عيد قديس لبنان: شموع وصلوات... شربل "وجه لبنان في العالم"

غص اليوم دير مار مارون عنايا بحشود من الحجاج الذين احتفلوا بعيد القديس شربل. وقد ملأوا ارجاء المكان، واضاؤوا الشموع، في وقت تعالت التراتيل والصلوات. 

وقد احتفل البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الراعي بالقدَّاس الإلهيّ في كنيسة مار شربل- عنَّايا  في حضور السّفير البابويّ في لبنان المطران جوزيف سبيتاري، وعاونه لفيف من المطارنة ورئيس عام الرهبانيَّة اللبنانيَّة المارونيَّة قدس الأباتي نعمة الله الهاشم، المدبرون العامون، الأباتي طنوس نعمه رئيس دير مار مارون- عنَّايا ولفيف من الرهبان.

وألقى البطريرك عظةً قال فيها: "يتلألأ القدّيس شربل كالشّمس في ملكوت السّماء" (متى 13: 43) نور شمسه يغطّي كلَّ الكرة الأرضيّة، إذ بات معروفًا لدى جميع الشّعوب. يتوسّلون إليه وينالون مبتغاهم، دونما تمييزٍ دينيٍّ أو عرقيٍّ أو ثقافيّ. فعجيبٌ الله في قدّيسيه! هو كذلك لأنّه حافظ على طبيعته كحبّة حنطة زرعها المسيح الرّبّ في حقل بقاعكفرا، والرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة، وكنيستنا. فارتوى من الرّوحانيّة المسيحيّة والرّهبانيّة والكهنوتيّة، وسما بها حتّى عاش جميع فضائلها ببطولة. أمّا إلى أيّة درجةٍ بلغ اتّحاده بالله، فلا يعلمها إلّا الله وحده. لكنّ اتّحاده العجيب بالله ظاهرٌ من خلال شهرته العابرة للقارّات وآياته وعجائبه التي لا تُحصى ولا تُعد. إنّه وجه لبنان في العالم، وهو ذروة مسيرة شعبٍ مسيحيٍّ لبنانيٍّ صلّى وصام وعُذِّب واستشهد في سبيل إيمانه والقيم، وأعطى قدّيسين وطوباويّين يتلألأون بين الأبرار في ملكوت الآب. نحن مؤتمنون على هذا الإرث النّفيس الذي يعيد الجمال للبنان. فالجمال وحده يخلّصه".

وليلة عيد القديس شربل، شارك عدد كبير جدا من المؤمنين في مسيرة صلاة، حاملين الشموع خلف القربان المقدس.