تتوالى ردود الفعل ضد الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ‏ترامب، مع تصاعد حدّة الحرب التجارية، حيث أعربت عدة دول عن رفضها لهذه ‏الإجراءات التي تهدّد الاستقرار الاقتصادي العالمي. ‏

ويأتي هذا التصعيد وسط تحذيرات من تأثيرات سلبية على التجارة الدولية وأرقام ‏التضخم، مع استعداد العديد من الدول لاتخاذ تدابير مضادة لحماية اقتصاداتها.‏

 

 

إقرأ أيضاً - الرسوم الجمركية الأميركية على الصلب والألومنيوم تدخل حيز التنفيذ

 

 

المفوضية الأوروبية
إذ أعلنت المفوضية الأوروبية في بيان اليوم الأربعاء أن الاتحاد الأوروبي ‏سيفرض ‏رسوما جمركية مضادة على سلع أميركية بقيمة 26 مليار يورو (28.33 ‏مليار ‏دولار) اعتبارا من الشهر المقبل ردا على الرسوم الجمركية الأميركية على ‏الصلب ‏والألمنيوم.‏

وفي وقت سابق، حذر الاتحاد الأوروبي من أن الرسوم الجمركية التي فرضتها ‏الولايات المتحدة مؤخرًا قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم في دول الاتحاد، مؤكدا أن ‏هذه الإجراءات ستؤثر سلبًا على الأسواق الأوروبية وتزيد من تكاليف الاستيراد.‏

 

المفوض الأوروبي للتجارة
وقال المفوض الأوروبي للتجارة: "نتّخذ خطوات حاسمة لاعتماد إجراءات مضادة ‏على 18 مليار يورو من الصادرات الأميركية"، موضحا أن "هدف الإجراءات ‏المضادة موازنة التأثير التجاري الناتج عن الرسوم الأميركية". ‏

 

أستراليا ‏
في المقابل، قال رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيز إن الرسوم الأميركية على الصلب ‏والألومنيوم "غير مبرّرة ولن ‏نرد بالمثل". ‏

وأشار ألبانيز إلى أن بلاده حصلت سابقا على إعفاء من هذه الرسوم في عام ‏‏2018 خلال إدارة ترامب الأولى، مستندة إلى عدة عوامل، من بينها دور شركة ‏الصلب الأسترالية "بلو سكوب" في توظيف آلاف العمال داخل الولايات المتحدة.‏

وأكد رئيس الوزراء الأسترالي أنه سيواصل السعي للحصول على إعفاء جديد، ‏مشيرا إلى أن الإعفاء السابق استغرق عدة أشهر لتأمينه.‏

وقال: "لقد تم التلميح إلى أن أي دولة، بغض النظر عن علاقتها بالولايات المتحدة، ‏لن تحصل على إعفاء"، واصفا القرار بأنه غير مبرر على الإطلاق.‏

كما شدد ألبانيز على أن فرض الرسوم الجمركية والتصعيد في التوترات التجارية ‏يشكلان "إضرارا ذاتيا اقتصاديا"، حيث يؤديان إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة ‏التضخم، إذ يتحمل المستهلكون التكاليف المباشرة لهذه الإجراءات. لهذا السبب، أكد ‏أن أستراليا لن تفرض رسوما جمركية مماثلة على الولايات المتحدة.‏

 

الصين تتعهّد بالرد
وتعهّدت الخارجية الصينية باتخاذ "كل التدابير اللازمة" رداً على رسوم الصلب ‏الأميركية.‏

اليابان
من جهتها، أعربت اليابان عن "أسفها" لعدم إعفائها من الرسوم الجمركية التي فرضها ‏الرئيس الأميركي دونالد ترامب على واردات الصلب والألومنيوم، وأصبحت نافذة ‏اعتبارا من الأربعاء.‏

ولدى سؤاله عما إذا كانت اليابان تفكر في اتخاذ إجراءات انتقامية، قال المتحدث ‏باسم الحكومة يوشيماسا هاياشي إن البلدين سيواصلان مناقشة تفاصيل الرسوم.‏

وقال للصحافيين إن اتخاذ "إجراءات واسعة النطاق للحد من مخاطر التجارة يحمل ‏خطر التأثير بشكل كبير على العلاقة الاقتصادية بين اليابان والولايات المتحدة ‏وعلى الاقتصاد العالمي والمنظومة التجارية متعددة الأطراف".‏

وأضاف بأن "عدم استثناء اليابان من فرض الرسوم الجمركية الإضافية أمر ‏مؤسف".‏

صدّرت اليابان 31,4 مليون طن من الصلب عام 2024. استوردت الولايات ‏المتحدة 1,1 مليون طن من هذه الكمية، أي ما يعادل حوالى 4% من واردات البلاد ‏من الصلب، بحسب واشنطن.‏

وقال هاياشي إن "واردات منتجات الصلب والألومنيوم اليابانية لن تؤذي الأمن ‏القومي الأميركي، بل على العكس، يصعب استبدال منتجاتنا عالية الجودة وهي ‏ضرورية لتعزيز تنافسية قطاع التصنيع الأميركي".‏

ذكر وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني يوجي موتو في واشنطن هذا ‏الأسبوع بأنه طلب من المسؤولين الأميركيين إعفاء اليابان من الرسوم الجمركية ‏على المعادن والسيارات.‏

وأفاد هاياشي "خلال زيارة الوزير موتو إلى الولايات المتحدة، عبرت واشنطن ‏عن موقفها بأنها تعتبر علاقاتها مع اليابان أولوية وبأنها تثمّن استثمارات اليابان في ‏الولايات المتحدة والدور الذي تقوم به في الاقتصاد الأميركي، مثل دورها في ‏التوظيف".‏

وأوضح رئيس "اتحاد الأعمال الياباني" ماساكازو توكورا في وقت سابق هذا ‏الأسبوع بأن "نسبة الصادرات اليابانية من الصلب والألومنيوم إلى الولايات ‏المتحدة.. صغيرة جدا، لذا فلن يكون التأثير المباشر على الشركات اليابانية كبيرا ‏إلى هذا الحد".‏

لكنه أكد بأن "الرسوم الجمركية على السيارات سيكون لها تأثير كبير" نظرا إلى ‏أن العديد من الشركات اليابانية توسعت إلى المكسيك وكندا من حيث تصدّر إلى ‏الولايات المتحدة.‏

شكّلت السيارات حوالى ثلث صادرات اليابان إلى الولايات المتحدة والبالغة قيمتها ‏بالمجموع 21,3 تريليون ين (145 مليار دولار) عام 2024.‏

 

ودخلت رسوم جمركية بنسبة 25% فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على ‏واردات بلاده من الصلب والألومنيوم حيّز التنفيذ في الدقيقة الأولى من فجر ‏الأربعاء (04,01 ت غ) لتخطو بذلك الولايات المتحدة خطوة إضافية نحو حرب ‏تجارية مع شركائها الرئيسيين.‏

وكان ترامب وقّع في 10 شباط/فبراير أمرين تنفيذيين فرض بموجبهما رسوما ‏جمركية بنسبة 25% على واردات بلاده من الصلب والألمنيوم من كل الدول، ‏وذلك اعتبارا من 12 آذار/مارس، "دون استثناءات أو إعفاءات".‏