الأمهات البديلات اللواتي يؤجرن أرحامهن كي يحملن فيها أجنّة ليست لهن، يواجهن المخاطر الصحية المتصلة بالحمل والإنجاب، بمعدلات أعلى وبشدة أكبر، مما يحصل مع الأمهات الطبيعيات. ويشمل ذلك ارتفاع ضغط الدم المتعلق بالحمل، والنزيف بعد الولادة وغيرهما. وتنطبق تلك المقارنة نفسها حتى بالنسبة إلى النساء اللواتي يحملن بمساعدة تقنيات الإخصاب.

جاءت هذه النتائج ضمن دراسة شاملة أجريت على مجموعة كبيرة من النساء في كندا، ونُشرت في دورية "حوليات الطب الباطني"  (Annals of Internal Medicine) وسلّطت الضوء على المخاطر الصحية الخطيرة التي قد تواجهها الأمهات البديلات أثناء الحمل وبعده.

وفقًا للباحثين، تشير هذه النتائج إلى ضرورة اختيار الأمهات البديلات بعناية، إلى جانب وضع خطط رعاية متخصصة، بحسب ما نشر موقع "ساينس دايلي"  ( Science daily) .   

درس باحثون من "جامعة ماكغيل" الكندية بيانات تراكمت على مدار أكثر من 10 سنوات وجمعتها قاعدة بيانات متخصصة تعرف بإسم "بورن" Better Outcomes Registry & Network)   اختصاراً لمُسمى (BORN) ) في أونتاريو، التي تمثل أكثر من 99 في المئة من الولادات في المقاطعة. واستناداً إلى تلك البيانات، أجرى أولئك الباحثون دراسة هدفها تحديد مخاطر المضاعفات قبل الولادة وأثناءها وبعدها، بين الأمهات البديلات بالحمل.

المضاعفات الأكثر شيوعاً

 شملت الدراسة 863,017 ولادة لطفل واحد، من بينها 806 ولادات لأمهات بديلات. ووجد الباحثون أن خطر الإصابة بأمراض شديدة لدى الأمهات البديلات بلغ 7.8 في المئة، أي أكثر من ثلاثة أضعاف انتشار تلك المعاناة نفسها بين من يحملن طبيعياً، ونحو ضعفي مواجهة ذلك الخطر نفسه حينما يحصل الحمل من طريق التلقيح الاصطناعي.

وتشمل المضاعفات الأكثر شيوعاً بين الأمهات البديلات، النزيف الحاد بعد الولادة، وتسمم الحمل الشديد، والتعفن الجرثومي خلال مرحلة النفاس. كذلك بدا خطر إصابة المواليد بأمراض شديدة أعلى قليلًا لدى أطفال الأمهات البديلات المقارنة مع نظيراتهن ممن حملن طبيعياً. وكذلك ارتفعت إمكانية الولادة المبكرة في حالات الحمل البديل.

الخصائص الديموغرافية وعوامل الخطر

وقد أشار مؤلفو الدراسة إلى ارتفاع إمكانية أن تأتي الأمهات البديلات ممن أنجبن سابقاً، ويعشن في مناطق ذات دخل منخفض، ولديهن معدلات أعلى من السمنة وارتفاع ضغط الدم المزمن، إضافة إلى كونهن أكبر سناً وغير مدخّنات، بالمقارنة مع مجموعة الحمل الطبيعي.

 وأخيراً، خلُص معدّو الدراسة إلى التشديد على  وجود جوانب كثيرة غامضة في ما يتعلق بالمخاطر الصحية لدى الأمهات البديلات، ما يوجب التوسع في البحوث والدراسات عن تلك الظاهرة.