يشكو الشعب اللبناني من تقصير، وفوضى، وضعف، وتفكك في إدارة شؤون الدولة
سعد نسيب عطاالله
عندما يدخل المرء في العقد السابع من عمره، تتبدل حياته رأساً على عقب.
يبدأ ذلك عند محاولته النهوض من فراشه، إذ عليه أن يستجمع عضلاته التي تراخت وتعبت جراء ذهابه إلى دورة المياه مرات عدة خلال الليل، حتى يريح مثانته!
ينهض بتأنٍ وحذر حتى لا يؤدي وقوفه الفوري إلى تبدل في ضغطه، ما يسبب غثياناً ودوراناً حول نفسه، ومن الممكن أن يؤدي إلى وقوعه أرضاً فيتأذى!
يفرك عينيه بعدئذ حتى يتلمّس طريقه إلى الحمام لحلاقة ذقنه، ثم تنظيف أسنانه الاصطناعية، وتسريح شعر رأسه الذي يغطيه الشيب كاملاً فيما لو أبقته سنوات الخريف الطويلة في مكانه.
يعود أدراجه إلى غرفة النوم، عساه يقوم ببضع حركات رياضية سويدية بسيطة، حتى يحافظ على ما تبقى من رشاقة كسولة وبطيئة، فيستعيد معنوياته المفقودة، كما تسهل عبور الدماء في شرايين جسده الخامل!
يلي ذلك قيامه بارتداء قميصه وقوفاً، وجلوساً لارتداء جواربه وبنطاله، خوفاً من أن يهوي أرضاً ويلقى مصيراً غامضاً، يخشى من حدوثه مع كل صباح جديد. يكمل ارتداء ثيابه الباقية بحسب كل فصل من فصول السنة!
يسخن ركوة الماء على النار، ويحضر كوباً من النسكافيه أو الشاي، يحتسيه مع فطور خفيف، مخافة أن يصاب بعسر الهضم!
يستغرق إنجاز ما سبق أكثر من ساعة من الزمن، يفكر على إثره فيما يمكن عمله طوال النهار، من ذهاب إلى السوق، أو الجلوس في مقهى مع معارفه الذين انخفض عددهم مع غدر السنين!
يستجمع عقله ثم يبادر إلى انطلاقة يومه بروتين كسول قاتل، كون انشغالاته اليومية لا تتعدى أموره الضيقة الخاصة؛ كما لا تسمح له قوته البدنية الهزيلة بالتفكير بأمور سواه من الناس، أكانوا من أقاربه، أو من قدامى معارفه!
تراه يقود سيارته لاحقا بحذر وبطء شديد، مخافة أن تكون ردات فعله غير ذات فاعلية في حال حدوث شيء طارئ أمامه على الطريق. كما أنه يمشي الهوينا في الشارع حتى لا يخذله نظره الضعيف في رؤية مستوى المطبات والارتفاعات والعوائق العديدة التي يضعها أصحاب المحلات التجارية أمام مؤسساتهم على الأرصفة!
أما لو كان لا يزال يعيش مع زوجة، فإنه يفقد صبره عند التحدث إليها، وخاصة عندما تتكاثر طلباتها التي اعتادت على تردادها، ولم تتبدل عليه، منذ "ليلة الدخلة"!
دعونا نتصور إنتاجية وفاعلية إنسان في مثل سنه، قد أوكلت إليه إدارة أمور وشؤون السلطة العامة العليا، لتنظيم وتوجيه أمور الشعب "الحالم"، وليس "المحتلم"، بمجتمع متقدم، فاعل، ومتكامل!
يشكو الشعب اللبناني من تقصير، وفوضى، وضعف، وتفكك في إدارة شؤون الدولة، ولا يسلّم بأن الأمل بالتبديل والتعديل إلى الأفضل مفقود كلياً، فيما يحصل حالياً من خذلان، ونسيان، وإهمال، لقضايا الناس من فقدان مطلق لضرورات حياتهم الأساسية؛ من جانب منظومة سياسية مارقة، هرمة، ومتسلطة!
يشهد لبنان اليوم مأساة تنبع من "كوادر" دور العجزة، المشرفة والغافلة، على مستقبل وطن لا يعنيها تقدمه وتطوره، لا من قريب أو بعيد!، بل إن كل ما يعنيها ويشغلها، يقتصر على توفير حاجياتها الغريزية البدنية اليومية!
كان الله يحب المحسنات والمحسنين!
يا الله، إن الشعب اللبناني يأمل منك إرسال "السارق " إلى هذه السلطة المتسلطة، ويخضع لمشيتئك المباركة والواعدة، التي يتمنى حصولها، بكل ورع وإيمان، في القريب العاجل!
دعاء من عبدك المؤمن يا الله
عندما يدخل المرء في العقد السابع من عمره، تتبدل حياته رأساً على عقب.
يبدأ ذلك عند محاولته النهوض من فراشه، إذ عليه أن يستجمع عضلاته التي تراخت وتعبت جراء ذهابه إلى دورة المياه مرات عدة خلال الليل، حتى يريح مثانته!
ينهض بتأنٍ وحذر حتى لا يؤدي وقوفه الفوري إلى تبدل في ضغطه، ما يسبب غثياناً ودوراناً حول نفسه، ومن الممكن أن يؤدي إلى وقوعه أرضاً فيتأذى!
يفرك عينيه بعدئذ حتى يتلمّس طريقه إلى الحمام لحلاقة ذقنه، ثم تنظيف أسنانه الاصطناعية، وتسريح شعر رأسه الذي يغطيه الشيب كاملاً فيما لو أبقته سنوات الخريف الطويلة في مكانه.
يعود أدراجه إلى غرفة النوم، عساه يقوم ببضع حركات رياضية سويدية بسيطة، حتى يحافظ على ما تبقى من رشاقة كسولة وبطيئة، فيستعيد معنوياته المفقودة، كما تسهل عبور الدماء في شرايين جسده الخامل!
يلي ذلك قيامه بارتداء قميصه وقوفاً، وجلوساً لارتداء جواربه وبنطاله، خوفاً من أن يهوي أرضاً ويلقى مصيراً غامضاً، يخشى من حدوثه مع كل صباح جديد. يكمل ارتداء ثيابه الباقية بحسب كل فصل من فصول السنة!
يسخن ركوة الماء على النار، ويحضر كوباً من النسكافيه أو الشاي، يحتسيه مع فطور خفيف، مخافة أن يصاب بعسر الهضم!
يستغرق إنجاز ما سبق أكثر من ساعة من الزمن، يفكر على إثره فيما يمكن عمله طوال النهار، من ذهاب إلى السوق، أو الجلوس في مقهى مع معارفه الذين انخفض عددهم مع غدر السنين!
يستجمع عقله ثم يبادر إلى انطلاقة يومه بروتين كسول قاتل، كون انشغالاته اليومية لا تتعدى أموره الضيقة الخاصة؛ كما لا تسمح له قوته البدنية الهزيلة بالتفكير بأمور سواه من الناس، أكانوا من أقاربه، أو من قدامى معارفه!
تراه يقود سيارته لاحقا بحذر وبطء شديد، مخافة أن تكون ردات فعله غير ذات فاعلية في حال حدوث شيء طارئ أمامه على الطريق. كما أنه يمشي الهوينا في الشارع حتى لا يخذله نظره الضعيف في رؤية مستوى المطبات والارتفاعات والعوائق العديدة التي يضعها أصحاب المحلات التجارية أمام مؤسساتهم على الأرصفة!
أما لو كان لا يزال يعيش مع زوجة، فإنه يفقد صبره عند التحدث إليها، وخاصة عندما تتكاثر طلباتها التي اعتادت على تردادها، ولم تتبدل عليه، منذ "ليلة الدخلة"!
دعونا نتصور إنتاجية وفاعلية إنسان في مثل سنه، قد أوكلت إليه إدارة أمور وشؤون السلطة العامة العليا، لتنظيم وتوجيه أمور الشعب "الحالم"، وليس "المحتلم"، بمجتمع متقدم، فاعل، ومتكامل!
يشكو الشعب اللبناني من تقصير، وفوضى، وضعف، وتفكك في إدارة شؤون الدولة، ولا يسلّم بأن الأمل بالتبديل والتعديل إلى الأفضل مفقود كلياً، فيما يحصل حالياً من خذلان، ونسيان، وإهمال، لقضايا الناس من فقدان مطلق لضرورات حياتهم الأساسية؛ من جانب منظومة سياسية مارقة، هرمة، ومتسلطة!
يشهد لبنان اليوم مأساة تنبع من "كوادر" دور العجزة، المشرفة والغافلة، على مستقبل وطن لا يعنيها تقدمه وتطوره، لا من قريب أو بعيد!، بل إن كل ما يعنيها ويشغلها، يقتصر على توفير حاجياتها الغريزية البدنية اليومية!
كان الله يحب المحسنات والمحسنين!
يا الله، إن الشعب اللبناني يأمل منك إرسال "السارق " إلى هذه السلطة المتسلطة، ويخضع لمشيتئك المباركة والواعدة، التي يتمنى حصولها، بكل ورع وإيمان، في القريب العاجل!
دعاء من عبدك المؤمن يا الله
الأكثر قراءة
المشرق-العربي
12/6/2025 12:01:00 AM
لافتات في ذكرى سقوط نظام الأسد تُلصق على أسوار مقام السيدة رقية بدمشق وتثير جدلاً واسعاً.
المشرق-العربي
12/6/2025 1:17:00 PM
يظهر في أحد التسجيلات حديث للأسد مع الشبل يقول فيه إنّه "لا يشعر بشيء" عند رؤية صوره المنتشرة في شوارع المدن السورية.
منبر
12/5/2025 1:36:00 PM
أخاطب في كتابي هذا سعادة حاكم مصرف لبنان الجديد، السيد كريم سعيد، باحترام وموضوعية، متوخياً شرحاً وتفسيراً موضوعياً وقانونياً حول الأمور الآتية التي بقي فيها القديم على قدمه، ولم يبدل فيها سعادة الحاكم الجديد، بل لا زالت سارية المفعول تصنيفاً، وتعاميم.
اقتصاد وأعمال
12/4/2025 3:38:00 PM
تشير مصادر مصرفية لـ"النهار" إلى أن "مصرف لبنان أصدر التعميم يوم الجمعة الماضي، تلته عطلة زيارة البابا لاون الرابع عشر الى لبنان، ما أخر إنجاز فتح الحسابات للمستفيدين من التعميمين
نبض