تقرير: أميركا وروسيا تخططان لهدنة تعزز مكاسب بوتين في أوكرانيا

دوليات 08-08-2025 | 18:18

تقرير: أميركا وروسيا تخططان لهدنة تعزز مكاسب بوتين في أوكرانيا

بلومبرغ: الهدنة من شأنها أن تثبت احتلال روسيا للأراضي التي استولت عليها خلال غزوها العسكري.
تقرير: أميركا وروسيا تخططان لهدنة تعزز مكاسب بوتين في أوكرانيا
بةتين وترامب خلال لقاء سابق (أرشيفية)
Smaller Bigger
أفادت وكالة بلومبرغ اليوم الجمعة بأن واشنطن وموسكو تسعيان للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في أوكرانيا من شأنه أن يُثبت احتلال روسيا للأراضي التي استولت عليها خلال غزوها العسكري.

ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة القول إن مسؤولين أميركيين وروسا يعملون على التوصل إلى اتفاق بشأن تلك الأراضي تمهيدا لقمة مرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع المقبل.

وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن تقرير بلومبرغ محض تكهنات. ولم يرد متحدث باسم الكرملين حتى الآن على طلب للتعليق.

ولم تعلق السلطات الأوكرانية بعد على التقرير. لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال في بيان نُشر بعد التقرير ولم يشر إليه فيه: "الولايات المتحدة عازمة على تحقيق وقف إطلاق النار، ويجب أن ندعم معا جميع الخطوات البناءة. لا يمكن تحقيق سلام دائم يمكن التعويل عليه إلا بتضافر الجهود".

ويطالب بوتين بالسيطرة على أربع مناطق أوكرانية وهي لوجانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود، التي ضمها عام 2014. ولا تسيطر قواته بشكل كامل على جميع الأراضي في المناطق الأربع حاليا.

وسبق أن أبدت أوكرانيا استعدادها التحلي بالمرونة في مساعي إنهاء حرب دمرت مدنا وبلدات فيها وأودت بحياة أعداد كبيرة من جنودها ومواطنيها.

مع ذلك، فإن قبول خسارة نحو خمس أراضي أوكرانيا سيكون مؤلما للغاية وتحديا سياسيا للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحكومته.

وقال تايسون باركر، نائب الممثل الخاص السابق لوزارة الخارجية الأميركية لشؤون الانتعاش الاقتصادي في أوكرانيا، إن الأوكرانيين سيرفضون الاقتراح مثلما أوردته بلومبرغ.

وقال باركر، وهو زميل بارز في المجلس الأطلسي: "أفضل ما قد يفعله الأوكرانيون هو أن يظلوا حازمين في رفضهم وشروطهم للتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض، مع إظهار امتنانهم للدعم الأمريكي".

وينص الاتفاق المفترض الذي أوردته بلومبرغ على أن توقف روسيا هجومها في منطقتي خيرسون وزابوريجيا على امتداد خطوط القتال الحالية.

ترامب وبوتين
منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/ يناير، يسعى ترامب جاهدا لإصلاح العلاقات مع روسيا وإنهاء الحرب، على الرغم من أنه تراوح في تصريحاته العلنية بين الإعجاب ببوتين والانتقاد الحاد له.

وفي إشارة إلى تزايد إحباطه من رفض بوتين وقف الهجوم العسكري الروسي، هدد ترامب بفرض عقوبات جديدة اعتبارا من اليوم الجمعة على موسكو والدول التي تشتري صادراتها ما لم يوافق الزعيم الروسي على إنهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، وهو أكثر الصراعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

لكن مع توقع انعقاد قمة بين بوتين وترامب في الأيام المقبلة، ربما في الإمارات، لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه العقوبات ستدخل حيز التنفيذ أم ستؤجل أو تلغى.

واتخذت الإدارة الأميركية يوم الأربعاء خطوة نحو معاقبة عملاء موسكو في قطاع النفط بفرض رسوم إضافية 25 بالمئة على البضائع من الهند بسبب وارداتها من النفط الروسي، لتكون أول عقوبة مالية تستهدف روسيا في ولاية ترامب الثانية.

وكان ستيف ويتكوف مبعوث ترامب الخاص أجرى محادثات استمرت ثلاث ساعات مع بوتين في موسكو يوم الأربعاء الماضي، وصفها الجانبان بأنها بناءة.

وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، حليف أوكرانيا الوثيق، في وقت سابق من اليوم الجمعة بأن وقف إطلاق النار قد يكون وشيكا. وجاءت تصريحاته عقب محادثات مع زيلينسكي.

وقال توسك في مؤتمر صحافي: "هناك إشارات مؤكدة، ولدينا اعتقاد أيضا، بأن تجميد الصراع.. لا أريد أن أقول نهايته، بل أقول تجميد الصراع، ربما يكون أقرب... هناك آمال في ذلك".

وأضاف توسك أيضا أن زيلينسكي "حذر للغاية ولكنه متفائل"، وأن أوكرانيا حريصة على أن تلعب بولندا ودول أوروبية أخرى دورا في التخطيط لوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سلمية في نهاية المطاف.



صورة مركبة لبوتين وترامب وزيلينسكي (أ ف ب)
صورة مركبة لبوتين وترامب وزيلينسكي (أ ف ب)

 

وسيكون لقاء بوتين وترامب أول قمّة بين الولايات المتحدة وروسيا منذ لقاء الرئيس السابق جو بايدن مع سيد الكرملين في عام 2021. ومع ذلك، لا شيء يضمن أن لقاء ترامب وبوتين سيؤدي إلى إنهاء القتال، حيث لا تزال موسكو وكييف متباعدتين في شروطهما للسلام.

 

وفي هذا الصدد، إليكم الأحداث الرئيسية التي شكلت الجهود لإنهاء الحرب منذ أن شنت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022.

- 28 شباط/فبراير 2022: اجتمع وفدان روسي وأوكراني في بيلاروسيا لأول مرة منذ الغزو. واستمرت المحادثات على مدى أسبوعين من دون التوصل إلى أي اتفاقات سوى قرار إنشاء ممرات إنسانية للمدنيين.

- 21 آذار/مارس 2022: دعا زيلينسكي إلى محادثات مباشرة مع بوتين، لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفض ذلك. بعد يوم واحد، قال زيلينسكي إنه مستعد لمناقشة التزام كييف بعدم السعي للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) مقابل وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الروسية وضمان أمن أوكرانيا.


- 29 آذار 2022: بدأت المحادثات في إسطنبول، حيث أعلنت موسكو استعدادها لـ"تقليص" الأنشطة العسكرية بالقرب من كييف ومدينة تشيرنيهيف الشمالية. وأعلنت كييف أنها مستعدة لمناقشة وضع أوكرانيا المحايد إذا تم دعم أمنها من قبل دول أخرى.

- 7 نيسان/أبريل 2022: رفض لافروف اقتراح السلام الأوكراني ووصفه بأنه "غير مقبول"، قائلاً إن كييف تراجعت عن اتفاق يقضي بإعفاء شبه جزيرة القرم من ضمانات الأمن الأوكرانية الأوسع نطاقًا. وقد ضمت روسيا شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني في عام 2014.


- 22 تموز/يوليو 2022: اتفقت روسيا وأوكرانيا، بوساطة من تركيا والأمم المتحدة، على صفقة لفتح الطريق أمام إمدادات الحبوب العالقة في موانئ أوكرانيا على البحر الأسود، منهية بذلك أزمة هددت الأمن الغذائي العالمي. وانتهت صلاحية الاتفاقية بعد عام.


- 30 أيلول/سبتمبر 2022: ضمت روسيا بشكل غير قانوني مناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون الأوكرانية، على الرغم من أنها لا تسيطر بشكل كامل على أي منها. وردت أوكرانيا بتقديم طلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) وبإصدار مرسوم يعلن أن المفاوضات مع بوتين "مستحيلة".

- 7 كانون الأول/ديسمبر 2024: الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب التقى زيلينسكي وقادة أوروبيين آخرين في باريس.

 

- 12 شباط 2025: ترامب وبوتين اتفقا على بدء مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا في مكالمة هاتفية أنهت ثلاث سنوات من الجهود التي قادتها الولايات المتحدة لعزل روسيا بسبب أوكرانيا.

- 18 شباط 2025: اجتمع مسؤولون روس وأميركيون، بمن فيهم لافروف ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في المملكة العربية السعودية، واتفقوا على العمل من أجل إنهاء الحرب، وعلى استعادة العلاقات الثنائية. لم تتم دعوة المسؤولين الأوكرانيين.


- 28 شباط 2025: التقى زيلينسكي مع ترامب وروبيو ونائب الرئيس جي دي فانس في جلسة مثيرة للجدل في المكتب البيضاوي. ولم يتم التوقيع على اتفاقية مقترحة بين البلدين بشأن المعادن.

- 11 آذار/مارس 2025: التقى مسؤولون أميركيون وأوكرانيون في المملكة العربية السعودية، حيث طرح المسؤولون الأميركيون خطة لوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا. وافقت كييف على الهدنة المقترحة.

- 13 آذار 2025: رفض بوتين فعلياً خطة وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنه يجب حل بعض القضايا. كذلك التقى بالمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف في موسكو. وقام ويتكوف بزيارتين أخريين إلى روسيا في نيسان/أبريل للقاء بوتين.

18 آذار 2025: تم طرح اقتراح بوقف موقت للهجمات على البنية التحتية للطاقة. اتفق الطرفان على الخطة، لكن سرعان ما اتهم كل منهما الآخر بارتكاب انتهاكات، وانتهت صلاحية الإجراء لاحقًا.

19 نيسان 2025: بوتين أعلن وقف إطلاق النار لمدة 30 ساعة لمناسبة عيد الفصح، على الرغم من استمرار الهجمات في جميع أنحاء أوكرانيا.

- 28 نيسان 2025: الكرملين اعلن وقف إطلاق النار من جانب واحد لمدة 72 ساعة بدءًا من 8 أيار/مايو لمناسبة يوم النصر الروسي، الذي يحتفل بهزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. لم توافق كييف على ذلك، وفضلت هدنة لمدة 30 يومًا اقترحها مسؤولون أميركيون. اتهم الطرفان بعضهما البعض بانتهاكها.


- 11 ايار/مايو 2025: اقترح بوتين استئناف المحادثات المباشرة مع أوكرانيا في إسطنبول "دون شروط مسبقة"، لكنه لم يوافق على وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا. وتحدى زيلينسكي بوتين بالاجتماع في تركيا.


- 15 أيار 2025: اجتمعت الوفود الروسية والأوكرانية لإجراء محادثات مباشرة في إسطنبول للمرة الأولى منذ أوائل عام 2022. وعقدت اجتماعات لاحقة في 2 حزيران/يونيو و23 تموز/يوليو. لكن باستثناء التبادل المستمر لأسرى الحرب، وجثث الجنود القتلى، لم يتم إحراز أي تقدم جوهري في القضايا الرئيسية


- 14 تموز 2025: ترامب أعلن أنه سيفرض "رسوماً جمركية شديدة" على روسيا والدول التي تواصل شراء النفط الروسي ما لم تتوصل موسكو إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا في غضون 50 يوماً. وبعد أسبوعين، في 28 تموز، أعلن أنه سيقصر هذا الموعد النهائي إلى 10-12 يوماً.

- 6 آب/أغسطس 2025: زار ويتكوف موسكو والتقى بوتين قبل يومين من الموعد النهائي الذي حدده ترامب. في وقت لاحق من ذلك اليوم، قال مسؤول في البيت الأبيض، طلب عدم الكشف عن هويته من أجل مناقشة الخطط الداخلية، إن ترامب وبوتين قد يلتقيان قريبًا وجهًا لوجه. بعد يوم واحد، أكد الكرملين الاجتماع المخطط له ولكنه لم يحدد موعدًا له.

 

اقرأ أيضاً: شي يؤكد لبوتين رضا الصين عن الجهود الأميركية- الروسية لتحسين العلاقات

 

الأكثر قراءة

مجتمع 11/13/2025 4:43:00 PM
أكّد المدير العام للطيران المدني المهندس أمين جابر أنّ التحويل في مسار الرحلات جاء نتيجة الأحوال الجوية القاسية في الشمال.
سياسة 11/14/2025 2:56:00 PM
الجيش الإسرائيلي: الوحدة 121 بحزب الله مسؤولة عن ملف اغتيال سياسي لبناني مسيحي