ممارسة "ضغط واضح" على روسيا لأنّها "لا تعطي انطباعاً أنّها تريد السلام بصدق".
واعتبر ماكرون أن روسيا "لا تتجاوب مع اقتراح الولايات المتحدة وأوكرانيا" لجهّة إعلان هدنة لشهر، مضيفاً "إنّها تكثّف المعارك" لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يريد الحصول على كل شيء ثم التفاوض". وتابع "إذا كنا نريد السلام، فينبغي أن ترد روسيا بوضوح وأن يكون الضغط واضحاً بالتعاون مع الولايات المتحدة لتأمين وقف إطلاق النار".
وشكر الرئيس الفرنسي لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "شجاعته في اتخاذ مبادرة سلام" مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب "واقتراح وقف إطلاق النار لمدة شهر".
وأضاف ماكرون "من أجل تحقيق سلام دائم، يتعين علينا مساعدة أوكرانيا على المقاومة، ليكون لديها جيش قوي غدا يدافع عنها، ويجب أن نكون مستعدين لضمان هذا السلام".
وقف الانتهاكات الروسية
ودعا ماكرون روسيا ليل الجمعة إلى قبول الاقتراح الأميركي والكفّ عن إصدار مواقف تهدف إلى "إرجاء العملية".
وقال الرئيس الفرنسي بشأن اجتماع السبت "سنواصل العمل على تعزيز الدعم لأوكرانيا ومن أجل سلام متين ودائم"، حاضاً روسيا على "وقف انتهاكاتها".
انتقدت ألمانيا الجمعة رد بوتين على الاقتراح الأميركي، واصفة إيّاه بأنّه "تكتيك للمماطلة في أحسن الأحوال". وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية كاثرين ديشاور إن "أحد الأسئلة الأكثر جدية هي إن كان هناك اهتمام صادق في العمل باتّجاه وقف دائم لإطلاق النار وحل".
وسبق لستامر وماكرون أن أبديا استعدادهما لنشر قوّات بريطانية وفرنسية ضمن جهود حفظ السلام في أوكرانيا. وألمحت تركيا إلى أنّها قد تساهم في ذلك، لكن دولاً عدة استبعدت هذا الاحتمال، بينما لا تزال مواقف أطراف أخرى غير محسومة.
وأكّد ستارمر ترحيبه بأي نوع من الدعم، ما يؤشر إلى إمكان أن توفر دول دعماً لوجستياً أو عبر المراقبة.

ووفقاً لداونينغ ستريت، فإن اجتماع السبت يهدف إلى "تعميق فهم كيفية تخطيط الدول للمساهمة في هذا التحالف، قبل جلسة للتخطيط العسكري الأسبوع المقبل".
وأشارت رئاسة الحكومة إلى أن ستارمر سيؤكّد للقادة الحاجة إلى "زيادة الضغط الاقتصادي على روسيا لإجبار بوتين على التفاوض على المدى القريب"، إضافة إلى "الاستعداد لدعم سلام عادل ودائم في أوكرانيا على المدى الطويل، والاستمرار في زيادة دعمنا العسكري للسماح لأوكرانيا بالدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات الروسية المتزايدة".
وكان بوتين قد شدّد الخميس على ضرورة أن تضمن أيّ تسوية "سلاماً طويل الأمد".
وبالإضافة إلى ماكرون وزيلينسكي، من المتوقّع أن يشارك في الاجتماع قادة تركيا وألمانيا ورؤساء وزراء دول مثل السويد وإسبانيا والبرتغال ولاتفيا ورومانيا، إضافة إلى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا. وتغيب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني التي سبق لها أن رفضت إرسال قوّات إلى أوكرانيا.
نبض