الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لوحات طبيعية لمناطق لبنانية وضباب يعكس سحراً رائعاً

نضال مجدلاني
لوحات طبيعية لمناطق لبنانية وضباب يعكس سحراً رائعاً
لوحات طبيعية لمناطق لبنانية وضباب يعكس سحراً رائعاً
A+ A-

أيعقل أن يكون مناخنا الضبابي الذي سيطر على الأجواء في الشهر الفائت، لفتة تضامنية مع الإنسان في الحالة الضبابية المعيشية التي نمرّ بها في وطننا؟

ربيعنا وبداية صيفنا هذه السنة مختلف عن غيره من السنين. وقد أضافت الغيوم والضباب لمسة جمالية وشاعرية على كل بقعة من جبالنا وشواطئنا. المشاهد تصف جمال المناطق خلال جولة في أفقا، الضنية، كفرعقاب، بشري، تنورين، المروج، اللقلوق، فالوغا، برمانا، وساحلاً من البترون الى ضبية وبيروت الحبيبة.

نبدأ باللقطات من أعالي منطقة أفقا في قضاء جبيل، وقد أبحرنا بين غيومها في بحر هذا الأسبوع، لنكتشف مشاهد الجمال وسحره. ومنها إلى كفرعقاب في قضاء المتن، فقد قصدنا المنطقة ومشينا على ارتفاع 1200 متر عن سطح البحر، بين غابات الصنوبر والسنديان، وسط غطاء ضبابي كثيف.

الضباب في وادي قنوبين ليس مفاجئاً في الكثير من أيام السنة، ولكن أن تغرق منطقة بشري وأرزها الشامخ بين الغيوم في الكثير من أيام الشهر الفائت، ليس بالأجواء الاعتيادية، ولكن أضفَت رونقاً خاصاً لربيعها المتفجّر ألواناً وزهواً.

رحلة الضنية كانت من الأجمل، وسط إرث طبيعي وحضاري. ولم يخل المسير من مرافقة الغيوم والضباب لنا ولو في شكل أقل من المناطق الأخرى. وتتبع أجواء تنورين الأجواء العامة لتعرض لوحاتٍ قلّ نظيرها.

منطقة اللقلوق التي لا نشبع من مناظرها والمغامرات على قممها أغرقتنا بدورها في ضبابها الكثيف.

ومن روائع منطقة المروج في قضاء المتن، وعلى ارتفاع 1220 متراً عن سطح البحر، تتراقص الغيوم بين أشجارها وبيوتها، وتعود لتمدّ غطاءها على كل قراها، فتعكس لوحات تمجّد راسمها.

وتنضم فالوغا إلى مهرجان الغيوم والضباب بمناظر رائعة، أما برمانا ولياليها الساهرة، فكان بعضها أيضاً مبلول الطرف والبرودة تلف زواياها لتنعش قاصديها من المدن الساحلية. وكذلك معاصر الشوف والباروك والكورة والبقاع وعمّيق.

على الشواطئ بدءاً بالبترون ثم ضبية وبيروت، لوحات ولوحات من كل زاوية من هذا الوطن، تمجّد الخالق، وتدعو الى التشبّث بالأرض مهما كان الوضع صعباً، اذ ليس من غيمة إلا وستمر، وما علينا إلا أن نتحمّل غيوم الحاضر ونتأمل بمستقبل واعد.

وهكذا تشاهدون وكأن الأجواء المناخية متأثرة بالأجواء العامة للإنسان في وطننا، وتعبّر بطريقتها عن الحالة الضبابية التي نعيشها في أيامنا هذه، عسانا نخرج من النفق والضياع ونتنعم بربوع لبناننا من دون الضغط المعيشي المسيطر على فئات لا يستهان بها من مواطنينا.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم