تحطّم طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الأذربيجانية يوم الأربعاء في كازاخستان بعد إسقاطها عن طريق الخطأ، وتحميل روسيا مسؤولية ما حصل يعيد إلى الأذهان حوادث إسقاط طائرات، وبمعظمها حصلت خلال نزاعات وحروب عسكرية.

وفي هذا السياق، أعدّت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً تطرّقت فيه إلى هذه المسألة.

مقاتلة اعتراضية سوفياتية أسقطت طائرة تابعة للخطوط الجوية الكورية

في عام 1983، أسقطت طائرة اعتراضية سوفياتية رحلة رقم 007 التابعة للخطوط الجوية الكورية، والتي كانت تتجه من نيويورك إلى ألاسكا ثم سيول، بعد خطأ في نظام الملاحة أدى إلى توجيه الطائرة إلى المجال الجوي السوفياتي. 

وقُتل كل من كانوا على متن الطائرة، ما مجموعه 269 شخصاً. وكان أحد الضحايا لاري ماكدونالد، عضو الكونغرس الديموقراطي من جورجيا.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية للصحافيين إن الطيار السوفياتي ربما أخطأ في الاعتقاد بأن الطائرة المدنية هي طائرة استطلاع في الظلام، وذلك في إفادة صحافية بعد نحو عام من إسقاط الطائرة.

سفينة حربية أميركية تسقط طائرة الخطوط الجوية الإيرانية رقم 655

في الأشهر الأخيرة من الحرب بين إيران والعراق في عام 1988، كان الطراد الصاروخي الموجه يو إس إس فينسينز يخوض اشتباكاً مع زوارق حربية تابعة للحرس الثوري الإيراني.

وخلال الاشتباك، أقلعت طائرة ركاب من طراز إيرباص إيه 300 تابعة لشركة الخطوط الجوية الإيرانية من مطار بندر عباس الدولي، وانطلقت في مسار جوي فوق الخليج العربي. 

وقالت البحرية الأميركية في وقت لاحق إن الطرادات الأميركية أخطأت في تحديد الطائرة المدنية على أنها طائرة مقاتلة من طراز إف-14، ما دفع الطرادات الأميركية إلى إطلاق صاروخين أرض-جو على طائرة الخطوط الجوية الإيرانية، ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 290 شخصاً.

إسقاط رحلة الخطوط الجوية السيبيرية رقم 1812 

في الرابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2001، أسقطت طائرة تقل ركاباً من تل أبيب إلى نوفوسيبيرسك في روسيا، فوق البحر الأسود، ما أسفر عن مقتل 38 روسياً و40 إسرائيلياً على متنها.

بعد ما يقرب من 10 أيام من الحادث، خلص المسؤولون الأوكرانيون والروس إلى أن الطائرة ربما أسقطت بصاروخ مضاد للطائرات. 

وتزامنت الرحلة مع مناورة عسكرية مشتركة بين أوكرانيا وروسيا في شبه جزيرة القرم، والتي تم خلالها إطلاق المقذوف.

ثم في وقت لاحق وافقت حكومة أوكرانيا على دفع 200 ألف دولار لـ78 أسرة في إسرائيل وروسيا. وأصر المسؤولون الأوكرانيون على أن هذه المدفوعات لا تشكل اعترافاً بالذنب.

إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية فوق شرق أوكرانيا

في 17 تموز (يوليو) 2014، قُتل جميع ركاب وطاقم طائرة الخطوط الجوية الماليزية رقم 17 البالغ عددهم 298 عندما أصاب صاروخ أرض-جو الطائرة فوق شرق أوكرانيا. 

كان هذا هو الحادث الأكثر دموية الذي تم فيه إسقاط طائرة حتى الآن وفق "واشنطن بوست".

أُطلق الصاروخ وسط أعمال عدائية بين أوكرانيا والانفصاليين. 

أدانت محكمة هولندية ثلاثة أشخاص - روسيان وأوكراني - بالقتل في عام 2022 لدورهم في إسقاط الطائرة. وقررت المحكمة أن إطلاق الصاروخ كان متعمداً على الأرجح، رغم أنه لم يكن من الواضح ما إذا كان المتهمون يعرفون أنهم يطلقون النار على طائرة مدنية. 

ونفت السلطات الروسية مراراً وتكراراً مسؤوليتها عن الحادث، ووصفت المحكمة الهولندية بأن قرارها ذو دوافع سياسية.

الحرس الثوري الإيراني أسقط طائرة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية 
سقطت طائرة ركاب أوكرانية بصاروخين مضادين للطائرات بعد وقت قصير من إقلاعها من طهران في 8 كانون الثاني (يناير) 2020، ما أسفر عن مقتل جميع الركاب البالغ عددهم 176 راكباً. 

ألقت إيران في البداية باللوم على عطل فني في إسقاط الطائرة، لكنها اعترفت في النهاية بأن صاروخين أصابا الطائرة.

جاء الإسقاط وسط توترات متصاعدة بين إيران والولايات المتحدة. بعدما أمر الرئيس آنذاك دونالد ترامب بقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وردت طهران بإطلاق صواريخ باتجاه العراق، مستهدفة قواعد تضم قوات أميركية. 

بعد أيام قليلة من الحادث، قال مسؤولون إيرانيون إنه تم اعتقال أشخاص رداً على إسقاط الرحلة عن طريق الخطأ، رغم عدم تقديم أي تفاصيل. وبعد مرور أكثر من عام، في عام 2021، تم توجيه الاتهام إلى 10 مسؤولين إيرانيين في ما يتعلق بالحادث.