تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم أنَّه يظهر متطرفاً بريطانياً قام بتحطيم واجهة أحد المساجد.إلا أن هذا الادعاء خاطئ، إذ أن الفيديو يعود لشخص حطم واجهة متجر في بولندا. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
في الادّعاء المتداول، فيديو يظهر شخصا يرتدي كنزة زرقاء، وهو يركل واجهة زجاجية في أحد الشوارع، قبل أن تصدمه سيارة أثناء هروبه. وكتبت مصادر الادّعاء مع الفيديو (من دون تدخّل): "متطرف بريطاني حطم واجهة مسجد وجاءه الرد سريعا من الله... وبيقولوا علينا إرهابيين".
متطرف بريطاني حطم واجهه مسجد وجاءه الرد سريعا من الله
— 🌹زهرة اللوتس🌹 (@no____raash) January 18, 2025
وبيقولوا علينا إرهابيين😏 pic.twitter.com/AdyNFhvADO

لقطة شاشة من الفيديو المتداول (إكس)
وقد تحقّقت "النّهار" من صحة الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
1- الفيديو قديم، إذ يعود إلى حادثة تحطيم أحد الأشخاص زجاج متجر في لوبلينك ببولندا، وذلك عام 2017، وفقاً للتاريخ الذي سجلت فيه كاميرا المراقبة الفيديو.
وبالتدقيق في محتوى الفيديو الأصلي، تتضح بعض النصوص المكتوبة باللغة البولندية، مثل كلمة Izarejestrujesz الظاهرة على الملصق الموجود على زجاج المتجر. وتعني بالعربية "سوف تقوم بالتسجيل"، فضلاً عن النصوص المكتوبة على إحدى المركبات، وهي كذلك باللغة البولندية، والتي تخص شركة بولندية مختصة ببناء المنازل وترميمها، وعمليات الهدم وتأجير معدات البناء.
لقطة لملصق على واجهة المتجر ولمركبة في الشارع
وبالتعمق أكثر، من خلال اسم المنطقة المذكورة ومعالم المكان، تم التوصل إلى مكان المتجر بالتحديد في منطقة لوبلينك، عبر ميزة التجول الافتراضي في خرائط غوغل. ويتبين انه يقع قبالة فرع وصالون حلاقة، ويجاور متجراً مختصاً بالدراجات الهوائية. وتتضح ايضا نتائج التطابق في الصور التوضيحية أدناه.
صورة توضيحية للعناصر المتطابقة
وذكرت مصادر النشر الأصلية تفاصيل قليلة عن الحادثة بكونها حصلت في 20 أيلول/ سبتمبر 2017، في منطقة لوبلينيك بسلاسك في بولندا، حيث كسر الرجل الظاهر في الفيديو نافذة أحد المتاجر مرتين.
وكانت المرة الأولى في 9 ايلول/ سبتمبر 2017، ثم كرر الرجل فعلته. وبعدما اتصل شخص بالشرطة، قرر الرجل الهروب قبل ان تصدمه سيارة في الشارع. ونقلته سيارة إسعاف إلى المستشفى مصاباً ببعض الإصابات الطفيفة".

الموقع بجانب متجر للدراجات الهوائية
وإعادة نشر فيديوهات قديمة مع إخراجها من سياقها يعد تضليلاً ممنهجاً قد تمتد تأثيراته السلبية إلى أرض الواقع، خصوصاً إذا تم توجيهه بسياق مناطقي أو عرقي أو عقائدي، اذ يساهم هذا في نشر الصور النمطية الخاطئة، وتفاقم الفجوات الاجتماعية والسياسية، ويزيد من إمكانية ترسيخ الكراهية تجاه المجتمعات المستهدفة، ما يؤثر سلباً على طريقة التفكير والرأي العام المجتمعي.
نبض