ندوة في الرياض للاحتفاء بمئوية كتاب "ملوك العرب" للراحل أمين الريحاني
نظمت "دارة الملك عبد العزيز" ندوة علمية في الرياض للاحتفاء بمئوية كتاب "ملوك العرب" للأديب والمثقف اللبناني الراحل أمين الريحاني، بالتعاون مع مؤسسته.

وقال الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس إدارة الدارة، إن "الاحتفاء بالكتاب هو بمثابة محطة لتأمل العلاقة الفريدة التي جمعت بين هذا المفكر الكبير والجزيرة العربية"، معتبراً أن "الريحاني جاء مشحوناً بتصورات ضبابية، ومخاوف زُرعت في أذهان الكثيرين ممن لم يتسنى لهم فرصة التعرف على جزيرة العرب عن قرب".
وأشار الأمير فيصل، في كلمته خلال افتتاح الندوة، إلى أن "الجزيرة العربية كانت تتوجس من الآخر، وتنظر له نظرة شك، إلا أن الملك عبد العزيز بحكمته، تبنّى نهجاً منفتحاً ومرحباً بالجميع، إيماناً منه بأن معايشة القيم الإسلامية والعربية الأصيلة من شأنها تغيير المفاهيم وكسر الحواجز وعبور المسافات".
ورأى أن الريحاني "لم ينبهر بشخصية الملك عبد العزيز، حين أُسر بحنكته ورحابة صدره فحسب، بل سحرته أرض الجزيرة العربية، وأحب جبالها الشامخة ووديانها الغنية وصحراءها الفسيحة"، مضيفاً: "من أهم ما لفت نظر الريحاني هو اهتمام الملك عبد العزيز بالتاريخ والصحافة وتجارب الأمم الأخرى".
وتابع الأمير فيصل: "كما لم يفت الريحاني الإشارة إلى تفاصيل متعددة تعكس النهم لدى الملك المؤسس حول السياسات العالمية والدول الكبرى والفوارق بينها، وإدراكه كيف يسخر ذلك لمصلحة بلاده الفتية وللأمة العربية والإسلامية".
وختم: "من تجربة شخصية في الواقع، لا أكاد أعرف شخصاً كان عنده تصورات سلبية مسبقة عن هذه الدولة إلا وتشكلت عنده نظرة إيجابية بعد زيارتها والتعرُّف على شعبها الكريم".
من جهته، شارك الأكاديمي والباحث الدكتور أمين ألبرت الريحاني، رئيس مؤسسة الريحاني وابن شقيق المحتفى به، بكلمة مصورة، حكى فيها عن مسيرة الراحل البحثية، والأثر الذي تركته مؤلفاته على المستويين العربي والدولي.
وقال إن الريحاني فوجئ عندما خاطبه الملك عبد العزيز بقوله: "لك الحرية يا أستاذ أن تتكلم معي بكل حرية، ولا أقبل منك غير ذلك، وأنا أتكلم معك بكل حرية، ولا تتوقع مني غير ذلك".
أضاف: «"لقارئ يستوقفه ما كتبه الريحاني في مذكراته من اليوم الأول واللقاء الأول مع الملك عبد العزيز، حيث قال: لقد قابلت أمراء العرب كلهم، فما وجدت فيهم أكبر من هذا الرجل، لست مجازفاً أو مبالغاً فيما أقول، فهو حقاً كبير، في مصافحته، وفي ابتسامته، وفي كلامه، وفي نظراته".

واستعرض فيلم قصير جزءاً من سيرة أمين الريحاني، والكتاب الذي عدّ أحد أبرز الأعمال الأدبية التي وثّقت الحياة في المنطقة العربية وتاريخها في مطلع القرن العشرين، لتسليط الضوء على أثر هذا الكتاب المميز في توثيق الثقافة العربية ورؤى الريحاني في مستقبل المجتمعات العربية، من خلال استعراض محاور ثقافية وفكرية متنوعة.
وبنهاية الجلسة الافتتاحية، قدّم الأمير فيصل بن سلمان، هدية تذكارية لأسرة الريحاني، عبارة عن سيف محاكٍ للسيف الذي أهداه الملك عبد العزيز للأديب والمفكر الراحل.
وتناولت الجلسات العلمية للندوة جوانب أدبية وتاريخية عن الكتاب والمؤلف، وشارك فيها نخبة من الأكاديميين والمفكرين من مختلف التخصصات، لمناقشة الأبعاد العميقة والمتعددة التي تضمنها كتاب «ملوك العرب».

وحضر الجلسة الافتتاحية رئيس مجلس التنفيذيين اللبنانيين ربيع الأمين، الذي قال عبر منصة "إكس": أمسية سعودية - لبنانية رائعة أمضينها امس بضيافة دارة الملك عبد العزيز احتفاءً بمئوية صدور كتاب ملوك العرب".
أمسية سعودية 🇸🇦لبنانية 🇱🇧رائعة أمضينها امس بضيافة دارة الملك عبد العزيز احتفاءً بمئوية صدور كتاب ملوك
— Rabih El-Amine (@RabihElAmine1) January 16, 2025
العرب لامين الريحاني
كان لي الشرف بالسلام على صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين ور ئيس مجلس إدارة الدارة (راعي الحفل )
وكانت فرصة… pic.twitter.com/oESe7BiAl0
نبض